الجديد

في الذكرى 92 لعيدها الوطني: ولي العهد محمد بن سلمان .. وتحديات بناء السعودية الجديدة

منذر بالضيافي

ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، يتأكد حرصه على كسب رهان التجديد والمستقبل، في أهم بلد لا في المنطقة العربية فقط بل في العالم، فليس من اليسير أن يكون المرء شخصية قيادية مؤثرة، فما بالك حين يتعلق الأمر بدولة في حجم المملكة العربية السعودية، و بالثقل الذي تمثله إقليميا و دوليا، و في سياق من التحولات و الرهانات الكونية، التي ستحدد مستقبل العالم والانسانية خلال العشريات المقبلة، والتي سيكون للملكة، التي تحتفل هذا الأسبوع بعيدها الوطني 92،  دور بارز فيها ولن تكتفي بمجرد التأثير عليها بل نحتها،

تحدي يدرك الأمير الشاب ثقله لكن له قدرات تحوله الى واقع معاش، وذلك بالنظر لثقل المملكة الاقتصادي و المالي والديبلوماسي ولمكانتها الجيو سياسية البارزة، فضلا عن مكانتها الروحية في العالم الاسلامي، ما يجعل تجاوزها في العالم الجديد – الذي هو طور التشكل – أمرت  غير ممكن، وهذا ما كشفت عنه الأشهر الأخيرة، التي صعدت من دور المملكة و ولي عهدها الأمير محمد بن سلمان، الذي استطاع قلب كل المعادلات لصالحه، وأحسن “المناورة” و “مراقصة” الخصوم والأعداء، وكسب الرهان في ادارة كل المعارك، خاصة تلك التي فرضت عليه، من أجل تهميشه  بهدف تيسير عملية ابتزازه.

 قلب الأمير كل المعادلات لصالحه، وأحسن “المناورة” و “مراقصة” الخصوم والأعداء، وكسب الرهان في ادارة كل المعارك، خاصة تلك التي فرضت عليه، من أجل تهميشه  بهدف تيسير عملية ابتزازه

ولعل هذه القدرة على ادارة المعارك وحسن التصرف في ادارة الأزمات والاستفادة الذكية من التناقضات الدولية، اهلت الأمير الذي لا يرافقه لباسه السعودي الأصيل، في جعل بلاده رقم اساسي في التحولات التي يشهدها العالم،  وهذا الدور  الذي يضطلع به ولي العهد السعودي محمد بن سلمان،  يبرز ما يتمتع به من قدرات قيادية .بعض هذه القدرات ” موروث” إن صحت العبارة من رصيد عائلة آل سعود، التي أسست المملكة و تشرف على مقاليدها منذ عقود، و لكن محمد بن سلمان أبرز قدرات قيادية تميزه عن الآخرين .

اذ لم يسبق لولي عهد سعودي أن أثّر على سياسات المملكة بالكيفية التي يؤثر بها محمد بن سلمان ، و تزداد أهمية هذا التأثير حين نضع بعين الاعتبار،  أن الوضع الدولي يستهدف كل الثوابت، بما فيها حدود الدول و كياناتها،  و ما تصدى له ولي العهد محمد بن سلمان من ” محاولات استهداف ” المملكة و دورها في محيطها المباشر،  و على المستوى الدولي يؤكد ذلك .

استطاع بهدوء و بالكثير من الإصرار و وضوح الرؤية، تأكيد الريادة السعودية في منطقة الخليج العربي، و التصدي للمخططات الايرانية، و أساسا إلزام واشنطن بعدم تخطي الدور السعودي .

تمكن بهدوء و بالكثير من الإصرار و وضوح الرؤية، تأكيد الريادة السعودية في منطقة الخليج العربي، و التصدي للمخططات الايرانية، و أساسا إلزام واشنطن بعدم تخطي الدور السعودي

كرّس محمد بن سلمان الرياض كرقم صعب و لا يمكن تخطيه، في المعادلات الاقليمية و الدولية، رغم ما بذله البعض من جهد محموم لاستهداف هذا الدور. و محمد بن سلمان صاحب رؤية مجتمعية واضحة لما يجب ان تكون عليه المملكة العربية السعودية في المستقبل، و تعبر ” رؤية السعودية 2030″ ، عن أهم ملامح هذا التصور الذي يهدف إلى جعل السعودية، قاطرة التطوير و التقدم في العالمين العربي و الاسلامي.

تكفي الإشارة هنا إلى مشروع بناء مدينة النيوم، التي تمثل أنموذجا غير مسبوق للمدن الذكية، و التي تجسد مبادئ و قواعد التنمية المستدامة . و لا يفوتنا التأكيد، على تحركات وسياسات ولي العهد، قد كشفت على أن  ولي العهد السعودي محمد بن سلمان شخصية  حاضرة بقوة في سياق مشهد دولي مرتبك، لأنه ينطلق من رؤية و ايمان بدور متقدم للمملكة، يجعل منه رجل دولة متميز سيترك بصماته لا في في تاريخ المملكة فقط بل المنطقة برمتها.

استطاع ولي العهد ، تحصين موقعه جيدا، كحاكم فعلي ومستقبلي لأكبر دولة نفطية في العالم، كما استطاع أيضا البروز كلاعب دولي مدرك جيدا للرهانات الدولية، ولأوراق القوة التي بحوزته والتي لا تجعله في دور المتفرج بل الفاعل.

استطاع ولي العهد ، تحصين موقعه جيدا، كحاكم فعلي ومستقبلي لأكبر دولة نفطية في العالم، كما استطاع أيضا البروز كلاعب دولي مدرك جيدا للرهانات الدولية، ولأوراق القوة التي بحوزته والتي لا تجعله في دور المتفرج بل الفاعل

 

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    ^ TOP