أنباء عن تراجع حكومة الفخفاخ عن طلب التفويض من البرلمان !
تونس- التونسيون
تداولت تسريبات عن تلويح حكومة الفخفاخ، بالتراجع عن طلب التفويض الذي تقدمت به لمجلس نواب الشعب، على معنى الفصل 70 من الدستور ، وذلك بعد التنقيحات التي أدخلتها لجنة النظام الداخلي والحصانة والقوانين البرلمانية والقوانين الانتخابية، بمجلس نواب الشعب على مشروع القانون الذي تقدمت به الحكومة، تنقيحات لم يستجب فيها البرلمان لمشروع القانون الذي تقدمت به الحكومة، والذي كان محل جدل واسع، على اعتبار وأن الكثير من المتابعين رأوا فيه طلب غير مبرر بالنظر الى كونه قد تحول الى تفويض شامل يتجاوز مبررات مقاومة انتشار الكورونا فيروس، وذلك في مناخ تخيم عليه مظاهر أزمة الثقة بين الرئاسات الثلاث.
وفي هذا السياق، دون القيادي بحركة الشعب، سالم الأبيض، الشريك في الائتلاف الحاكم، أنه “إذا صحّ خبر رفض رئيس الحكومة نص التفويض المهزلة، المفرغ من أي محتوى حقيقي، الذي ارتضاه رئيس البرلمان راشد الخريجي الغنوشي وحزبه الأغلبي، ودعا النواب إلى جلسة عامة لإقراره، فهذا أمر يستحق التنويه والتقدير والدعم والمساندة”.
وتابع الأبيض” فالأمر لا يتعلّق بالتفويض من عدمه، وإنما يتعلق بهذا التحالف العجيب بين حركة النهضة بوصفها حزبا حاكما مع اثنين من أحزاب المعارضة هما حزب قلب تونس وائتلاف الكرامة، من أجل التضييق على الحكومة في مواجهتها وباء كورونا وحسن إدارة الأزمة الناتجة عنه”.
ودعا الأبيض رئيس البرلمان راشد الخريجي الغنوشي الى “أن يدرك أن السياسة التي كان ينتهجها حزبه في زمن حكومتي الحبيب الصيد ويوسف الشاهد، بأن يكون حزبا حاكما ومعارضا في الآن نفسه قد ولّى إلى غير رجعة، وأنه يقود اليوم حزبا يحكم، وعليه أن يترك المعارضة لمن اختارها سبيلا، ما يقتضي دعم الحكومة وليس عرقلتها وخلق المشاكل التي تثنيها عن ممارسة مسؤوليتها، خاصة وأن البلاد تمرّ بأخطر أزمة تهدد حياة شعبها ومصير دولته منذ أكثر من قرن ونصف”.
كما أشار سالم الأبيض الى “ان رئيس الحكومة ومختلف وزرائه، في نهاية الأمر، يخوضون بالتوازي مع حربهم على وباء كورونا وافرازاتها من سماسرة محتكرين ونصابين ومحتالين على الناس في أرزاقهم وأملاكهم وأقواتهم وأدويتهم، معركة أخلاقية ضد مقاولي السياسة المصابين بشره الحكم ونهمه، وذلك من أجل الحفاظ على حياة الناس، وليس من أجل بقاء الحكومة نفسها، ويكفيهم شرفا تحمّل المسؤولية في زمن الوباء، ومآسي جوع الناس وموتهم الجماعي، الذي تفوح رائحته في الحواضر والمدن والقرى والأرياف وفي كل مكان وطأته قدم إنسان، مقتحما بيوت الجميع بدون استثناء، أغنياء كانوا أم فقراء، مصحوبا بذعر لم تعرف الإنسانية مثيلا له.
”
Comments