احتفالا باليوم الوطني للباس التقليدي .. تونس تكرم “الكوفية” الفلسطينية رمز المقاومة
تونس (وات)-
كرمت جمعية “تراثنا”، الكوفية الفلسطينية باعتبارها رمزا للمقاومة، وذلك في النسخة الحادية عشرة للخرجة التونسية التي نظمتها يوم الأحد الفارط، احتفالا باليوم الوطني للباس التقليدي الموافق ل16 مارس، مجددة الدعوة الى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، لجعل هذا التاريخ يوما عالميا للباس التقليدي، وفق ما صرح به رئيس الجمعية زين العابدين بالحارث لوكالة تونس افريقيا للأنباء (وات).
وتزينت النساء والفتيات والشباب بالجبة والفرملة والفوطة والبلوزة ومريول فضيلة والحرام العربي والشاشية والقحطاني والبرنوس، وتجمعوا في بهو المدرسة السليمانية التي يعود بناؤها إلى العهد الحسيني (العثماني) بالمدينة العتيقة، للاستماع إلى وصلة من الإنشاد الصوفي قبل الانطلاق عبر نهج جامع الزيتونة إلى ساحة باب بحر ومنها إلى المسرح البلدي، حيث انتظم عرض للعيساوية وخيمة لعرض الملابس التقليدية.
وكانت الكوفية الفلسطينية حاضرة بقوة في هذه التظاهرة، حيث توشح أغلب الحضور بهذا الوشاح الأبيض والأسود الذي أصبح رمزا وطنيا فلسطينيا، وتجاوز استخدامها المنطقة العربية واكتسبت شعبية بين الناشطين المتضامنين مع القضية الفلسطينية العادلة، ومع المقاومة الفلسطينية التي تدك صفوف العدو الصهيوني.
وأصبحت هذه التظاهرة الفولكلورية تقليدا سنويا دأبت الجمعية على تنظيمها منذ أكثر من عقد، إحياء للتراث والهوية التونسية، متعددة الأوجه والألوان والأشكال، تشهد على تاريخ وموروث حضاري ثري، ثراء الحضارات التي تعاقبت على تونس، حيث أثبتت الوثائق التاريخية والنقوش والتماثيل والمنحوتات التي اكتشفها المؤرخون أصالة اللباس التقليدي التونسي وتفرده منذ العهد البوني، الذي يعود إلى أكثر من ثلاثة قرون قبل الميلاد.
ويعكس التنوع في الملابس التقليدية، التنوع الثقافي الذي تزخر به تونس، ذلك أن كل جهة في البلاد تقريبا تتميز بلباسها الخاص، حيث يمكن من خلال لباس العروس التعرف على المنطقة التي تنتمي لها (الشمال أو الجنوب أو إلى الساحل)، رغم تدخل أيادي الابتكار فيها وإدخال تحويرات عصرية على الملابس لجعلها عملية أكثر وخفيفة الوزن ويمكن ارتداؤها في الحياة اليومية، مقارنة بالنسخ الأصلية للملبوسات.
ويعتبر الاحتفال باليوم الوطني للباس التقليدي، والذي أصبح عيدا وطنيا منذ سنة 1996، مناسبة لتسليط الضوء على الصناعات التقليدية واللباس التقليدي، والتعريف بالمخزون الثقافي والحضاري والتقاليد التونسية الأصيلة، إضافة إلى دوره في الترويج للوجهة التونسية بالخارج.
ووجهت جمعية “تراثنا” الدعوة إلى وفود أجنبية من جنسيات مختلفة، روسية وموريتانية ومغربية وصينية وماليزية وغيرها من الجنسيات، شارك أفرادها في هذه التظاهرة باللباس التقليدي المميز لبلدانهم.
وفي سياق متصل، جدد رئيس جمعية “تراثنا” زين العابدين بلحارث الدعوة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) لجعل يوم 16 مارس يوما عالميا للباس التقليدي، مبرزا “أهمية أن تكون المبادرة بهذه الدعوة تونسية، وأن يرتبط العيد العالمي للباس التقليدي بتونس ليكون ترويجا غير مباشر لبلادنا، ومناسبة للتعريف بالهوية المتميزة للتونسيين وبثراء موروثنا الثقافي”، حسب تعبيره.
ولفت إلى أن دعواته السابقة ومحاولاته المتكررة للتواصل مع الجهات المعنية لتدعم هذه المبادرة، لم تلق التفاعل المطلوب، مؤكدا بأنه سيواصل العمل لحشد الدعم لتحقيق هذا الهدف، من منطلق قناعته بأهمية هذه الخطوة في دعم تونس كوجهة سياحية والتعريف بها على المستوى الدولي.
وبين من جهة أخرى، أن إعلان يوم عالمي للباس التقليدي، هو مناسبة لإحياء التراث والحضارات والهويات في كل دول العالم وتكريمها، وفرصة للتبادل الثقافي بين الدول والشعوب، وإن كان افتراضيا.
يذكر أن جمعية “تراثنا” هي جمعية تونسية تأسست في أفريل 2015 ، وتعنى بالتراث الثقافي غير المادّي من خلال الحفاظ عليه والتعريف به والسعي الى تثمينه وخاصة الباس التقليدي التونسي.
Comments