الجديد

اسرائيل تخطط لنكبة 2 .. تهجير الغزاويين الى سيناء المصرية !

منذر بالضيافي

أشارت تقارير اعلامية دولية، الى أن “اسرائيل تحشد الدعم الغربي للضغط على مصر من أجل تهجير أهالي غزة إلى سيناء مقابل حذف الديون”. في مقابل هذا العزم الاسرائيلي تشير كل مواقف القيادة المصرية، على وجود رفض قطعي لتوطين أهالي غزة في سيناء المصرية.

وهو ما أكده بوضوح رئيس الحكومة المصرية مصطفي مدبولي، في زيارة لمحافظة  شمال سيناء يوم أمس الثلاثاء 31 أكتوبر 2023، اذ أكد  مصر لن “نسمح بتصفية قضايا اقليمية على حسابنا”. لكن أمام هول القصف الذي تتعرض له غزة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، والذي يرتقي الى ابادة جماعية وفق ما يقر به أقرب “المتعاطفين” مع الكيان الاسرائيلي، فان السؤال الذي يطرح بإلحاح في هذه الأجواء هو التالي: هل ستجبر إسرائيل الفلسطينيين على الخروج من غزة؟

برز اصرار من قبل الإسرائيليين، وبدعم أمريكي علني، على أن الهدف من القصف الكبير الذي يتعرض له القطاع، هو تهجير سكانها نحو سيناء، و التخلص من “حماس” و المقاومة، و بالتالي تصفية القضية الفلسطينية، وهو هدف مناسب في سياق الظرف الحالي، وفق تقدير اسرائيل وحلفائها  امريكا والغرب، وهو موقف مسنود  بغطاء لوبي صهيوني قوي وماسك بالإعلام و الراي العام الدوليين.

وهو ما كشفت عنه بوضوح الثلاثة اسابيع الاخيرة، التي استطاع خلالها اللوبي الصهيوني  الرمي بكل القيم الكونية والاخلاقية عرض الحيط، في اصرار على ترك غرة  بعد القصف و تفجير الأنفاق مكان غير قابل للحياة اصلا، يجري هذا ضمن هندسة جيو بوليتيكية تستهدف المنطقة برمته ( الخليج العربي و الشرق الاوسط – مركز البترول و الغاز- )، و لعل هذا ما يفسر الحشد العسكري الاميركي الكبير واللافت، و ايضا الدعم المطلق والمكشوف لإسرائيل، التي تعد شرطي المنطقة بالنسبة لأمريكا والغرب عموما.

في مقال له بموقع “مركز كارنجي للبحوث”، يشير الباحث جوناثان أدلر، أنه ” فيما حاولت حكومات إسرائيلية في السابق إخلاء غزة من سكانها، يتزايد اليوم الزخم لتنفيذ عمليات نقل جماعي بدعم أمريكي”.

ويتابع كاتب المقال أنه “منذ هجمات حماس في 7 أكتوبر 2023، شنت إسرائيل هجوماً وحشياً غير مسبوق على قطاع غزة. لقد صرحت   الحكومة الإسرائيلية بأن هدفها هو القضاء على حماس،  ويبدو أنها تستعد حاليا لغزو غزة بريا. ولكن من الواضح على نحو متزايد أن الحرب تسعى إلى تحقيق هدف ثانٍ: الطرد الجماعي للفلسطينيين من قطاع غزة. فقد دعا  سياسيون إسرائيليون ومسؤولون من مؤسسة الدفاع الإسرائيلية إلى تنفيذ نكبة ثانية وحثوا الجيش على تسوية غزة بالأرض. يقترح البعض أن على الفلسطينيين الفرار من غزة عبر معبر رفح الحدودي مع مصر والبحث عن ملجأ في شبه جزيرة سيناء”.

اقترحت وزارة الاستخبارات الإسرائيلية في وثيقة رسمية نقل سكان قطاع غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، إلى شبه جزيرة سيناء، وفقا لما نقلته وكالة أنباء”أسوشيتد برس”.

وتحمل الوثيقة تاريخ 13 أكتوبر 2023، وتم نشرها لأول مرة بواسطة موقع إخباري إسرائيلي محلي يدعى «سيشا ميكوميت Sicha Mekomit».

وتقترح الوثيقة نقل السكان المدنيين في غزة إلى «مدن خيام» في شمال سيناء، ثم بناء مدن دائمة لهم وإنشاء منطقة أمنية داخل إسرائيل لمنع النازحين الفلسطينيين من الدخول.

ولم يذكر التقرير ما الذي سيحدث لغزة بمجرد إخلاء سكانها.

ويرى مؤلفو الوثيقة أن هذا الاقتراح “هو الأفضل لأمن إسرائيل”.

وأضاف المؤلفون أنه «للوهلة الأولى، فإن هذا الاقتراح قد يكون معقدا من حيث الشرعية الدولية. لكن في تقديرنا، فإن القتال بعد إجلاء السكان سيؤدي إلى عدد أقل من الضحايا المدنيين مقارنة بما يمكن توقعه إذا بقي السكان».

وأعادت الوثيقة لأذهان الفلسطينيين ذكريات النكبة التي حلت بهم في عام 1948، حيث أجبر الآلاف منهم على ترك منازلهم.

وقال مسؤول إسرائيلي مطلع على الوثيقة لوسائل الاعلام إنها ليست ملزمة وإنه لم تكن هناك مناقشة موضوعية بشأنها مع المسؤولين الأمنيين، فيما وصفها مكتب نتنياهو بأنها «مجرد ورقة مفاهيمية»، يتم إعداد أمثالها على جميع مستويات الحكومة وأجهزتها الأمنية.

تكشف قوة النار والابادة الجماعية الجارية في غزة منذ اكثر من ثلاثة اسابيع ، أن هدفها هو تهجير سكان القطاع الى سيناء المصرية. وهذا السيناريو – المخطط له من زمان – يلاقي دعما كبيرا من قبل الولايات المتحدة الامريكية .

كما تبرز مجريات الحرب على غزة أن إسرائيل وبدعم امريكي وغربي، لن توقف هجمتها البربرية، الا بضم غزة و وضعها تحت سيطرتها، وهي خالية من المقاومة ومن كل مقومات الحياة، و فارغة أو تكاد من سكانها .

فهل نحن نسير باتجاه نكبة ثانية، بعد موجة تقتيل دموية غير مسبوقة في تاريخ البشرية؟

 

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    ^ TOP