ادارة أزمة الكورونا .. المنجز والمنشود
المنصف عاشور
رغم انف الكورونا ، لعلنا مطالبون بان نكون إيجابيين بالمعنى المنهجي والنبيل للكلمة، وفي علاقة طبعًا بكيفية التعامل مع هذه المحنة ، في ظرفية صعبة و دقيقة ومفتوحة على سيناريوهات غير معلومة العواقب .
اغلب الملاحظين اصبح يتحدث عن عالم جديد ما بعد الكورونا، وبالتالي لا بد ان نستعد من الان حتى تكون لتونس والتونسيين مكانة لائقة في هذا العالم الجديد .
صحيح ، ودون الدخول في التفاصيل العديد من التونسيين اصبحوا يرتاحون اكثر مع التحسن التدريجي لمقاربة رئيس الحكومة للازمة وطريقة معالجته لها
و التطور الإيجابي في أداءه الاتصالي مقارنة بباقي مؤسسات الدولة . وليس الان الوقت ولا المجال للعودة على هذا الموضوع على خطورته .
إعطاء الأولوية لأهل الذكر والاختصاص والعلم والمعرفة من الكفاءات العلمية والطبية لاتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب اختيار صائب وجدير بالتنويه والتقدير.
الانفتاح على كل القوى السياسية دون استثناء لتوسيع قاعدة الوفاق الوطني حول أفضل السبل وأقوم المسالك في مواجهة فيروس كورونا وتداعياته أسلوب يحسب لإلياس فخفاخ ويقطع مع سياسات الانفراد والتسلط .
أتمنى ان يكون الأمر كذلك في علاقة مع الأطراف الاجتماعية خاصة وان الإجراءات المعلنة من قبل رئيس الحكومة تبدو انها أعطت الأولوية فقط للفئات الهشة التي قد تفقد في هذه الأزمة مورد رزقها وتلتحق بصفوف العاطلين عن العمل من جهة والى المؤسسات الصغرى المهددة بالغلق والاندثار .
مطلوب من الدولة بكل مؤسساتها التفكير من اليوم في جملة من القرارات الجديدة الضرورية لمرافقة شرائح هامة من الطبقة الوسطى من الشغالين والفلاحين الصغار والمتقاعدين بالخصوص التي ما فتأت تعيش تدهورا ملحوظا في قدرتها الشرائية و نوعية معيشتها .
لا بد أيضا من التفكير الجدي في إنقاذ السنة التربوية و المحافظة على مستقبل الناشئة ومصداقية الشهادات والمؤسسات التعليمية.
كما انه يتعين علينا بعث فريق وطني يضم كفاءات عالية قادرة على حسن التفاوض مع المؤسسات المانحة وشركاء تونس لتخفيف الأعباء التي تثقل كاهل الاقتصاد الوطني مع ضمان مصداقية الدولة التونسية .
تسهيل وتشجيع كل المبادرات المواطنية التطوعية و الأصيلة وغير المتحزبة وغير النفعية الصادرة عن مكونات المجتمع المدني للإحاطة بالمواطنين عن قرب وتأطيرهم وتقديم المساعدات والثقافة الصحية الضرورية لتمكينهم من التأقلم مع الأوضاع الجديدة .
Comments