اعلامنا فاقد “للحس و للمعنى” !
منذر بالضيافي
بمناسبة العودة الاعلامية، وبعد “ميركاتو التنقلات”، وعودة البرامج التي “تفرخ” مع كل موسم جديد، وفي كل مرة في “قناة جديدة”، نفس الوجوه الاعلامية وبنفس “الكرونوكورات” ، الذين أصبح حالهم مثل الرحالة الذين ينتقلون بحثا عن المرعي من مكان الى آخر، وهو مشهد يعبر عن هشاشة هذا القطاع و الأزمة الهيكلية التي سقط فيها ، وذلك برغم أهميته في التأثير على الرأي العام وفي الترويج لصورة تونس.
وحديثي هنا يتجه أساسا لما يعرف ب ” الاعلام الجماهيري ” media de masse الاذاعات والقنوات التلفزية ، بمناسبة العودة “بروح قديمة، نفس الوجوه ونفس المحتوى، هذا ما يجعل سقف الانتظارات ضيق جدا، وبالتالي فان دار لقمان ستبقى على حالها وربما أسوأ ، مع هجوم ” المتطفلين” وتواصل اقصاء الكفاءات لأنها تزعج “اعلام الرحالة” ( المتنقلون من دكان تلفزي الى آخر )، فهي كما ترون – الكفاءات – لا تزعج السلطة بل تزعج ” اعلام الشلة”.
بالمناسبة ، اذكر واشدد على ان اعلامنا ” فاقد للحس والمعنى”، وفق عبارة ابن ابي ضياف في كتابه “الاتحاف”، و يعيش ازمة هيكلية، وهذا ما يفسر ضعف محتواه وافتقاده للابتكار والتجديد، باستثناء محاولات اغلبها فردية ولا يترك لها المجال للبروز، لأنها ” تخوف اعلام الشلة”.
ولعل وضع الاعلام المريض، يجد تجلياته ، من خلال حالة الحياة السياسية والحزبية في بلادنا، التي يعد الاعلام طرفا مهما فيها، و وضعه بالتالي يعبر عن حالة “الحقل السياسي” ( نخبا وأحزابا ) المتأزمة و الفاقدة للتأثير فما بالك أن تكون بديلا متوقعا.
وفي غياب المعنى، يستمر حرص ” الاعلام المريض” في البحث عن ” البوز” من اجل صراع محموم حول الاوديمات ، شبيه بالصراع المحموم حول السلطة، الذي انتهى بتدمير البلاد وادخالها في اتون ازمة بلا قرار.
بالمناسبة ، اذكر واشدد على ان اعلامنا ” فاقد للحس والمعنى”، وفق عبارة ابن ابي ضياف في كتابه “الاتحاف”، و يعيش ازمة هيكلية، وهذا ما يفسر ضعف محتواه وافتقاده للابتكار والتجديد، باستثناء محاولات اغلبها فردية ولا يترك لها المجال للبروز، لأنها ” تخوف اعلام الشلة”.
في المحصلة ، فان اعلام “العودة الاعلامية” – ومثلما جرت العادة- بلا مضامين ويفتقد لمادة اعلامية مهنية ومبتكرة و مواكبة للتحولات في تونس وخارجها. وذلك من خلال حضور خبراء حقيقيين، لا الاكتفاء “بالمزيفين ” و أصدقاء “الشلة”، الذين يتحدثون في كل شيء ولا يفقهون اي شيء في الواقع، الا القليلون منهم وهم يعدون على اصابع اليد الواحدة.
كما انه اعلام في حالة ” غيبوبة” عما يجري في رحم المجتمع من تحولات ، ويفتقد الى اثارة النقاش حول القضايا الحقيقية، التي تهم الناس، وهو ما جعله يلاقي تجاهلا من قبل الجمهور الواسع، ليصبح بلا حاضنة مجتمعية.
Comments