الاعلام الفرنسي يبحث عن حل لازمات فرنسا .. اعلام نقدي يساهم في صناعة القرار
تونس- التونسيون – وكالات
معظم الصحف والدوريات الفرنسية الصادرة الأحد 30 ديسمبر/كانون الأول 2018 توقفت عند الصعوبات التي تعيشها فرنسا، آملة في تغيير إيجابي في 2019.
كيف يمكن لإيمانويل ماكرون أن يطوي صفحة سنة كارثية في فرنسا؟ تساءلت “لوباريزيان” في المانشيت.
الصحيفة رأت أن الرئيس الفرنسي -الذي سيقدم تمنياته للعام الجديد مساء غد- يحتاج إلى نفَس جديد، وعليه أن يفتح بشكل عاجل عددا من ورشات الإصلاح. التحدي الأول أمام الرئيس الفرنسي هو معالجة صورته لدى الفرنسيين التي تأثرت سلبا مع احتجاجات السترات الصفراء، فعليه أن يعيد الروابط مع الفرنسيين في وقت وصلت شعبيته إلى مستوى غير مسبوق من التدني تجاوز حتى مستوى شعبية الرئيس السابق فرانسوا هولاند في أحلك مراحل ولايته.
وتابعت اليومية الفرنسية أن السلطة التنفيذية في فرنسا تعوّل أساسا في هذا المجال على المشاورات الوطنية الكبرى التي ستنظمها على مدى شهرين في جميع المناطق لجمع شكاوى ومقترحات الفرنسيين -في محاولة لتهدئة الغضب الذي أشعلته السترات الصفراء- والذي لا يزال يلتهب رغم سلسلة الإجراءات التي اتخذها الرئيس ماكرون استجابة لمطالب هؤلاء بإلغاء زيادة الضرائب على المحروقات وتحسين القدرة الشرائية لضعاف ومتوسطي الدخل.
“لوباريزيان” لفتت إلى أن ماكرون سيواجه أيضا خلال العام الجديد أول اختبار انتخابي منذ توليه السلطة وهو الانتخابات الأوروبية، وتسعى المعارضة إلى جعل هذا الموعد بمثابة استفتاء على سياسته. وخلصت الصحيفة إلى أن الإصلاحات التي وعد بها ماكرون خلال حملته الانتخابية والتي كان من المفترض أن تكون مصدر قوة في ولايته قد تتأثر بسبب تراجعه أمام السترات الصفراء.
آثار الحمى الصفراء
تحت هذا العنوان كتب ستيفان مانيل في مجلة “لوبس” متسائلا: بمجرد أن تنخفض الحرارة، ما الذي سيبقى في 2019 من هذه الحمى الصفراء التي هزت فرنسا لأكثر من شهر؟ هل ستعكّر ولاية إيمانويل ماكرون، هل ستعود إلى الظهور بشكل أو بآخر في أقرب فرصة ملائمة؟ أم أنها ستصبح مجرد ذكرى سيئة للرئيس الفرنسي؟
ويرى الكاتب أن الخلاصة الأساسية هي أن الجمهورية الفرنسية ورغم الأحداث العصيبة التي مرت بها في 2018، ليست في خطر، فعلى العكس، لقد خيبت آمال البعض في انهيار النظام وقاومت بشجاعة الداعين لاستقالة رئيس الدولة. كما أن الفرنسيين ورغم دعمهم بشكل واسع لمطالب السترات الصفر، إلا أنهم لم يستجيبوا لبعض دعوات المعارضة وخاصة من أقصى اليسار إلى تقارب والتقاء النضالات.
واعتبر ستيفان مانيل في مجلة “لوبس” أن الرئيس ماكرون لم يخسر رغم ذلك كل شيء، فربما يتعين عليه تعديل أسلوب حكمه واستخدام يده اليسرى أكثر-في إشارة إلى مراعاة الجانب الاجتماعي في إصلاحاته. لا شيء يشي بأن ماكرون سيغير نهج سياسته جذريا -يتابع الكاتب- ولكن الاستشارات الوطنية الواسعة ستدفعه بلا شك إلى تقديم حلول ملموسة لبعض مشاغل الفرنسيين التي طفت إلى السطح مع تعبئة السترات الصفراء.
حتى يكون عام 2019 إيجابيا
في مجلة “ليكبرس” جاك أتالي يتطرق إلى تحديات 2019، ليس في فرنسا فقط ولكن في أوروبا والعالم بصفة أشمل، محذّرا من أن العام الجديد يمكن أن يكون كارثيا على الاقتصاد العالمي الذي يستند على أهرامات ديون يمكن أن تنهار وتغرقنا في حالة كساد أسوا مما كنا عليه قبل عشر سنوات.
صورة قاتمة يضيف إليها جاك اتالي حالة البؤس التي تواصل دفع النازحين إلى الهروب بسبب الأوضاع الاقتصادية أو الحروب أو الكوارث البيئية أو الإرهاب، فيما تتجمع وتتراكم في مناطق أخرى من العالم ثروات هائلة يتم هدرها.
هذا الخلل المبني على الأنانية -يتابع جاك اتالي في “ليكبرس”- لو استمر في 2019، سيقود لا محالة إلى مزيد من الماسي والأزمات.
-براي الكاتب- بأيدينا جميعا، فعلينا أن نتعلم ونستخلص من الأزمات الراهنة والسابقة ونخرج من حالة التقوقع، إلى عمل جماعي يكون في مستوى التحديات.
Comments