الجديد

أمير قطر “يتبرأ” من “الاخوان”: نهاية “الربيع العربي” .. و أفول  “الاسلام السياسي”

منذر بالضيافي

 شدّد أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني، في حوار مع مجلة ”Le Point” الفرنسية  ( الخميس 15 سبتمبر 2022 ) على أنه لا علاقة لبلاده بـ”الإخوان المسلمين”، قائلا: “هذه العلاقة غير موجودة، وليس هناك أي أعضاء نشطاء من جماعة الإخوان المسلمين أو أي جماعات متصلة بها على الأراضي القطرية. وأكد أن قطر دولة “منفتحة ويمر عليها عدد كبير من الأشخاص من أصحاب الآراء والأفكار المختلفة”، متابعا: “لكننا دولة ولسنا حزبا، ونتعامل مع الدول وحكوماتها الشرعية، وليس مع المنظمات السياسية.

فهل يعني موقف الامير القطري الجديد إعلان نهائي بغلق أحد أسباب الأزمة الخليجية الأخيرة التي ما تزال البعض من تداعياتها ترمي بظلالها خليجيا ؟ وهل هي عودة لحالة اجماع النظام الرسمي الخليجي والعربي على رفض جماعة “الاخوان” ، وبالتالي اعلان قطيعة بين الدوحة و هذا التنظيم “المزعج” خليجيا وعربيا ؟ و أخيرا، هل يعني مثل هذا التصريح تأكيد على أن ورقة “الاسلام السياسي” قد سقطت وفقدت وزنها الاقليمي والدولي بعد فشلهم في الحكم،  وتحول “الربيع العربي” الذين تصدروه وكانوا الفاعل الرئيسي فيه، الى “خريف” ؟

 مثل هذا التوضيح القطري من أعلى مستوى، استجابة لمطلب أساسي لبقية دول مجلس التعاون الخليجي ومصر، طالبت فيه هذه الدول الدوحة بإعلان “فك الارتباط مع الاخوان”، وهي العلاقة التي كانت أحد أبرز عناوين الأزمة الكبيرة التي عصفت بالعلاقة بين الدوحة ومحيطها الخليجي. كما يرتقي تصريح الأمير تميم  الى “تبرأ” من الاتهامات التي وجهت – وما تزال –  لدولة قطر بكونها “الحاضنة ” لجماعة “الاخوان المسلمين”، وهو أيضا يتزامن مع “افول نجم الجماعة”، ونهاية “الربيع العربي” الذي راهنت الامارة على دعمه، وتصدره “الاخوان” الذين وصلوا للحكم في عواصم عربية هام، مثل مصر و تونس والمغرب، تراجع حراك “الثورات العربية”، فرض “واقع سياسي” عربي واقليمي جديد، لعل من أبرز عناوينه “تسونامي المصالحات”، بين  “محاور متصارعة”، كانت على خصومة وصلت حد العداء، مصالحات بدأت من مدينة “العلا” السعودية، وكان آخر صورها من الدوحة بالذات أين استقبل أميرها الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي، في زيارة دولة تصدرت نشرات قناة “الجزيرة” من قطر.

فهل يعني موقف الامير القطري الجديد إعلان نهائي بغلق أحد أسباب الأزمة الخليجية الأخيرة التي ما تزال البعض من تداعياتها ترمي بظلالها خليجيا ؟ وهل هي عودة لحالة اجماع النظام الرسمي الخليجي والعربي على رفض جماعة “الاخوان” ، وبالتالي اعلان قطيعة بين الدوحة و هذا التنظيم “المزعج” خليجيا وعربيا ؟ و أخيرا، هل يعني مثل هذا التصريح تأكيد على أن ورقة “الاسلام السياسي” قد سقطت وفقدت وزنها الاقليمي والدولي بعد فشلهم في الحكم،  وتحول “الربيع العربي” الذين تصدروه وكانوا الفاعل الرئيسي فيه، الى “خريف” ؟

الدوحة و الاخوان .. و «الربيع العربي”

 

بالعودة الى الحفر في التاريخ، فان  كل الشواهد تشير إلى أن دولة قطر، كانت تدعم بقوة التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، وقد برز هذا الدعم بوضوح بعد ثورات “الربيع العربي”، التي انطلقت في تونس في يناير / جانفي 2011.

