الانتخابات الرئاسية التونسية في دورها الأول: المعاني والارتدادات المتوقعة
تونس- التونسيون
ينظم مركز الدراسات الإستراتيجية حول المغرب العربي، الذي يديره الجامعي والأكاديمي، عدنان منصر، يوم 28 سبتمبر الجاري، ندوة تحت عنوان: “”تحليل معطيات الانتخابات الرئاسية التونسية في دورها الأول: المعاني والارتدادات المتوقعة”
وجاء في الورقة التأطيرية للندوة: “بعد أسبوع من صدور نتائج الدور الأول للانتخابات الرئاسية في تونس، وتداول الرأي العام في المفاجأة التي حصلت بسقوط كل مرشحي الأحزاب، حتى أولئك المباشرين للمواقع الحكومية الأولى، لا تزال تلك النتائج موضوع حيرة للمتابعين للشأن التونسي، ليس لطابعها المفاجئ فحسب، ولكن أيضا لتداعياتها المنتظرة على الساحة السياسية، وبخاصة على الأحزاب التي تتقدم يوم 6 أكتوبر 2019 للانتخابات التشريعية”.
وأكدت الورقة على أنه و “بالرغم من أن المتابعين بدقة للاستطلاعات غير المنشورة كانوا في صورة المفاجأة، فإن حالة انكار كلي لازمت مرشحي الأحزاب وإدارة حملاتهم الانتخابية الذين وثقوا كثيرا في إمكانيات الدعاية الانتخابية وكثافة الدعم المالي واللوجستي الذي تمتعوا به طيلة الأشهر الأخيرة، حيث اعتقدوا في القدرة على قلب المعطيات يوم الاقتراع”.
وأكد معدوا الورقة التأطيرية للندوة أنه “ستجري الانتخابات التشريعية على وقع ما سمي بزلزال 15 سبتمبر، ما يجعل دراسة الارتدادات الممكنة لهذا الزلزال الانتخابي أمرا محددا في مسار فهم المشهد الذي سيدخل به التونسيون عامهم الجديد. أسفرت الانتخابات كما هو معلوم عن ترشح كل من نبيل القروي وقيس سعيد للدور الثاني، وهما شخصيتان لا يتوانى كثير من المتابعين عن وصفهما بالمرشحين الشعبويين، وإن اختلفت الممارسة من مترشح إلى آخر. يرى المتابعون أن هذه النتيجة ارتداد للظاهرة الشعبوية في العالم، وهي ظاهرة أتت برؤساء ما يسمى “خارج المنظومة”، فيما يبدو أنه تحول ذو طابع عابر للحدود.
في حين يرى آخرون أن صعود المرشحين للدور الثاني في تونس، القروي وسعيد، يعبر بصفة واضحة عن فشل المنظومة السياسية والحزبية التي أدارت البلاد منذ 2011 .يتمثل هذا الفشل في نظر وجهة النظر هذه في عجز الحكومات المتعاقبة عن حل المشكل الاجتماعي، وتصاعد التهميش، وإقصاء فئات شبابية واسعة من ساحة القرار السياسي، واستئثار الأحزاب بالتصرف في مؤسسات الدولة بطريقة جعلت من هذه المؤسسات مجرد مطية لصراع المواقع والمنافع. ولا شك أن المترشحين قد أجادا، كل بطريقته، الهجوم على هذه المنظومة، في سياق ساهم إلى حد كبير، وبطبعه، في تتفيه العملية السياسية. ”
في برنامج الندوة ثلاثة ورقات ، الأولى يقدمها الدكتور إقبال اللومي، مدير عام إلكا كونسيلتينغ: “أرقام الدور الأول والانعكاسات المحتملة على الانتخابات التشريعية”، ويقد الورقة الثانية الدكتور عبد الوهاب حفيظ: أستاذ علم الإجتماع بالجامعة التونسية: “مدخل للسوسيولوجيا الانتخابية للدور الأول من الرئاسيات”، وتكون المداخلة الثالثة للأستاذ لطفي الحجي: إعلامي وباحث: “المشهد الحزبي على ضوء انتخابات الدور الأول للرئاسيات والتطورات المتوقعة في التشريعية”.
Comments