تونس- التونسيون

لم يتأخر رد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل كثيرا  على الهجوم الشديد الذي شنه عليه رئيس الحكومة المكلف يوسف الشاهد في حواره التلفزي الاخير .

من خلال مواقف الرجلين، يبدو أننا وصلنا الى نقطة اللاعودة بينهما، رغم أن الطبوبي استهل ردوده يكون “الحكاية وراءه، و أن التونسيين لا يهتمون بهذه الترهات”‘, قدر انشغالهم  بأمورهم الاجتماعية و الحياتية.

اتهم الطبوبي الشاهد، بالتملص من تطبيق الاتفاقيات و المخاتلة، و استعمل معجما سلبيا جدا تواترت فيه الفاظ من جنس “الخبث، الفساد، فبركة الملفات، الديكتاتورية, الابتزاز السياسي و عدم المسؤولية و ذري و فروخ….” .

حيث ذكر الطبوبي أنه “يفتخر بمشاركته في إسقاط الشاهد، لأنه خلص تونس من أكبر مستبد ديكتاتوري” و أضاف أن الشاهد، عين  قاضي في رئاسة الحكومة يقوم بفبركة التهم لكل نفس معارض.

و جعل وضعية شمس فم و الصباح المؤسستان الاعلاميتان المصادرتان، دليلا على النزعات الاستبدادية، حيث يرفض المستثمرون المشاركة في مناقصات لاقتنائهما “خوفا من الابتزاز السياسي و الضغط السياسي” .

كما أضاف الطبوبي، أن رخصا و تعيينات و اسناد مقاسم فلاحية تمت اخيرا دون وجه حق، و طالب بفتح تحقيق فيها.

هذه المناكفة بين الشاهد رئيس الحكومة المغادر، و نورالدين الطبوبي الأمين العام المغادر بدوره، سيترك ارثا صعبا، و مطبات و حواجز نفسية و قانونية يصعب على الحكومة القادمة و قيادة الاتحاد القادمة تجاوزها بسهولة.

في كل الحالات، تتنزل هذه الخصومة في إطار الخصومات التي تعود عليها التونسيون طيلة السنوات الفارطة، صراعات لا بدّ من العمل على التخفيف منها، لان المجتمع الديمقراطي هو مجتمع اللاعنف، الذي تدار فيه كل الصراعات بطريقة سلمية و عقلانية.