حيث سخرت الدوحة آلتها الإعلامية، ممثلة في “شبكة الجزيرة”، للتسريع بإسقاط حكم الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، فضلا عن الترويج للتيار الإسلامي وتقديمه كبديل سياسي للنظام الذي قامت عليه الثورة، الأمر الذي ساعد كثيرا على وصول الإسلاميين للسلطة، في بلدان الثورات، خاصة في كل من تونس و مصر. ما جعل راشد الغنوشي يعتبر في تصريح شهير له أن قطر “مشاركة في الربيع العربي”..

برغم النفي القطري، للعلاقة مع جماعة الإخوان وتنظيمها الدولي، فان الشواهد على ذلك كثيرة في الواقع، وهي علاقة تعود إلى أكثر من خمسين سنة للوراء، وليست وليدة ما بعد “الربيع العربي”، وهناك دور هام لهذه الجماعة في استقرار النظام القطري.

مثلما أشار الباحث في مركز “كارنجي”، كريستيان كوتس أولريكسن، في دراسة له تحت عنوان: “قطر والربيع العربي: الدوافع السياسية والمضاعفات الإقليمية” /1/، اذ بين أن “استقرار قطر السياسي وثروتها الاقتصادية ترتبط بالاخوان المسلمين”، وتابع القول بان القيادة القطرية “أيدت قوى سياسية إسلامية صاعدة في البلدان التي تمر في مراحل انتقالية، وقادت الردود الإقليمية تجاه الاضطرابات في ليبيا وسوريا، تحت شعار البحث عن حلول عربية للمشاكل العربية”..

وكان رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي  ( اخوان تونس) قد قال في تصريح صادم يؤكد متانة الروابط بين “النهضة وقطر: “إن دولة قطر شريك في الثورة التونسية”، أولى ثورات الربيع العربي التي أطاحت بنظام الرئيس بن علي مما زاد في تعميق توجس التونسيين من “اللغز” بين الدولة الخليجية حاضنة الحركات الاسلامية، وبين الحركة التي تقدم نفسها على أنها حزب سياسي مدني.

وشدد رئيس النهضة في مقابلة مع جريدة “العرب” القطرية (عدد 1 جوان 2012) على  أن “دولة قطر شريك في الثورة من خلال إسهامها الإعلامي عبر قناة “الجزيرة” وتشجيعها للثورة حتى قبل نجاحها”. وأضاف “نحن ممنونون لقطر ولأميرها ولتشجيعها الاستثمار في تونس”.  /2/ .

واعتبر ناشطون تونسيون حينها أن تصريح الغنوشي  فيه “إساءة لثورة يعتز التونسيون بأنها ثورتهم قادها شباب الجهات المحرومة والفقراء والعاطلون عن العمل مطالبين بالحرية والكرامة”.

ويتهم سياسيون وناشطون في المجتمع المدني والاعلام حركة النهضة بأنها مدعومة من طرف قطر، وفي المقابل فان الحركة تنفي ذلك وتصر على أن علاقتها بالدولة الخليجية “لا تتجاوز علاقة أخوة متينة بين أميرها وراشد الغنوشي”.

وقد أكدت تصريحات رئيس حركة النهضة ما نشر في تقارير دبلوماسية دولية سربت الى الاعلام بأن “قطر تقود خطة سياسية بالتنسيق مع أمريكا” لإدارة الربيع العربي “وفق أجندة” تفسح لها المجال لتكون “اللاعب الأول” في المنطقة العربية بهدف مساعدة الإسلاميين على “الوصول للحكم” وكذلك مساعدتهم على “إنجاح تجربتهم في إدارة شؤون بلدانهم”.

وقد أثار تنامي الدور القطري الداعم لحركة التغيير بقيادة الاسلاميين قلق العديد من الدول في الخليج والشرق الأوسط خصوصا بعد تسريب تصريحات رسمية لمسئولين قطريين يقولون فيها “إن دول الخليج ليست بمنأى عن الربيع العربي”.

