يشكل هذا العمل الذي يلي  كتاب أول حول  الأنثروبولوجيا اليومية بين 2016-2017 وكتاب ثان حول الأنثروبولوجيا اليومية 2018-2019، مجموع التأملات التي أثارتها الأحداث التي تلت بعضها البعض خلال الأعوام 2020-2022. و تأخذ هذه التأملات شكل مقالات قصيرة وأنية تحاول تفسير الحدث والكشف عن الهياكل الخفية التي تولده.

كما تأخذ هذه التأملات شكل نصوص طويلة عبارة عن دراسات أو مؤتمرات سوسيولوجية تحاول التنظير للحدث من خلال وضعه في الاستمرارية التاريخية بغاية محاولة الكشف عن معانيه العميقة.

إن المنهج الأنثروبولوجي المعتمد ذو شقين: فهو يحشد شكلاً من أشكال المادية التاريخية إلى حد أنه من خلال محاولة فهم حاضر بعيد المنال في التحليلات الأنثروبولوجية، فإنه يحوله إلى ماض يصبح موضوعًا أثريًا/ متحفيا. علاوة على ذلك، فهو يحشد شكلاً من أشكال المادية الأنثروبولوجية المتزامنة إلى الحد الذي يتم فيه الكشف عن البنى الأنثروبولوجية التي تتجاوز الحدث، بعد الحدث.

ومن خلال النصوص المختلفة تظهر ثلاث عبارات هيمنت على المشهد خلال هذه السنوات الثلاث وكانت من أعراض أزمة النظام الذي تأسس بعد الثورة/ الربيع العربي 2011 في تونس وفي العالم:

*** مجمل التحول السياسي يكشف أزمة الديمقراطية.

***  من البلدان المتوسطة الدخل الكشف عن الأزمة في الاقتصاد.

*** الحالة الاستثنائية تكشف أزمة القانون.

يمكن اعتبار أنثروبولوجيا الحياة اليومية تاريخ الحاضر. ولكن في محاولتها فهم حاضر بعيد المنال، فإنها تدرك ظلال الماضي التي تظهر عليه وأشباح المستقبل في الكرونوتوب الخاص بها.