اتحاد الشغل يعيد انتخاب الطبوبي أمينا عاما لفترة ثانية
اتحاد الشغل يعيد انتخاب الطبوبي أمينا عاما لفترة ثانية
أمين عام اتحاد الشغل نور الدين الطبوبي أكد في ختام المؤتمر الـ25 للاتحاد أنهم “سيكونون في الموعد لإنقاذ تونس”
تونس- التونسيون
جدد الاتحاد العام التونسي للشغل، السبت، انتخاب نور الدين الطبوبي أمينا عاما له لفترة ثانية بعد أن شغل المنصب خمس سنوات.
جاء ذلك في اختتام المؤتمر الـ25 للاتحاد (أكبر منظمة عمالية في تونس) عقد على مدى 3 أيام في مدينة صفاقس جنوبي البلاد.
وقال الطبوبي، في تصريحات صحفية عقب إعادة انتخابه، إن الاتحاد “سيكون في الموعد لإنقاذ تونس”.
وأضاف: “تونس تنادينا اليوم أكثر من أي وقت مضى، وسنوازن بين دورنا الاجتماعي ودفاعنا عن الحريات العامة والفردية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية”.
وفازت قائمة الطبوبي بأغلب الأصوات بعد حصوله على 517 صوتا من 620، ليكون أمينا عاما للاتحاد لفترة ثانية عقب انتخابه أول مرة عام 2017.
وتعاني تونس، منذ 25 جويلية 2021، أزمة سياسية حادة زادت الوضع الاقتصادي سوءا، حيث بدأ الرئيس قيس سعيد آنذاك فرض إجراءات استثنائية منها: إقالة الحكومة وتعيين أخرى جديدة، وتجميد عمل البرلمان، وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية.
وترفض أغلب القوى السياسية في تونس إجراءات سعيد الاستثنائية، وتعتبرها “انقلابا على الدستور”، بينما تؤيدها قوى أخرى ترى فيها “تصحيحا لمسار ثورة 2011″، في ظل أزمات سياسية واقتصادية وصحية.
ودعا الاتحاد في ختام مؤتمره الانتخابي الرئيس قيس سعيّد إلى حوار تشاركي واسع لتنفيذ الإصلاحات السياسية بما فيها تعديل الدستور قائلا إن الاستشارة الإلكترونية التي أطلقها سعيّد لا يمكن بأي حال أن تعوض الحوار.
واتخذ الطبوبي، الذي يترأس الاتحاد العام التونسي للشغل منذ خمس سنوات، موقفا حذرا خلال الأشهر المضطربة منذ استحواذ الرئيس قيس سعيّد على أغلب السلطات تقريبا في خطوة يصفها خصومه بأنها انقلاب.
ويُنظر إلى موافقة الاتحاد على أنها حيوية لأي جهد من جانب السلطات التونسية لتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية التي يطالب بها المانحون الأجانب مقابل حزمة إنقاذ مالي لتجنب أزمة تلوح في الأفق تهدد بإفلاس تونس.
وسيكون موقفه حاسما أيضا في خطط سعيّد لإعادة تشكيل السياسة التونسية بعد أن علق البرلمان المنتخب وتجاهل الدستور ليعلن أنه يحكم بمراسيم. وحل سعيّد هذا الشهر المجلس الأعلى للقضاء أيضا وعين مرسوما لمجلس مؤقت يسمح له بعزل القضاة ومنع ترقيتهم محكما قبضته على كل السلطات.
إصلاح المنظومة القضائية
وذكرت اللوائح الختامية لمؤتمر الاتحاد أن إصلاح المنظومة القضائية يجب أن يكون عبر تسقيف زمني للمجلس الأعلى المؤقت للقضاء مع ضرورة إشراك الهيئات المعنية في الشأن القضائي من أجل مسار جديد للمجلس الأعلى للقضاء حتى يؤدي المرفق القضائي دوره في إحلال العدل وإنفاذ القانون.
واتحاد الشغل نال جائزة نوبل للسلام في 2015 مع ثلاث منظمات للمجتمع المدني لدوره في قيادة حوار بين الخصوم الإسلاميين والعلمانيين جنب تونس السقوط في الفوضى.