وفي هذا الإطار عبرت السعودية والإمارات عن قلقهما من علاقات قطر مع الحركات الإسلامية وأنها وراء ارتفاع وتيرة نشاطهم المعادي للأنظمة الخليجية عدا قطر طبعا. وطالبت السعودية مرارا من قطر الحد من تحركات “بعض المشبوهين” داخلها والذين يقومون بأعمال تمس بالأمن الوطني السعودي.

وكان رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي  ( اخوان تونس) قد قال في تصريح صادم يؤكد متانة الروابط بين “النهضة وقطر: “إن دولة قطر شريك في الثورة التونسية”، أولى ثورات الربيع العربي التي أطاحت بنظام الرئيس بن علي مما زاد في تعميق توجس التونسيين من “اللغز” بين الدولة الخليجية حاضنة الحركات الاسلامية، وبين الحركة التي تقدم نفسها على أنها حزب سياسي مدني.

 

في جذور العلاقة بين الامارة والاخوان

 

لقد غيرت قطر من نهجها الدبلوماسي، مع حصول ثورات “الربيع العربي”، وسعت للعب دور إقليمي، عبر قيادة حركة التغيير الجديدة، موظفة في ذلك مواردها المالية الضخمة، وما يعرف بعناصر قوتها الناعمة وأهمها “شبكة قناة الجزيرة”، وتحالفها مع التنظيمات الإسلامية الاخوانية.

لقد قررت الحكومة القطرية “دعم الإسلاميين في المنطقة نظرا إلى اعتياد الحكومة القطرية منذ فترة طويلة توفير ملاذ للإسلاميين والمعارضين السياسيين من مختلف إرجاء العالم العربي والإسلامي، والى البراغماتية في الحسابات السياسية القطرية الإقليمية. وقد تقاطعت هذه العوامل في علاقة قطر الوثيقة – المثيرة للجدل – بجماعة الإخوان المسلمين.

يعتبر الباحث الأمريكي كريستيان كوتس أولريكسن، أنه “خلال الربيع العربي، ابتعدت قطر عن دورها التقليدي في السياسة الخارجية باعتبارها وسيطا دبلوماسيا، لقبول التغيير في الشرق الأوسط وشمال افريقيا ودعم الدول التي تمر بمراحل انتقالية”. ويضيف “لعبت قطر دورا حيويا في الأشهر الأولى الصاخبة من الربيع العربي، اذ هي بلورت عبر شبكة الجزيرة الفضائية سرديات الاحتجاج البازغة”.

و حذر باحث أميركي من سعي قيادات في جماعة الإخوان المسلمين بدعم من قطر إلى إقامة ما وصفه بـ«دولة إسلامية عالمية». وقال الباحث ريك تراجر (معهد واشنطن للدراسات) أن هناك تحفظ من الدول المقاطعة على أن بروز الإخوان المسلمين يشكل تهديداً خطيراً على أمنها القومي، مضيفاً: «في النهاية تسعى الجماعة إلى إقامة دولة إسلامية عالمية تحت سيطرتها، ما يعني إسقاط الحكومات الإسلامية غير الخاضعة لحكم الإخوان على المدى البعيد”.

ولفت إلى أن «نجم جماعات الإخوان المسلمين بدأ في الصعود عقب أحداث 2011 في تونس ومصر»، مضيفاً في تقرير نشره المعهد في الأول من تموز (يوليو) الماضي أنه «في أعقاب هذه الانتفاضات سلكت قطر مساراً مختلفاً بتأييدها بقوة هذه الجماعات”. /3/

كما أكد الباحث الأمريكي استيرك واغنر مؤلف كتاب «الخريف العربي: كيف ربح الإخوان المسلمون مصر وخسروها في 891 يوماً» في تقرير له بـ«ذي آتلنتيك» إلى أن قرار الدوحة “عكَس جزئياً ميولاتها الآيديولوجية: فقد كان الأمير مقرباً من رجل الدين المصري المولد يوسف القرضاوي، المرشد الروحي لـ(الإخوان المسلمين) الذي عاش في قطر منذ عام 1961، وكانت قناة (الجزيرة) قد وفّرت منصة للقرضاوي وغيره من شخصيات الإخوان لفترة طويلة بهدف تعزيز الآيديولوجية الثيوقراطية للجماعة، ولكن قرار الدوحة عكس أيضاً اعتباراتها الاستراتيجية، فمع فوز فروع الإخوان في الانتخابات في مصر وتونس، بدا أن الجماعة تمثّل الموجة السياسية المستقبلية، إضافة إلى أن الإخوان لم يشكلوا أي تهديد داخلي على النظام القطري، إذ أن الدوحة طوت الفصل المحلي من الإخوان عام 1999″ . /4/

