الانتشار العسكري الأميركي شرق المتوسط يثير شكوك تركيا
قال المحلل السياسي المختص بالشؤون الدولية آيدين سيزر: “إذا ما ساهمت الولايات المتحدة في تحويل الحرب الحالية بين إسرائيل وغزة إلى حربٍ إقليمية، فإن تركيا ستكون من الدول الأكثر تضرراً من أي حربٍ إقليمية”.
تطرّق تقرير أميركي نشر على موقع Forbes الشهير لتأثير الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، على العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وتركيا، لاسيما أن أنقرة انتقدت نشر واشنطن حاملات الطائرات عقب الهجوم الإسرائيلي على غزة، والذي يستمر منذ أكثر من 3 أسابيع.
وبحسب التقرير الأميركي المطوّل، فقد شعرت الولايات المتحدة بضرورة الحاجة لتقديم توضيحاتٍ إلى دولةٍ عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، في إشارة إلى تركيا، بشأن نشرها حاملات الطائرات شرق البحر الأبيض المتوسط في أعقاب اندلاع الحرب بين غزة وإسرائيل في السابع من أكتوبر الجاري. ومن المحتمل أن تساهم هذه الخطوة في المزيد من التوترات بين واشنطن وأنقرة.
وقال دبلوماسي تركي سابق في معرض تعليقه على التقرير الأميركي إن “تركيا في الواقع تشكك في غرض الانتشار الأميركي في المنطقة”.
وأضاف الدبلوماسي التركي والمحلل السياسي المختص بالشؤون الدولية آيدين سيزر لموقع قناة العربية ـ”العربية.نت”- أن “أنقرة تشكك في أهداف الانتشار الأميركي في المنطقة خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن إسرائيل بالفعل تستخدم قوة غير متناسبة مع قدرات حركة حماس في غزة”.
وتابع: “إذا ما ساهمت الولايات المتحدة في تحويل الحرب الحالية بين إسرائيل وغزة إلى حربٍ إقليمية، فإن تركيا ستكون من الدول الأكثر تضرراً من أي حربٍ إقليمية، ولهذا السبب انتقدت أنقرة الانتشار التركي شرق البحر الأبيض المتوسط”.
كما أشار الدبلوماسي التركي إلى أن “العلاقات التركية الأميركية تمرّ بالفعل في فترةٍ مضطربة للغاية ومسألة الانتقاد التركي لإعادة الانتشار الأميركي شرق المتوسط هي واحدة من بين جملة مشاكل تعيق العلاقات بين الجانبين ولا تعد مشكلة كبيرة مقارنة بغيرها من المشاكل مثل خلافات تركيا داخل حلف الناتو مع الولايات المتحدة ونظرائها الغربيين”.
ورجّح سيزر أن تبدأ ما أطلق عليها “حقبة جديدة” في العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، مستبعداً أن تُحل المشاكل العالقة بين الجانبين في وقتٍ قريب، لاسيما أن واشنطن تفرض عقوباتٍ على أنقرة.
وكان مسؤول في وزارة الدفاع التركية قد كشف قبل أيام عن تلقي أنقرة معلوماتٍ من مسؤولين أميركيين حول الهدف من انتشارها الجديد شرق المتوسط وأنه يتعلّق بعمليات إجلاء في المنطقة.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد عبّر عن مخاوفه يوم العاشر من أكتوبر الجاري عندما تساءل عن سبب إرسال الولايات المتحدة لحاملات طائراتٍ إلى إسرائيل. ولا يعد هذا “القلق التركي” من الحاملات الأميركية هو الأول من نوعه، فقد سبق لوزارة الخارجية التركية أن أعلنت عن دعمها لجمهورية شمال قبرص غير المعترف بها دولياً، بعد رسو غواصة أميركية بالقرب من شواطئها.
Comments