الاميرال كمال العكروت يفكك المشهد الحالي ويدعو للانقاذ
كمال العكروت
كتب الاميرال كمال العكروت التدوينة/ المقال التالي على صفحته الرسمية على فيسبوك وتطرق فيها للوضع الصعب الذي تمر به تونس في ظل عجز الطبقة السياسية وخاصة الحاكمة.. في ما يلي نص التدوينة:
لا اضيف شيء الى ما يعرفه التونسيون باستثناء الطبقة الحاكمة، ان تونس تمر بأزمة حادة وغير مسبوقة ، لقد تراكمت المشاكل لتزيد من خطورة الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لذلك فقد أصبح فشل الطبقة السياسية عامة والحاكمة خاصة واضحا للعيان . ولئن كنا بإنتظار دعوات التهدئة والحوار والتريث ، فوجدنا دعوات النزول للشارع و التصعيد والتعبئة ليس من أجل حلول لواقع الشعب بل من أجل حماية الشرعية الإنتخابية لتنظيمات حزبية فقدت وجاهتها وحسن إدارتها للسلطة في البلاد .
في المساء ، يصعدون للمحطات الاعلامية للحديث عن معاركهم السياسية وفي الصباح ينهض الشعب على سماع أخبار سيئة تنذر بمستقبل خطير للدولة ، تماما كإعلان وكالة Moody’s الأمريكية تخفيص تصنيف تونس وهذا تحذير صارم من الإفلاس بعد وصولها إلى منطقة b 3 négatif .. وهكذا فإن أفلس السياسيون فكريا وسياسيا وعجزوا عن تلبية طموحات الناس فإن الشعب سيشهد افلاس دولته ، والخطير أنهم لم يستوعبوا الدرس وماضين في مسارهم السياسي بمنأى عن مشاغل الناس، بل الاتعس مرّوا الى الاستقواء بالاجنبي لنصرتهم غير واعين ان ذلك على حساب السيادة الوطنية وسيادة القرار الوطني .
الاشكال هو انعدام الثقة بين أفراد الشعب والسياسي ، بين المؤسسات فيما بينها، وبين سردية الدولة وفكر التونسي . ناهيك عن أن كل سلطة تشتغل بمنأى عن الأخرى والصراع متواصل غير مكترثة بآلام وانات شعب…
رغم كم المشاكل واستشراء الانتهازية السياسية وتدهور الوضعية الاقتصادية والاجتماعية، فإن الحل موجود عند هؤلاء النساء والرجال الوطنيين الذين يحلمون بمستقبل افضل، نساء ورجال مؤمنون بان لا مستقبل بدون الاستثمار في المواطن في تعليمه وصحته ورفاهيته، لا مستقبل دون الاستثمار في العلم والعلوم والتكنولوجيات المتقدّمة.
لا مستقبل دون نساء ورجال مؤمنون بمدنية الدولة والفصل بين الدين والدولة، مستعدون دائما لتلبية واجباتهم تجاه وطنهم بصدق واخلاص وتفان ونكران للذات، لا يترددون امام مصلحة تونس. التغيير ممكن والأمل موجود.
حلمنا لا يمكن ان يتحقق الا بصمودنا وايماننا باننا على الطريق السوي وانه لا يخيفنا شىء ولا يثنينا شيء على الوصول الى هدفنا الذي يتجسد بإخراج تونس من غياهب الظلامية والفقر والفوضى والفساد وإلحاق وطننا بركب الرقي والتقدم العلمي والتكنولوجي والاقتصادي وتهيئة آنية لجيل جديد يكون قادرا على مواصلة الدرب نحو مستقبل مشرق للوطن.
Comments