الاتفاق بين الحكومة التونسية وصندوق النقد الدولي رهين “التسوية” مع اتحاد الشغل
تونس- التونسيون
اكد نصر الدين النصيبي وزير التشغيل والتكوين المهني والناطق باسم الحكومة اليوم الثلاثاء 13 سبتمبر 2022 ان نسق المفاوضات بين الحكومة واتحاد الشغل مستمر ومتواصل مشيرا الى ان جلسة يوم امس تواصلت الى حدود منتصف الليل مقرا بان” اللمسات الاخيرة مع الشريك الاجتماعي هي التي ستساعد على ضبط الاتفاق مع صندوق النقد الدولي”.
وقال الوزير في مداخلة على اذاعة “شمس اف ام” : ما يمكنني قوله ان كلا الطرفين بذلا مجهودا كبيرا جدا لتحقيق توافق حول عدد من الاقتراحات رغم وجود تباين في وجهات النظر …. تتطلب المسالة تنسيقا واتفاقا وهذا حصل في اغلب النقاط والنقطة الوحيدة التي لم نتوصل في شانها الى اتفاق هي المتعلقة بنسبة الترفيع في الاجور بالنسبة للسنوات المقبلة” .
واضاف ” سيتم تسيير ذلك على مستوى رئيسة الحكومة وأمين عام اتحاد الشغل …واللجان اجتمعت يوم أمس وعلى ضوء ما يتم التوصل اليه بينهما سيتم مواصلة التفاوض”.
وذكر النصيبي بانه تم عقد ثلاث جلسات يوم أمس وبان اولها كان جلسة بين الفريق المفاوض الحكومي والفريق المفاوض من اتحاد الشغل مضيفا انه تلاها لقاء بين رئيس الجمهورية ورئيسي منظمة الاعراف والمنظمة الشغيلة وجلسة مسائية بين رئيسة الحكومة وأمين عام اتحاد الشغل وتمت دعوة وريرة المالية ووزير الشؤون الاجتماعية اليها.
وبخصوص مدى تأثير المفاوضات مع اتحاد الشغل على تفاوض الحكومة مع صندوق النقد الدولي قال الناطق باسم الحكومة:” هناك مستوى داخلي يتمثل في الحوار الاجتماعي والمفاوضات الاجتماعية ولذلك تأثير مباشر على اتفاق الحكومة مع صندوق النقد الدولي… ليكن واضحا فاللمسات الأخيرة مع شريكنا الاجتماعي هي التي ستساعدنا على ضبط الاتفاق النهائي مع صندوق النقد الدولي”.
الطبوبي: أعلمت سعيّد بأن ”البرمة تغلي”
من جهة أخرى أكد نور الدين الطبوبي الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل اليوم الثلاثاء 13 سبتمبر 2022 أنه أعلم رئيس الجمهورية قيس سعيد خلال اللقاء الذي جمعه به يوم امس بقصر قرطاج بحضور سمير ماجول رئيس اتحاد الصناعة والتجارة بأن الشارع ”يغلي” وبأنه دعاه الى “ضرورة إيجاد الحلول العاجلة للمسائل الحياتية”.
وقال الطبوبي في مداخلة له على اذاعة “ديوان” :” من الطبيعي ومن الواجب ان اقوم عند لقاء المسؤول الاول في الدولة بكشف الحقائق ورئيس الجمهورية يعلم حقيقة الاوضاع في البلاد …..اعلمته بأن البرمة تغلي ..هناك ضجر واستياء كبير من الشارع التونسي جراء فقدان عديد المواد الاساسية “.
واضاف ” اللقاء تطرق الى أزمة فقدان المواد الأساسية من السوق التونسية الى جانب تدهور المقدرة الشرائية للمواطن بسبب ارتفاع الأسعار وتدني الأجور …رئيس الجمهورية أكد علمه بكل التفاصيل الحياتية للمواطن والمشاكل التي تسبب فيها فقدان المواد الأساسية نتيجة اوضع عالمية وداخلية”.
من جهة ثانية اعتبر الطبوبي ان المرحلة الحالية “تتطلب الكثير من الذكاء السياسي وروح المسؤولية وتجميع كل التونسيين حول القضايا الوطنية الكبرى والابتعاد عن سياسة الاقصاء”.
البنك الدولي: الإصلاحات العاجلة في تونس ضرورية
كما كشف البنك الدولي في أحدث عدد أصدره من تقرير “المرصد الاقتصادي لتونس ” أن بطء وتيرة تعافي الاقتصاد من جائحة كورونا، والتأخير في تنفيذ الإصلاحات الرئيسية بما في ذلك إصلاح منظومة الدعم، سيؤديان على الأرجح إلى ضغوط إضافية على المالية العمومية للبلاد وزيادة عجز الموازنة والميزان التجاري.
ويتنبأ التقرير، الصادر بالفرنسية تحت عنوان: “إدارة الأزمة في وضع اقتصادي مضطرب”، بأن يبلغ معدل النمو الاقتصادي 2.7% في عام 2022، ويُرجعُ ذلك إلى حد كبير إلى انتعاش السياحة والتجارة فيما بعد جائحة كورونا، بالإضافة إلى الأداء القوي لقطاعي المناجم والصناعات التحويلية الخفيفة.
ويقل معدل النمو هذا بشكل طفيف عن توقعات البنك الدولي السابقة، وذلك في انعكاس لتأثير الحرب في أوكرانيا. ونتيجة لذلك، من المتوقع أن يظل آداء الاقتصاد في عام 2022 أقل كثيراً عمّا كان عليه في فترة ما قبل الجائحة.
Comments