الحدث: عودة ترامب .. أمريكا و العالم يتهيؤون ل “عهد جديد” !
فاز ترامب برئاسيات الخامس من نوفمبر الجاري، ليعود مرة أخرى للبيت الأبيض، وليكون الرئيس 47 للولايات المتحدة الأمريكية، بعد حملة انتخابية شديدة التحديات، يعود دونالد ترامب إلى البيت الأبيض متغلبا على كامالا هاريس بفارق كبير. هذا الانتصار يعيد الجمهوري البالغ 78 عاما إلى الرئاسة في عودة غير متوقعة أشعلت انقساما في الولايات المتحدة بين مؤيدين مهللين ومنتقدين قلقين من سياساته المقبلة، خاصة وعوده المثيرة للجدل حول الهجرة والنفط، وسط ترحيب الأسواق وتوتر دولي حيال أجندته المقبلة.
تستقبل الولايات المتحدة ودول العالم أجمع مرحلة جديدة بعد فوز مرشح الحزب الجمهوري ترامب يوم الأربعاء في سباق العودة إلى البيت الأبيض، محطما بذلك التوقعات بتفوقه الكبير على مرشحة الحزب الديمقراطي كاملا هاريس.
عودة الجمهوري البالغ من العمر 78 عاما تعتبر استثنائية للغاية، حيث جاءت حملته الثالثة مليئة بالتحديات بما في ذلك محاولتا اغتيال وأربع لوائح اتهام وإدانة جنائية.
انتصار واضح في الولايات المتأرجحة
نجح ترامب في حصد أصوات الولايات المتأرجحة الرئيسية من جورجيا إلى بنسلفانيا مرورا بويسكونسن، مما أجهض آمال هاريس قبل أن تعطيه ميشيغان، الولاية الديمقراطية التقليدية، دفعة حاسمة.
وبانتظار النتائج النهائية في أربع ولايات، حصل ترامب على 292 صوتا من أصوات المجمع الانتخابي، متجاوزا العدد المطلوب لتحقيق الفوز، الذي يبلغ 270 صوتا، بينما حصدت هاريس 224 صوتا فقط.
ومن المتوقع أيضا أن يفوز ترامب بالتصويت الشعبي، وهو إنجاز يحققه لأول مرة.
وفي خطاب النصر، دعا ترامب الأمريكيين إلى الوحدة وتجاوز الانقسامات التي طغت خلال السنوات الأربع الماضية، معلنا عن توليه المنصب رسميا في 20 كانون الثاني/يناير.
وتأتي هذه الدعوة بعد حملة انتخابية شرسة، هاجم فيها ترامب منافسته بحدة واتهم المهاجرين بـ”تسميم دماء البلاد”..
انقسام داخلي بين النشوة والخوف
وأحدثت عودة ترامب إلى البيت الأبيض حالة من النشوة بين مؤيديه الذين ارتدوا القبعات الحمراء، بينما أثارت القلق بين معارضيه الذين يخشون تأثير خطابه المتشدد.
ويقول فريدي لين، أحد سكان نيويورك البالغ من العمر 29 عاما، إن هذا الحدث “سيئ للغاية” معبرا عن قلقه من انتشار المزيد من الكراهية.
وبهذا الفوز، أصبح ترامب ثاني رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يفوز بولايتين غير متتاليتين، بعد الرئيس غروفر كليفلاند الذي شغل المنصب بين عامي 1885 و1889، ثم بين 1893 و1897.
ورحبت وسائل الإعلام بفوزه، ووصفت بعضها ترامب بـ”ملك العودة”، بينما حققت الأسواق مكاسب ملحوظة حيث ارتفع الدولار وسجلت بورصة وول ستريت صعودا كبيرا.
رئاسة ثانية قد تحمل اضطرابات
ورغم حالة التفاؤل بين مؤيديه، قد تحمل ولاية ترامب الثانية تحديات ووعودا مثيرة للجدل، حيث تعهد بترحيل المهاجرين “بأعداد ضخمة” من اليوم الأول.
كما أبدى استياءه من الأموال التي تنفق في دعم أوكرانيا ووعد بإنهاء الحرب في الشرق الأوسط، دون تقديم تفاصيل واضحة حول خططه لتحقيق ذلك.
وتعهد ترامب بموقف حازم تجاه التنقيب عن النفط وعدم الالتزام باتفاق باريس للمناخ، مما قد يثير قلق المدافعين عن البيئة. كما يخطط لتعزيز الاقتصاد الأمريكي عبر فرض تخفيضات ضريبية وفرض رسوم جمركية على المنتجات الأجنبية لحماية العمالة المحلية.
وبفوز الجمهوريين بمجلس الشيوخ، يبدو أن ترامب سيكون قادرا على تنفيذ العديد من وعوده.
ويبقى التحدي الأكبر أمامه هو تقليل الانقسامات الداخلية، حيث أبدى الديمقراطيون قلقهم من خطاباته المتشددة ضد “الأعداء الداخليين” وسعيه للانتقام.
ورغم غموض خططه بشأن ادارة حكومته، ذكر ترامب أن الملياردير ايلون ماسك سيكون له دور كبير، بعد دعمه المالي الضخم لحملة الحزب الجمهوري.
مع تولي ترامب المنصب في جانفي القادم، سيصبح أكبر رئيس أمريكي عند أداء اليمين الدستورية.
Comments