الجديد

خالد شوكات

أسئلة في زمن الكورونا

خالد شوكات

تقول الصين أنها انتصرت على الفيروس دون إعلانها عن اكتشاف ل”مضاد” للفيروس، وبالتالي فان انتصارها كما يقول الخبراء ليس من النوع النهائي الذي تحتاجه البشرية.

ما يزال العلم رغم كل التقدم الذي أدركته البشرية خلال القرن الاخير عاجزا أمام هذه الظواهر المفاجئة والجوائح غير المتوقعة، وهو ما يحيل دائما الوجهة الى الميتافيزيقيا أو ما وراء الطبيعة.

تمتلك الولايات المتحدة والاتحاد الاوربي والصين واليابان وبعض الدول المتقدمة الاخرى مخابر علمية متقدمة جدّا رصدت لها جميع الإمكانيات والموارد الإضافية هذه الفترة، لكنها جميعاً لم تتوصل الى مصل او تلقيح بالسرعة المطلوبة، وهو ما يحيِر فعلا ويثير أسئلة قد تبدو وثيقة الصلة بعالم المؤامرة؟

كم ستبلغ أرباح الشركة/الشركات التي ستتوصل الى اكتشاف الدواء/مضاد الفيروس والتلقيح/التطعيم المطلوب قبل غيرها يا ترى، خصوصا اذا ما نظرنا الى الأرباح التي حققتها الشركات المصنعة للكمامات والملابس المعقمة ومستحضرات التعقيم والصابون والنظافة خلال الاسابيع الماضية؟

تابعنا تصريحات متناقضة لزعماء الدول الكبرى خلال الأيام الماضية، ترامب وماكرون وجنسون، تظهر مدى الارتباك والحيرة وعدم التنسيق دوليا واقليميا لمكافحة الظاهرة، وتعطي للناس معلومات وانطباعات تتراوح بين التهوين والتهويل، من شأنها تعميق أزمة النظام الدولي الراهن، فهل تكون الكورونا سببا في انهيار نظام دولي وظهور نظام اخر جديد..!؟
بدت التحليلات بخصوص العلاقات الصينية الامريكية شديدة التباين الى درجة التناقض الصارخ، بين قائل ان الكورونا حرب عالمية بيولوجية اعلنتها واشنطن ضد بيكين في إطار عرقلة طموح المارد الصيني الخارج من قمقمه، وقائل بان الاقتصادين الصيني والأمريكي مترابطين لدرجة يصعب معها تصديق نظرية المؤامرة، فأكثر من سيتضرر من أزمة الاقتصاد الصيني الممكنة جراء تداعيات الكورونا هو الاقتصاد الامريكي.. فأي الطرحين اقرب الى الصواب يا ترى، خصوصا وان الكورونا لم تضرب امريكا الى الان كما اصابت غيرها؟
بل ثمّةَ ما هو اغرب من هذا الطرح التآمري الرهيب، حيث يصور البعض امر الكورونا باعتبارها خديعة صينية للعالم ارادت من خلالها بيكين الاستيلاء على اسهم بعض الشركات الكبرى الناشطة في قطاعات استراتيجية، والمملوكة في غالبيتها لرجال اعمال ومستثمرين امريكيين وأوروبيين .. وهو امر يصعب هضمه لكنّهُ مطروح على اي حال..!؟

لكن الثابت من كل هذه الأسئلة وغيرها ان الانسانية قد دخلت مرحلة جديدة من تاريخها، تبدو معها اقرب ما يكون الى اننا نسير لملاقاة حروب جديدة وربما كائنات غريبة ستطل علينا من عوالم ومجرات اخرى.

فما كان يتحدث عنه كتاب الخيال العلمي في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وينظر اليه باعتباره محض خيال خصب وغير طبيعي، اضحى حقائق – بعضها مأساوي- نعيشها بأم العين ونرى تأثيراتها المدهشة في حياتنا، ومن بينها هذه الكورونا التي تجبرنا على المكوث في بيوتنا أطول وقت ممكن مكتفين بطرح الأسئلة المحيّرة.

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    ^ TOP