الجديد

غازي معلى

ما بعد الكورونا .. الانسانية تعيد اكتشاف نفسها

غازي معلى

الكورونا جعلت العالم في حالة جمود حيني (PAUSE) ، يتوقف الكون ليتأمل نظامه و تتأمل كل دولة أحوالها، و كل فرد يعيد النظر في حاضره و مستقبله، الفيروس اثبت ان الكون قرية، فقد انتشر في ربوعها بسرعة مذهلة .

كما أظهر أيضا عولمة في انتشار المرض وأنانية محلية في المواجهة والعلاج، وهذا يحتاج إلى وقفة تأمل.

أصبح اليوم النظام الدولي مكشوفاً ويحتاج إلى مراجعة أو إعادة نظر، هذا ما ينبغي ولكن هل هذا ما ستؤول إليه الحال؟

لا أحد يعلم اما الدول كمكونات للنظام العالمي،  فقد اجبرها الفيروس على الانغلاق،  من غلق الحدود إلى وقف الطيران ، إلى اختلاف درجات الحظر ، كل الدول تعاملت بمبدأ انا وبعدي الطوفان،  و الانغلاق لا الانفتاح والأنانية لا التعاون، هي أهم ملامح نظام يحتاج إلى وقفة وإعادة نظر.

ما ينطبق على الدول يجري على الأفراد كما يقول بن خلدون في “المقدمة”، فكان أن أدرك الأفراد  هشاشة الحالة الإنسانية  مثل سلوك الدول، فسارعوا لإخفاء وجوههم بكمامات يتخاطفها الجميع.

كما فرضوا على أنفسهم  عزلة وحجر و تباعد اجتماعي لا يعرفون متى ينتهي و ينتظرون الفرج بصبر يرتفع منسوبه حينًا و يضعف احيانا أخرى.

حالة توتر تحولت إلى عنف أسري يخفى خوفا من الموت او المجهول، ونتيجة لهذا التوقف على المستويات الثلاثة؛ العالم والدولة والفرد، أجدني متأكد أن العالم بعد «كورونا» سيكون غير العالم قبلها

و لكن لن يكون عالم منزوعا من قيم الحرية و العدالة و الإنسانية. كما سيكون عالم تسود فيه حقوق البشر في الحياة الكريمة و الصحة و التعليم للجميع.

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    ^ TOP