كما أشارت تقارير أمريكية إلى أن «قطر لم تُلب أبداً التزاماتها وفقاً لاتفاق الرياض لسنة 2014، واستمرت تشكل حلقة وصل بين شبكات الإخوان الإقليمية”. وأوضحت ذات التقارير أن “قائمة المطالب التي تقدمت بها السعودية والإمارات لا تعبر عن دعوة لتغيير النظام في قطر، بل إلى تغيير السياسات”.

 

 يعتبر الباحث الأمريكي كريستيان كوتس أولريكسن، أنه “خلال الربيع العربي، ابتعدت قطر عن دورها التقليدي في السياسة الخارجية باعتبارها وسيطا دبلوماسيا، لقبول التغيير في الشرق الأوسط وشمال افريقيا ودعم الدول التي تمر بمراحل انتقالية”. ويضيف “لعبت قطر دورا حيويا في الأشهر الأولى الصاخبة من الربيع العربي، اذ هي بلورت عبر شبكة الجزيرة الفضائية سرديات الاحتجاج البازغة”.

 

خفايا الموقف القطري .. السقوط المدوي لتيار “الاسلام السياسي”

 

يجد الموقف القطري المستجد، “المتبرئ” من جماعة “الاخوان”، تفسير له في كونه يمثل اقرار وتسليم  بنهاية هذا التيار كقوة “احتجاج” و “تغيير” خاصة، وهنا تحذو الامارة حذو موقف شريكها التركي، الذي شرع منذ فترة في مراجعة علاقاته بجماعة “الاخوان”، بعد افول وتراجع وزنهم وثقلهم في الحكم وفي المجتمع، وهو ما يعني ان “الجماعة” لم تعد تمثل بديلا في الحكم، يمكن دعمه والمراهنة عليه.

وهذا ما سرع بوتيرة المصالحات بين كل من تركيا وقطر من جهة، والأنظمة الخليجية والعربية التي تعادي مشاركة “الاخوان” في الحكم وادارة الشـأن العام، مثل السعودية والامارات و مصر، من جهة ثانية.

في مقال للأمير مولاي هشام العلوي – ابن عم الملك محمد السادس – حول  معالجة آفاق ثورات الربيع العربي نشر في مجلة “لوموند دبلوماتيك” الفرنسية، عدد سبتمبر الجاري، تحت عنوان “الانتصار الهش للثورات العربية المضادة”، الى فشل الاسلام السياسي، ويشير الى أن الجماعات الاسلامية ( وهي كلها ذات أصول اخوانية ) التي تصدرت عشرية ما بعد الثورة، من خلال الفوز في الاستحقاقات الانتخابية، و هو ما مكنها من مسك دواليب الحكم، والتي أصبحت اليوم لا تمثل “بديلا ذا مصداقية”، وفق تعبير مولاي هشام العلوي. /5/

تحدث مولاي هشام علوي في مقاله القيّم في “لوموند ديبلوماتيك” كذلك عن فشل الإسلام السياسي إذ إن الحركات الإسلامية التي فازت قبل عشر سنوات في عديد الانتخابات لم تعد تمثل بديلا ذا مصداقية. وسواء تعلّق الأمر بحركة «النهضة» التونسية أو «الإخوان المسلمون» في مصر أو حزب «العدالة والتنمية» في المغرب، فإنها

ويبرز مولاي هشام، أن الأحزاب الاسلامية في كل من تونس ( حركة النهضة ) والمغرب ( العدالة والتنمية) والاخوان في مصر جميعها تعاني من “التهرم” (الشيخوخة )  ما يعني أنها قد فقدت صلتها بما يجري في رحم المجتمعات التي تنشط فيها، وخاصة مع فئة الشباب التي تمثل أكثر من ثلثي سكان البلاد العربية – أقل من ثلاثين سنة- .

