تونس- التونسيون

أثار تعيين ألفة حامدي على رأس مجمع الخطوط الجوية التونسية ” عاصفة” من ردود الفعل التي تصب كلها في تأكيد عقلية ” هذا على الحساب و لم أقرأ بعد الكتاب ” إذ كانت المواقف ” قصووية” في الدفاع عن ألفة حامدي أو في التهجم عليها.

و هو ما يعكس في نهاية الأمر غلبة التعاطي العاطفي مع أهم المسائل، و يكشف أيضا حدة الرهانات السياسية و الإقتصادية و الوجدانية التي ترتبط بالناقلة الوطنية، التي تجد نفسها منذ سنوات في قلب الجدل السياسي و الإجتماعي، و في تراجع مخيف على جميع المستويات.

و قد عمق ” التسرب المفاجئ” لألفة حامدي إلى رئاسة الخطوط الجوية التونسية من حدة الجدل، إذ كانت هناك أسماء أخرى مقترحة، و هو ما يعني أن معطيات أخرى إلى جانب الكفاءة و الاستحقاق قد تدخلت، و هو أمر يبقى واردا و ممكنا في إدارة الشأن العام في تونس.

لا تمثل ألفة حامدي استثناءا في هذا المجال خاصة في السنوات الأخيرة ،و قد تداول على إدارة الشركة أشخاص تطرح الكثير من نقاط الاستفهام حول مستواهم الأكاديمي و كفاءتهم التسييرية.

يبدو أن ألفة حامدي تدفع في هذا الجانب ثمن نزعة لاواعية لمناهضة تكليف النساء بأهم مسؤوليات القرار، و أيضا غياب بنك معلومات علمي عن كفاءات ” الدياسبورا” التونسية، التي تساهم في تقدم مجتمعات الإقامة، و تريد أن تلعب دورا في تقدم بلادها.

لا شك أن الجميع يدرك صعوبة المهمة في الخطوط الجوية التونسية، التي تمثل بمشاكلها المتراكمة، انعكاسا للمشاكل التي تعاني منها تونس، و التي تجد نفسها في عين عاصفة التجاذبات السياسية، و تباين المشاريع المقترحة لإنقاذ الإقتصاد و البلاد.

و لكن المقربين من ألفة حامدي يعتبرون أنها تدرك جيدا دقة المهمة و أنها تنطلق بما لديها من تكوين أكاديمي و تجربة في تشخيص و إدارة المشاريع الكبرى، و من قراءة متأنية للوضع الإقتصادي في تونس، و من تمسك بفرض الانضباط دون التخلي عن الحوار، و أنها لا ترى أنها تملك عصا سحرية، بل ستقدم مخطط عمل مرحلي يؤمن بالتدرج و لا ينبهر بالوصفات القادمة من الخارج، بل بقدرة الإطار التونسي المنتمي للشركة على ابتكار الحلول.