الحكومة الجديدة: النهضة في مواجهة ضغوطات الأحزاب وقرطاج
تونس- التونسيون
يبدو ان طريق راشد الغنوشي الى قصر الحكومة بالقصبة لن يكون سالكا بالسهولة التي توقعها رئيس حركة النهضة و اطاراتها . فقد حملت الساعات الاخيرة بعض المستجدات التي فرضت على الحركة كبح جماح ما اعتبره البعض في وقت من الاوقات “مسارا عاديا و قابلا للتحقق” و دفعتها الى وقفة تأمل.
اهم المستجدات هي الطريقة التي اخذ رئيس الجمهورية قيس سعيد يدير بها الحياة السياسية و التي تجلت في استقباله لرؤساء الاحزاب السياسية التي تمكنت من الدخول عبر عدد من النواب الى البرلمان .
رئيس الجمهورية ابدى حسب ما تسرب من معطيات و معلومات حرصا على ان لا يكتفي بدعوة رئيس الحزب المحرز على المرتبة الاولى في الانتخابات التشريعية بتشكيل الحكومة بل على ان يقدم تصورا فيه تأكيد على “الكفاءة ” و “تجنب المحاصصة الحزبية ” في اختيار اعضاء الحكومة الجديدة .
اشارات قيس سعيد اعادت لحركة النهضة “مخاوف ” من ان يلعب قيس سعيد دورا في “الالتفاف على انتصار الحركة ” في ظل ما تتداوله بعض الاوساط من ان فكرة “حكومة الرئيس” قد اخذت تجد اصداء ايجابية لدى محيط رئيس الجمهورية و خاصة بعض الاحزاب التي كانت وراء اطلاق الفكرة و اساسا حركة الشعب التي تزداد تمسكا بتصورها.
تدعم موقف حركة الشعب في الايام الاخيرة بتحالف يتطور مع التيار الديمقراطي و ادى الى اتفاق “اخلاقي” بين الطرفين مضمونه ان يتخذا موقفا موحدا من تشكيل الحكومة سواء بالمشاركة فيها او بمقاطعتها .
هذا الموقف “الاخلاقي” وقع اتخاذه لإغلاق الباب امام “مناورات” قد تقوم بها حركة النهضة ل”اختراق” احد الحزبين او لدق اسفين بينهما . و من هذا المنطلق رفع “الحزبان ” من سقف مطالبهما و خاصة “التيار الديمقراطي” الذي اصبح اكثر تشبثا بضرورة ان لا يكون رئيس الحكومة نهضويا و بان يكون له نصيب في “وزارات السيادة ” التي يشترط ايضا ان لا يكون لحركة النهضة نصيب فيها .
عملية دفع حركة النهضة للتخلي عن رئاسة الحكومة قد تكون لها ايضا اصداء ايجابية لدى بعض اوساط المال و الاعمال و لدى بعض الدول ” الشقيقة والصديقة” و هو ما قد يدفع حركة النهضة لإعادة النظر في علاقتها بتشكيل الحكومة و قد يدفعها الى “تنازلات مؤلمة ” في مستوى “التحالفات ” و “توزيع الحقائب الوزارية “.
وذلك حتى تتجاوز العوائق التي وضعها “التحالف المعطل ” الذي اخذ خطابه يحرج قيادات النهضة الذي يستند فيه “التيار الديمقراطي ” الى حصيلة ادائها في فترة “الترويكا” و على تخالفها مع حركة “نداء تونس” لإحراجها مع جزء من قواعدها.
Comments