الحجر الصحي الشامل في تونس .. الجميع يعمل و الجميع مدعو لملازمة المنزل !
تونس- التونسيون
حبس التونسيون أنفاسهم اليوم في انتظار قرارات طال انتظارها في علاقة بالحد من انتشار فيروس الكورونا، و كان من المفترض أن تصدر في أعقاب اجتماع مجلس الأمن القومي الذي أشرف عليه الرئيس اليوم الجمعة.
بعد أن انتهى الاجتماع خرج رئيس الجمهورية ليعلن عن القرارات التي وقع اتخاذها، و لكن مرة أخرى يخطئ قيس سعيد الطريق لأن أسلوبه في الكلام و المفردات التي اختارها خلقت حواجز إضافية بينه و بين المتلقي.
و لكن مع ذلك فان من أهم ما جاء في كلمة رئيس الجمهورية هو الإعلان عن بداية حجر صحي شامل من خلال إيقاف نشاط المناطق الصناعية الكبرى و إيقاف التنقل بين المدن.
و ابقى الرئيس قيس سعيد الباب باب الشرح والتفسير لرئيس الحكومة إلياس الفخفاخ لإعطاء مزيد التفاصيل حول الإجراءات التي وقع إقرارها.
رئيس الحكومة اختار أن لا يخاطب التونسيين بل اكتفى بإصدار بيان يعلن فيه أنه سيقع العمل بالحجر الصحي انطلاقا من الساعة السادسة من صباح يوم الأحد 22 مارس الجاري و إلى حدود 4 أفريل القادم.
لكن بيان رئيس الحكومة تعامل مع إجراءات الحجر الصحي بطريقة قصة سروال عبد الرحمان إذ استثنى من إجراءات الحجر إيقاف النشاط في قطاعات الصناعات الغذائية و الصحة و الطاقة و الاتصالات و الإعلام و الصناعات الحيوية و توزيع المياه هذا طبعا إلى جانب قطاعات الصحة و الأمن المعنية بالتصدي في الصفوف الأولى لوباء الكورونا.
و هذا يعني أنه قد وقع تقريبا إفراغ قرار إيقاف الحجر الصحي الشامل من محتواه و ما بقي منه هو فقط من باب إرضاء المواطنين ظاهريا و هو أيضا مؤشر خطير على وجود تجاذبات حقيقية بين رأسي السلطة التنفيذية.
كما رأي البعض في ما ورد في بيان الحكومة رضوخ لترضية بعض القطاعات و هو ما يعني غياب قدرة فعلية على التصدي العملي للكورونا و الحد من تداعياته.
Comments