الأمن الإقليمي يحتل الأولوية على جدول أعمال القمة الخليجية بالكويت
القمة تناقش آليات تطوير السوق الخليجية المشتركة وتعزيز التعاون في مجالات التكنولوجيا والتحول الرقمي ومشاريع الربط البيني.
الكويت – ركزت القمة الخليجية الـ45 التي تستضيفها الكويت على وضع غزة، بينما تفادى القادة الخليجيون التطورات الأخيرة في سوريا بعد سيطرة فصائل معارضة على مدينة حلب، إذ يبدو أن جدول أعمال القمة كان من البداية مخصصا للتوترات القائمة في غزة ولبنان والتصعيد في المنطقة منذ أكثر من عام.
وقال وزير خارجية الكويت عبدالله اليحيا إن مؤتمر القمة الذي جمع قادة دول مجلس التعاون الخليجي الأحد في الكويت لم يتطرق للتطورات الحادثة في سوريا. وأضاف الوزير في رده على سؤال عقب انتهاء مؤتمر القمة وتلاوة البيان الختامي دون ذكر سوريا “لم يُطرح هذا الموضوع”.
وناقشت القمة عددا من القضايا الإستراتيجية ذات الأولوية، منها قضايا الأمن الإقليمي، وتعزيز التكامل الاقتصادي الخليجي، ومواجهة التحديات الإقليمية والعالمية، ومستجدات الوضع في فلسطين ولبنان وسوريا واليمن، بينما يتطلع قادة المجلس لتعزيز التعاون الخليجي المشترك وترسيخ مسارات التنمية المستدامة والأمن والاستقرار في المنطقة.
ودعا أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح خلال افتتاح أعمال القمة الأحد إلى “الوقف الفوري لإطلاق النار” في غزة، وذلك خلال افتتاح أعمال القمة الخليجية الخامسة والأربعين في العاصمة الكويتية.
وقال الشيخ مشعل “نجدد إدانتنا للاحتلال الإسرائيلي الغاشم على أرض فلسطين المحتلة، وللإبادات الجماعية المتعاقبة بحق الشعب الفلسطيني الشقيق”.
ودعا المجتمع الدولي إلى ضمان “الوقف الفوري لإطلاق النار، وتوفير الحماية الدولية للمدنيين الأبرياء، وضمان فتح الممرات الآمنة ووصول المساعدات الإنسانية العاجلة”.
ويأتي هذا الاجتماع في وقت يعيش فيه الشرق الأوسط حالة من انعدام الاستقرار منذ هجوم حركة حماس غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 والذي أعقبته حرب متواصلة منذ ذلك الحين في غزة كادت أن تمتد إلى حرب إقليمية واسعة.
وندد الشيخ مشعل بـ”ازدواجية المعايير في تطبيق القوانين والمواثيق والقرارات الدولية ذات الصلة” والتي أدت إلى “استشراء الاحتلال الإسرائيلي وزعزعة أمن المنطقة واستقرارها”.
وأوضح أن الكويت “تستبشر خيرا بوقف إطلاق النار على الأراضي اللبنانية؛ ما يساهم في تخفيض التصعيد في المنطقة”. ورحبت دول الخليج، بما في ذلك السعودية والإمارات وقطر بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.
ويسري منذ فجر الأربعاء وقف لإطلاق النار بين حزب الله واسرائيل، تم التوصل اليه بوساطة أميركية، وضع حدا لنزاع بدأ في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2023 غداة اندلاع الحرب في قطاع غزة بين الدولة العبرية وحركة حماس الفلسطينية، إثر فتح حزب الله ما سماها “جبهة إسناد” لغزة من جنوب لبنان.
وبعد نحو عام من تبادل القصف عبر الحدود، كثّفت إسرائيل غاراتها الجوية ضد الحزب المدعوم من إيران وبدأت عمليات برية في جنوب لبنان في أواخر أيلول/سبتمبر.
وأعرب أمير الكويت عن دعمه للجهود السعودية الرامية إلى تشكيل مجموعة دولية تدفع باتجاه إقامة دولة فلسطينية مستقلة، كما أشاد بـ”البوادر الإيجابية البناءة التي عبرت عنها الجمهورية الإسلامية الإيرانية الصديقة نحو مجلس التعاون لدول الخليج العربية”.
وكانت السعودية قريبة من اتفاق تطبيع مع إسرائيل قبل أكتوبر/تشرين الأول 2023، لكن الرياض أشارت إلى أنها غير راغبة في المضي قدما بينما تواصل إسرائيل حملتها العسكرية في غزة، ما أدى إلى تشديد موقف الرياض في الأشهر الأخيرة قائلة إنها لن تعترف بإسرائيل من دون قيام دولة فلسطينية مستقلة.
ولا يقتصر التركيز في القمم الخليجية على الأوضاع في المنطقة؛ فعادة ما تحضر ملفات أخرى فيها، مثل الوحدة الاقتصادية، والمنظومتين الدفاعية والأمنية المشتركة، والعمل الخليجي المشترك، واستقرار أسواق النفط، وتنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط وحماية البيئة، وغيرها.
وتسعى القمة الخليجية وهي الثامنة التي تستضيفها دولة الكويت إلى مواصلة البناء على ما تحقق من إنجازات ورسم ملامح مستقبل أكثر استقرارا إلى جانب التنسيق المكثف واتخاذ مواقف موحدة لمواجهة التهديدات المتصاعدة بالمنطقة.
وينتظر أن تناقش القمة أيضا آليات تطوير السوق الخليجية المشتركة وتعزيز التعاون في مجالات التكنولوجيا والتحول الرقمي بالإضافة إلى مشاريع الربط البيني في البنية التحتية والطاقة، وكذلك ملفات سياسية ملحة منها مستجدات الوضع في فلسطين ولبنان وسوريا والأوضاع في اليمن والقضايا العالقة مع العراق والعلاقات مع القوى الإقليمية والدولية.
وتُعقد القمم الخليجية كل عامٍ عادة، مع عقد لقاء تشاوري نصف سنوي بين قادة الدول الأعضاء بين كل قمتين، وهو نهج اتفق عليه قادة دول الخليج في قمة الرياض سنة 1998.
المصدر: وكالات
Comments