الحبيب الجملي ضحية صراع بين راشد الغنوشي وقيس سعيد وداخل النهضة
خديجة زروق
أراد الحبيب الجملي، رئيس الحكومة المكلف، أن يقدم أسوء هدية للشعب التونسي، بمناسبة حلول السنة الميلادية، و ذلك من خلال عدم الإعلان عن تشكيلة حكومته، منذ قليل بعد أن وقع استنفار الصحفيين للالتحاق، على وجه السرعة بقصر الجمهورية بقرطاج.
و بعيدا عن كل تحامل ليس من اسلوبنا فإن الحبيب الجملي، قد قدم في الندوة الصحفية التي عقدها دليلا اضافيا على أنه ليس الرجل المناسب لتولي رئاسة الحكومة، في ظرف على غاية الأهمية و الدقة.
لم يحترم الرأي العام في مستوى توقيت الندوة ، و خاصة في الكشف عن الأسباب الحقيقية ، لإلقاء مسؤولية الإعلان عن تركيبة الحكومة لرئيس الجمهورية.
ذلك أن خلافات آخر لحظة هي التي غيرت برنامج الحبيب الجملي، الذي يبدو أنه قد وجد نفسه في وضعية تجاذب بين قرطاج و باردو، بين تالغنوشي وقيس سعيد، بل هي بالأحرى معركة كسر عظام الرجلين أصبحت تهدد المرحلة برمتها.
يعد الحبيب الجملي هو الحلقة الاضعف، في هذا الصراع و في صراع آخر ينعكس على الوضع العام، و هو الصراع الحاد الذي يخترق حركة النهضة، و الذي لم يعد بالإمكان اخفاؤه.
و إلى جانب ما يتأكد من أن الجملي لا يملك المؤهلات التي تجعله ينجح في إدارة حكومة تنتظرها رهانات صعبة، فإن مصداقيته قد تأثرت قبل أن يشرع في العمل، لأنه يخفي دون جدوى انتسابه لحركة النهضة.
كما انه لم يتعامل بطريقة شفافة مع الرأي العام، و هذه هي الدواعي التي جعلت عددا من الكفاءات التي وقع الاتصال بها ترفض أن تأخذ مكانا في حكومة تفيد كل المؤشرات أنها لن تعمر طويلا لو كتب لها التشكل والمرور في البرلمان.
Comments