الجديد

أداء الرئيس قيس سعيد .. الأسئلة المحيرة ؟

كتب: هشام الحاجي
يبدو أن قيس سعيد، مقر العزم على أن يتخلص في أسرع وقت من الشعبية التي اكتسبها، و قادته إلى الفوز في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، بعدد قياسي و غير مسبوق من الأصوات. فعوض أن يكون هذا الفوز حافزا لاتخاذ مبادرات و توجيه رسائل، من شأنها ان تكون حافزا للجميع، لإخراج البلاد من الوضعية المتردية ، التي وصلت إليها، اختار طريق التروي و الانتظار الممل، و أيضا توجيه الرسائل الخاطئة.
تعددت الرسائل الخاطئة ، إذ يكفي التذكير في مستوى السياسة الداخلية، باستقبال أبناء الدواعش الذين وقعت إعادتهم من ليبيا.  ومن خلال ما أتى فان رئيس الجمهورية لم يظهر كمهتم بالأطفال، بل كمدافع ضمنيا عن الإرهاب و التطرف، ما دامت الدولة لن تكتفي في حالة موت الإرهابيين بالاهتمام بابنائهم صلب المؤسسات المختصة و في إطار المساواة مع بقية التونسيين بل ستخص ذكرى الآباء بلفتة “تكريم” .
قيس سعيد لم يستقبل في المقابل أبناء شهداء المؤسسة الأمنية و العسكرية و هو ما زاد في الوقع السلبي لرسالته الخاطئة، إذ أصبح الأمر موقفا يتبناه رئيس الجمهورية، و له تداعياته السلبية على الرأي العام
. تجنب رئيس الجمهورية للسفر خارج تونس يمثل ايضا رسالة خاطئة في ظل ما يتأكد من ضرورة البحث عن شركاء ماليين و سياسيين جدد و من ضرورة العمل على اخراج تونس من شبح العزلة الذي يتهددها و من خطر الوقوع فى شرك المحاور.
أما في مستوى السياسة الداخلية فإن قيس سعيد لم يلعب لحد الآن الدور المنوط بعهدته كضامن للمؤسسات و للوحدة الوطنية ، بل ظهر من خلال تصريحاته حول الدستور كشخصية لا تقيم وزنا للدستور، الذي يمثل حجر الزاوية في التنظيم الإداري و السياسي للدولة.
و أصبح من خلال تصريحات رئيس الحكومة المكلف إلياس الفخفاخ منخرطا في لعبة سياسوية قوامها إقصاء طرف سياسي بطريقة مسبقة، و هو ما يمس من المكانة الرمزية لمؤسسة رئاسة الجمهورية، و يزيد في حجم التساؤلات عن أداء قيس سعيد حاليا.
فهل هو معني بالاضطلاع بالمهام التي يفردها الدستور لرئيس الجمهورية ؟ أم هو معني أكثر بتكريس رؤيته لنظام سياسي بديل؟.
و هو ما قد يجعله سواء رغب في ذلك أو لم يرغب يسقط في ألاعيب المناورات الجانبية و التي تزيد الوضع تعقيدا،  و قد تكون إلى جانب ذلك سببا من اسباب مغادرته المشهد السياسي من أصغر الابواب.

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Go to TOP