ومع حوالي مليون عضو والقدرة على إغلاق الاقتصاد التونسي بالإضرابات ، يُنظر إلى الاتحاد العام التونسي للشغل على نطاق واسع على أنه أقوى لاعب سياسي في البلاد وربما المنظمة الوحيدة التي يمكنها أن تصمد وتواجه سلطة الرئيس الواسعة.
ومع ذلك تجاهل سعيد حتى الآن إلى حد كبير مطالب الاتحاد المتكررة بالمشاركة في حوار سياسي واقتصادي واسع النطاق حول الأزمة وخططه لإعادة كتابة الدستور.
الطبوبي: لا أحد يُمكنه التنبؤ بما سيحدث بتونس
أكّد نور الدين الطبوبي امين عام اتحاد الشغل فجر اليوم السبت 19 فيفري 2022 أن “لوائح المؤتمر ستصدر خلال الساعات القادمة “مبرزا ان المؤتمر أصدر توصية ضمن اللائحة الداخلية تتعلق بتفويض المؤتمر المكتب التنفيذي للدعوة إلى عقد مجلس وطني إستثنائي حول الوضع العام في البلاد.
وقال الطبوبي على هامش انتهاء مؤتمر الاتحاد الـ25 وفوزه بمدة نيابية اخرى لـ5 سنوات: “الحقوق الاقتصادية والاجتماعية هي البوصلة الوطنية الحقيقية واتّحادكم كما تعلمون سوف يكون في الموعد لانقاذ تونس..شكرا لكم على اسهامكم ومساهمتكم في انجاح هذا المؤتمر الهام والهام جدا وسنلتقي في محطات قادمة من اجل تعديل البوصلة حول الخيارات الوطنية”.
واضاف الطبوبي في تصريح اذاعي “المواقف التي يعلن عنها الاتحاد في اية مرحلة من المراحل هي مواقف مبدئية وقرارات مؤسساتية وليست قرارات او مواقف تصدر عن امين عام او امين عام مساعد لكننا عبرنا عن موقفنا في السابق ووافقت عليه الهيئة الادارية الوطنية التي اكدت على موقف المكتب التنفيذي وقلنا ان ما حدث يوم 25 جويلية كان لزاما ومنتظرا وليس بمفاجئ ولكننا قدمنا رؤيتنا للاصلاح وقلنا اننا اضعنا 10 سنوات وان التراكمات والمشاكل التي حدثت ادت الى وضع استثنائي اليوم في تونس”.
وتابع “لا نغير مواقفنا مثلما نريد نحن بل هي مبنية على قناعات وثوابت وقرارات مؤسساتية وأكيد جدا انه سيكون بعد المؤتمر لكل حادث حديث وهناك توجهات للاتحاد العام التونسي للشغل حسب متطلبات المرحلة وتعقيداتها وصعوباتها التي تدارسها المؤتمر وستصدر في الساعات القادمة وهي لوائح المؤتمر”.
وواصل “التوصية في اللائحة الداخلية هي انه اذا استدعى الامر وفوض المؤتمر المكتب التنفيذي للدعوة لعقد مجلس وطني استثنائي سيكون لهذه الدعوة محور اساسي واحد هو النظر في التوجهات العامة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبلاد وموقف الاتحاد منها…الامور متحركة جدا ولا احد يمكنه التنبؤ بما سيحدث بتونس في المستقبل او في الاشهر القادمة او في الايام القادمة ولا بد ان تعود كل الاطراف الى رشدها وان تعرف ان هناك مصلحة عليا للوطن وليست المصلحة الفئوية او الحزبية الضيقة وانا متأكد من أنّ لدينا كل مقومات النجاح التي لا بد ان نحولها من شعارات الى ممارسة”.
وبخصوص دعوة سمير ماجول رئيس منظمة الاعراف للجلوس الى الطاولة مع اتحاد الشغل والعمل على برنامج مشترك قال الطبوبي ” حتى دولة الإستقلال اعتمدت برنامج الإتحاد الإقتصادي والإجتماعي….نعتز ونفتخر ببرامجنا وبرؤيتنا للمستقبل في جميع المجالات..كفانا مناكفات ومعارك وهمية ومعارك عما هو ذاتي وان الاوان ليتحمل كل طرف مسؤوليته والاتحاد لن يبق مكتوف الايدي امام الوضع الذي تمر به تونس…رتبنا بيتنا الداخلي وخرجنا من هذا الموضوع واليوم أمامنا تونس”.
Comments