الجديد

التطبيع .. هل تفعلها تونس؟

التونسيون- متابعات

قالت صحيفة “نيو يور تايمز” أن عمان وتونس قد تكونان الدولتين التاليتين المنتظر انضمامهما لحملة التطبيع مع اسرائيل.

واعتبر الأمين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي أن ما ورد في “نيو يورك تايمز” هو ” محاولة لاختبار مدى استعداد التونسيين للتطبيع مع العدو الصهيوني”.
وتابع الشابي في تدوينة على صفحته على “فيسبوك” أنه “اذا كانت الدبلوماسية التونسية قد أعتبرت – عن خطأ – بان تطبيع بعض الدول العربية شأن داخلي لتلك الدول ، ها هي اليوم بلادنا تتعرض لاختبار جدي لا تنفع معه سياسة النعامة ، إذ أن الأصابع الامريكية تشير الى ان دولتنا قد ترتكب الخيانة العظمى على حد توصيف الرئيس قيس سعيد. و عليه فأننا ننتظر ردّا رسميا في حجم التحدي نفهم من خلاله العالم أجمع بان الشعب التونسي و دولته و رئيسه لن يقترف جريمة الخيانة العظمى و أن طريق التطبيع مسدود”.

كما جدّد الاتحاد العام التونسي للشّغل في بيان له “رفضه لأيّ تعامل مع الكيان الصهيوني تحت أيّ ذريعة سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو ثقافية أو أكاديمية أو غيرها، ويعتبر التبريرات التي يسوّق إليها البعض والمتّصلة بإغراءات الاستثمار والتشجيع على السياحة وتقديم الدعم المالي إنّما هي أوهام يزرعها دعاة التطبيع لضمان مصالحهم مع الكيان الصهيوني والدول الراعية له ولن ينال التونسيات والتونسيين منها غير مزيد التفقير والاستغلال ونهب ثروات بلادهم”.

وتابع بيان المنظمة الشغيلة “إنّه يحذّر السلط من أيّ خطوة تطبيعية ويؤكّد أنّ النقابيات والنقابيون والقوى الوطنية وكافّة الشعب التونسي سيتصدّون لأيّ محاولة لجرّ تونس إلى مستنقع التطبيع. ويجدّد الاتحاد مطالبة البرلمان بالمصادقة على المبادرة الخاصّة بسنّ قانون تجريم التطبيع”.

و في اطار التفاعل مع ما كتبته صحيفة “نيو يورك تايمز” من أن تونس ستكون على قائمة الدول التي ستطبع مع اسرائيل علق لكاتب والصحفي مختار الدبابي، في تدوينة على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و تحت عنوان” التطبيع يدق على الباب”.

واشار الدبابي الى أن “نيويورك تايمز” تحدثت عن أن تونس وسلطنة عمان ربما تكونان على قائمة التطبيع بعد المغرب. وإذا كانت سلطنة عمان من تحصيل الحاصل، وربما تعلن عن ذلك قبل مغادرة ترامب في 20 من الشهر القادم، فإن ذكر تونس هو نوع من الاختبار، كونها خاصرة رخوة.

وتابع قائلا: اختبار جدي خاصة أن التطبيع الجديد تتم مقايضته بالمساعدات والإغراءات.

ورفض التطبيع سيعني وقف “سبالة” القروض من المؤسسات المالية الدولية. ودولة الثورة، التي تعيش على القروض والإنفاق السخي وشراء صمت القطاعات، لا تقدر على التقشف وتحمل الابتزاز.

وربما يقد يتم أيضا وضع الطبقة السياسية التي يرى الدبابي أنها “انتهازية يمكن أن تجد “فتوى” للتطبيع بعنوان “إكراهات المرحلة”، وتمرره باختلاق معارك هوية حامية ليصبح التطبيع ثانويا قياسا بمعارك عبير مع ائتلاف الكرامة و”مدنية الدولة” و”حاضنة الإرهاب”، و”جيوب الدولة العميقة”

ولا يستبعد مختار الدبابي أن “قتمتد هذه “الفتوى” إلى الرئيس قيس سعيد نفسه تحت أي مسوغ”

ويختم تدوينته بأنه “من الوارد أن يترك الأمر لحكومة التكنوقراط و”يختفي” وزير الخارجية” … ونضيع وسط زحام “الشرعية والمشروعية”.

كما أنه من الممكن أن يستفيد ويمر التطبيع من تراجع زخم ” الحركة الاحتجاجية الشعبية التي اهترأت بفعل المعارك الحزبية والنقابية وصراعات الهوية”.

وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” قالت إن الحوافز التي وعدت بها الدول العربية مقابل التطبيع مع إسرائيل قد ترفض من قبل إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن، أو الكونغرس ما سيعرض اتفاقيات السلام للخطر.

وأشارت الصحيفة إلى أن اتفاقيات السلام في الشرق الأوسط، هي الإنجاز المميز لإدارة الرئيس دونالد ترامب في السياسة الخارجية، فقد توسطت لإقامة علاقات اقتصادية ودبلوماسية بين إسرائيل والإمارات والبحرين والمغرب والسودان.

وقال مسؤولون مطلعون على جهود الإدارة، إن عمان وتونس قد تكونان الدولتين التاليتين المنتظر انضمامهما، ويمكن أن تتسع الاتفاقيات لتشمل دولا في آسيا وإفريقيا جنوب الصحراء حتى بعد مغادرة ترامب منصبه في يناير.

وقال روبرت مالي، المدير التنفيذي لمجموعة الأزمات الدولية، والمقرب من أنتوني بلينكين، الذي اختاره بايدن لمنصب وزير الخارجية، إنه “من المؤكد أن التخفيف الرسمي للتوترات بين إسرائيل وجيرانها الإقليميين هو نجاح، سعى الرؤساء الجمهوريون والديمقراطيون السابقون على حد سواء إلى تحقيقه”.

ورأى أن “إدارة بايدن القادمة ستحاول التراجع أو تمييع أجزاء من صفقات التطبيع التي تتحدى الأعراف الدولية، كما في حالة سيادة المغرب على الصحراء الغربية، أو تتحدى سياسة الولايات المتحدة طويلة الأمد، مثل بيع طائرات F-35 للإمارات”.

وبحسب الصحيفة، إذا تولى الديمقراطيون السيطرة على المجلس بعد انتخابات الإعادة في جورجيا الشهر المقبل، ستتم مراجعة هذه الخطوة من قبل إدارة بايدن للتأكد من أن بيع هذه الأسلحة، لا يضعف التفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة.

وأكدت الصحيفة أنه حتى لو لم يوافق بايدن وبلينكن على دبلوماسية الحوافز التي قدمها ترامب، فإنهما سيكونان حذرين أيضا من الظهور بمظهر التراجع عن إسرائيل، التي تعد أقوى حليف للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

 

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    ^ TOP