كما يرجع الأمير المغربي فشل تيار الاسلام السياسي، الى افتقاده لبرنامج للحكم، من ذلك أن “المشروع الاقتصادي لهؤلاء يبدو أقرب إلى النموذج الليبرالي البعيد عن مقتضيات العدالة الاجتماعية”.  وانتقد أيضا محاولة هذه الأحزاب التهرب من المسؤولية والبحث عن أعذار واهية وغير دقيقة لتبرير فشلها من مثل تحميل “الدولة العميقة” ما حصل معها، وفي ذلك هروب من “النقد الذاتي” .

لكن، لابد من التوضيح الى أن ما حصل  مع “الاخوان” في مصر في 30 جوان 2013، و“حركة النهضة”  التونسية في 25 جويلية 2021، فضلا عن كونه – وفي المقام الأول – نتيجة للأخطاء السياسية الجسيمة ، وهي كثيرة ومتعددة، طيلة عشرية حكمهم، فهي أيضاً نتيجة لرفض “النخب” و “الدولة العميقة” لتيار الاسلام السياسي ولحُكمِهم، وفشلهم  في “الاندماج” السياسي والمجتمعي”، برغم الفرصة الكبيرة التي منحت لهم في تونس، خاصة زمن حكم الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي، الذي حاول التأسيس لعقد سياسي قائم على “التوافق”، لكن تم التنكر له من قبل “الجماعة”، التي اختارت الانفراد بالحكم والسيطرة على الدولة، على بناء شراكة سياسية مع بقية مكونات المشهد السياسي والمجتمعي، وهو ما نجم عنه تنامي رفض مجتمعي  ساعد على توفير المناخ السياسي المناسب، الذي سرع باخراجهم من الحكم، وبالتالي عودتهم الى المربع الأول، الذي يقوم على “الاحتجاج” و “العزلة السياسية والمجتمعية”.

في مقال للأمير مولاي هشام العلوي – ابن عم الملك محمد السادس – حول  معالجة آفاق ثورات الربيع العربي نشر في مجلة “لوموند دبلوماتيك” الفرنسية، عدد سبتمبر الجاري، تحت عنوان “الانتصار الهش للثورات العربية المضادة”، الى فشل الاسلام السياسي، ويشير الى أن الجماعات الاسلامية ( وهي كلها ذات أصول اخوانية ) التي تصدرت عشرية ما بعد الثورة، من خلال الفوز في الاستحقاقات الانتخابية، و هو ما مكنها من مسك دواليب الحكم، والتي أصبحت اليوم لا تمثل “بديلا ذا مصداقية”، وفق تعبير مولاي هشام العلوي.

حيث وجدت الحركة الإسلامية نفسها، بعد عشرية كانت فيها طرفا رئيسا وأساسيا في الحكم، في عزلة سياسية ، ومحل ارتياب متصاعد من طرف أجهزة ومؤسسات الدولة، و في مواجهة تصاعد لوتيرة رفض مجتمعي غير مسبوق في تاريخها.

 

هوامش:

 

1/ قطر والربيع العربي: الدوافع السياسية والمضاعفات الإقليمية، كريستيان كوتس أولريكسن، الرابط التالي:

https://carnegieendowment.org/sada/?fa=56730&lang=ar

 

2/ راشد الغنوشي، مقابلة مع جريدة “العرب” القطرية (عدد 1 جوان 2012)

 

3/ صعود جماعة “الاخوان المسلمين في مصر و سقوطها”، الرابط التالي:

 https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/swd-jmat-alakhwan-almslmyn-fy-msr-wsqwtha

 

4/ المرجع السابق

 

5/ الأمير مولاي هشام العلوي – ابن عم الملك محمد السادس – حول  معالجة آفاق ثورات الربيع العربي، نشر في مجلة “لوموند دبلوماتيك” الفرنسية، عدد سبتمبر الجاري، تحت عنوان “الانتصار الهش للثورات العربية المضادة”

 

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP