الجديد

شورى النهضة: الغنوشي "ينتصر" للشاهد و "يغضب" اخوانه !

منذر بالضيافي
علم موقع “التونسيون”، من مصادر مطلعة من داخل اجتماع مجلس شورى حركة النهضة( اليوم السبت 9 فيفري 2019)، أن جدلا كبيرا وتباينات حول الموقف من يوسف الشاهد، ميزت تدخلات أعضاء الشورى، وسط تباين كبير، بين شق “مؤثر”، يقوده رئيس الحركة راشد الغنوشي، يدعم رئيس الحكومة، وشق اخر – وان كان أغلبي – الا أنه غير مؤثر في القرار النهائي، يرفض استمرار الشاهد، ويطالب بتشكيل “حكومة انتخابات”، من أبرز رموزه القيادي لطفي زيتون.
المتابع للموقف السياسي لحركة النهضة،  منذ نهاية ماي الفارط (تاريخ تعليق وثيقة قرطاج2)،  يلاحظ أن الغنوشي، وهو الحاكم الفعلي للقرار السياسي والمالي داخل الحركة، قد انحاز للشراكة مع رئيس الحكومة الحالي، يوسف الشاهد، واعتبر “التوافق” مع الرئيس السبسي وحزبه “نداء تونس”، قد أصبح من الماضي.
موقف الغنوشي، هذا والذي عبر عنه من خلال التمسك ب “الاستقرار الحكومي”، بقيادة يوسف الشاهد، برغم الحصيلة الضعيفة والأداء المرتبك، يفسر بعاملين اثنين، يتمثل الأول في “جانب ذاتي” هو عبارة عن ردة فعل على ما يعتبره الغنوشي “اهانة” له من الرئيس السبسي طيلة كامل فترة “تحالف الشيخين”، حيث كان يملي عليه كل ما يريد، وفق تأكيدات الغنوشي نفسه.
أما العامل الثاني، فهو سياسي ومرتبط بتغير في التوازنات السياسية، بعد تفكك “نداء تونس” وتراجع كتلته البرلمانية، وتقدم الاسلاميين في الانتخابات البلدية التي تمت في ماي 2018، مؤشرات جعلت الغنوشي، يرى أن الرئيس السبسي قد ضعف بل أن مصيره هو “العزلة” في قصر قرطاج، وبالتالي لابد من شريك جديد، ليس الا رئيس الحكومة، الذي فك الارتباط مع حزبه الأصلي ومع من جاء به الى سدة الحكم.
برغم “التصريحات الدبلوماسية”، لراشد الغنوشي، والتي يعبر فيها عن تمسكه باستمرار التشاور بل “التوافق”، مع الرئيس السبسي فان الواقع على الأرض مخالف لذلك، بل في خط مواز تماما لما هو مصرح به. اذ “تمترس” الغنوشي وراء مقولة “الاستقرار الحكومي”، برغم وجود معارضة صوتها عال من داخل حزبه، معارضة عبرت عن نفسها في العلن، من خلال التعبير عن “تخوفات”، من الشاهد ومن مشروعه السياسي.
تمسك الغنوشي برئيس الحكومة الان وبالشراكة معه غدا هو دون شك يشير الى ان البلاد قد دخلت بصفة نهائية مرحلة من الادارة السياسية يتوقع أن تستمر ما بعد الاستحقاقات الانتخابية القادمة التي لا يستبعد أن يتقدم فيها كل من “النهضة” و “تحيا تونس”، خصوصا في ظل تواصل تفكك بل انهيار “نداء تونس” وضعف بقية مكونات الخارطة الحزبية، التي لن تكون قادرة على منافسة الحزبين، لضعف المقدرات والامكانيات، المادية والبشرية وكذلك التنظيمية، فضلا عن أهمية “الدعم الخارجي”، الذي لا نتوقع أنه بعيدا عما يحصل وعما يخطط له.
وكان رئيس حزب حركة النهضة راشد الغنوشي، الذي التقى صباح اليوم السبت 9 فيفري 2019، رئيس الحكومة يوسف الشاهد، قبل اجتماع مجلس الشورى، قال في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء  (وات) اليوم السبت، إن لقاءه برئيس الحكومة يوسف الشاهد، مثل مناسبة لتسجيل الايجابيات التي تحققت للبلاد، وآخرها التوصل منذ قليل إلى اتفاق بين الحكومة والجامعة العامة للتعليم الثانوي لاستئناف الدروس.
وأضاف الغنوشي، أن الإيجابيات المسجلة تتمثل ايضا في التوقيع مؤخرا على الاتفاق الخاص بمفاوضات الزيادة في أجور موظفي وأعوان الوظيفة العمومية، والغاء الإضراب العام بالوظيفة العمومية والقطاع العمومي، وكذلك انتخاب رئيس للهيئة العليا المستقلة للانتخابات وثلث أعضائها.
وهذا التصريح “اللافت” للغنوشي قبل اجتماع الشورى، فيه “اشادة” بأداء و “انجازات” حكومة الشاهد، بما يعني أنه سيستمر في دعمها واعطائها الغطاء السياسي والبرلماني للاستمرار في عملها، وأيضا لإعداد البلاد الى الانتخابات القادمة، والاشراف عليها، وهو ما يشير الى أن “الشيخ” غير مهتم بدعوات جزء مهم من “اخوانه”، الذين دعوا الى تشكيل “حكومة انتخابات”، تشرف على الاستحقاقات المقررة لنهاية السنة الجارية.
للإشارة، فان حركة النهضة تعد أهم طرف سياسي وحزبي، متمسك بإجراء الانتخابات القادمة في مواعيدها،  وهو ما تعهد به يوسف الشاهد، ووجد “مباركة” من قبل “الشيخ الغنوشي”، الذ صرح “بأن البلاد تسير على الخط الصحيح وماضية نحو الانتخابات لتتويج الديمقراطية التونسية، والمرور من مرحلة انتقالية الى مرحلة مستقرة ودائمة ديمقراطيا”، على حد قوله.
يرى الغنوشي  أن “التخوفات” من الشاهد مبالغ فيها، في هذا السياق نتفهم تصريح رئيس مجلس شورى حركة النهضة عبد الكريم الهاروني اليوم السبت 9 فيفري 2019، الذي قال: ” ننتظر أن يعقد الحزب الجديد مؤتمره ويُعرّف بقياداته وببرنامجه وبموقفه من النهضة ومن الحكم قبل 2019 وبعد 2019 “.
 

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    ^ TOP