هشام الحاجي

وفرت سفارة اندونسيا بتونس فرصة غير مسبوقة لعدد من الإعلاميين للإطلاع على أيديولوجيا البانجاسيلا التي اعلن مؤسس اندونسيا الحديثة أحمد سوكارنو عن مبادئها يوم غرة جوان 1945 أسابيع قبل الاعلان عن الاستقلال من ربقة الاستعمار الهولندي الذي لم يكن موافقا على هذه الخطوة .

سفير اندونيسيا في تونس زهيري مصراوي الذي افتتح اللقاء تولى تقديم عرض سريع عن البانجاسيلا التي اعتبر أنها بسيطة في عرضها و لكنها عميقة في أهدافها و مضمونها . ذلك ان البانجاسيلا تقوم على خمس مبادئ و هي الايمان بالله و الإنسانية و الوطنية و التوافق و العدالة الاجتماعية.

التي شدد السفير الاندونيسي التونسي على أهميتها خلال لقاء جمعه مؤخرا بعدد من الشخصيات والاعلاييم و اعتبر أن مبادئ البانجاسيلا تبقى فاعلة و مهمة سواء في اندونسيا أو خارجها لان الايمان بمبدأ الانسانية يحول دون الخضوع للهيمنة و الغطرسة في العلاقات الدولية.

أشار السفير الاندونيسي  بلغة ديبلومسية إلى ان نسق التبادل في جميع المجالات بين تونس و اندونسيا يبقى ضعيفا و انه من الضروري مضاعفته و هذا من شأنه ان يعود بالفائدة على البلدين و خاصة تونس .

و في ذات السياق أبرز الوزير السابق أحمد ونيس دور اندونسيا في دعم نضال الشعب التونسي من أجل الاستقلال إذ فتحت في جاكرتا مكتبا للمقاومة التونسية و دعم الرئيس أحمد سوكارنو جهود الزعيم الحبيب بورقيبة في المنعرج الحاسم للنضال ضد الاستعمار الفرنسي.

و انطلق الاستاذ المنصف بن عبد الجليل من تجربته كاستاذ في الجامعات الاندونيسية للاشارة إلى ما يميز الشعب الاندونيسي من تسامح و ايمان حقيقي بالاختلاف و التعددية و هو ما اعتبره دليل تخلص من سطوة الفكر الكلامي .

و شدد السفير فيصل قويعة على ان البانجاسيلا ليست كتبا و نظريات بل مباديء وقع تطبيقها بصدق فكان ذلك سبب توفير تماسك اجتماعي و بناء هوية وطنية شاملة و جامعة لأكثر من الف معتقد و دين و آلاف اللهجات و إلى تحقيق نهضة اقتصادية لافتة جعلت اندونسيا ضمن مجموعة العشرين و من المنتظر ان ترتقي قريبا إلى المرتبة 11 لافضل اقتصاديات العالم.