الجديد

الحملة الانتخابية في الجريد:  أجواء باهتة وغياب للتجديد والابتكار في التواصل والاقناع

درصاف اللموشي
في توزر، عاصمة الجريد التونسي، لم تمتلئ الجدران بصور المرشحين ملونة متبوعة بلوائحهم الانتخابية ولم تعرف الساحات والقاعات العمومية مهرجانات انتخابية حاشدة يتلو فيها كل حزب أو كل مرشح مستقل برنامجه
هو ليس الصمت الانتخابي الذي تحظر فيه الدعاية الانتخابية بل الاحتشام الذي صبغ الحملة الانتخابية بالوانه وجعلها صفراء باهتة دون ألوان مختلفة أخرى.
يقول شكري الذويبي الناشط في المجتمع المدني بخصوص المعلقات “انطلاق الحملة كان باهتا حتى على مستوى صور المترشحين اذ لا نجد صورا مُعلقة الا لـ 5 او 6 مترشحين، وبعيدا عن مراكز المدن الكبرى نلاحظ فقط  صورة لمرشح واحد او اثنين على الأكثر من جملة 26 مرشحا”
أجواء روتينية بلا تجديد
بعض الملصقات أيضا طالها اما التمزيق او حذفها نهائيا من مكانها على الجدران ويوضح شكري الذويبي السبب “اتلاف الملصقات قد لا يكون بالضرورة بفعل الخصوم لأن مواقع وضعهم ليست مرتفعة  وتعرضهم الى امكانية التمزيق من قبل الاطفال”
ترفع الشابة هناء رأسها صوب مكان تركيز المعلقات وتشير اليها بسبابتها متسائلة “أكثر من 15 مكانا مخصصا للتعلق في هذا الحائط فارغ  تماما أين حقوق المار والناخب في قراءة برنامج مرشحه والتركيز على صورته، أعتقد أنها من أوكد ضروريات أي حملة انتخابية” .
ولأن الالتصاق بالجماهير عن قرب وتوجيه الخطاب اليهم مباشرة دون أي وساطات عادة انتخابية يحرص عليها أغلب المرشحين للاستماع الى مشاغل وتطلعات جمهورهم فان ولاية توزر وعلى غرار مدن الجمهورية كانت قبلة للعديد من المرشحين ويوضح شكري الذويبي “درجة الاحتشاد والزخم في الشارع عند قدوم احد المرشحين تختلف من مرشح الى آخر، فمرشحو الأحزاب الكبرى الذين من الوزن الثقيل يرافقهم في المعظم جماهير كبيرة بينما بقية المرشحين يختارون الجلوس في احدى المقاهي والدخول في نقاشات وحوارات هادئة مع الشباب في شكل مقهى سياسي”
عن هذا الاختلاف بين المرشحين يشرح سمير “أحيانا حتى المسؤولون في الجهة تراهم ضمن الجماهير التي تستقبل كبار  المرشحين إضافة إلى الفرق الموسيقية ومجموعة من الشباب والصبايا ترتدي الزي الخاص بالمرشح مع اكتظاظ واضح حد التدافع من أجل التقاط الصور أو الحديث مع المرشح، في حين بعض المرشحين وكأننا أمام زيارة عادية  دون بهرج وتقتصر على عدد قليل من المناصرين” .
الحملة الانتخابية لا تقتصر على حضور المرشح بنفسه أو تعليق الملصقات بل وعلى طول أيام الحملة يقوم فريق الحملة بالطرق على أبواب سكان محددين داخل الأحياء للتفاعل الشخصي وجها لوجه مع الناخبين والجدال معهم ومحاولة اقناعهم ولا سيما توزيع المطويات والبيانات الخاصة بالمرشح المعني خلال اللقاءات التواصلية مع الأهالي، هذه الخطة المعتمدة عند انتهاجها لا يقف فيها جميع المرشحين على قدم المساواة ويفيد شكري الذويبي “بعض المرشحين ليس لديهم من يتولى في الشوارع والأزقة مهمة توزيع المطويات والتعريف ببرنامجهم وأيضا لا وجود  لمكاتب تنسيقية خاصة بالحملة حتى على مستوى الولاية باستنثاء 5 أو6 مرشحين تمثل مركز التقاء وانطلاق للأنصار”
أسواق أسبوعية بلون الانتخابات
ويمثل موعد انتصاب السوق الأسبوعي أكثر أيام الحملة صخبا في نفطة أو توزر اذ يعد فرصة يسرع مساندو المرشحين على اختلاف توجهاتهم وبرامجهم لاستغلالها واقناع المتبضعين أين تنتصب الخيمة الدعائية التي تنبعث منها أصوات الموسيقى من مكبرات الصوت ويقطعها أحيانا صوت الخطابات.
وداخل الخيمة تعلق صور وبيانات المرشحين يجوبها جيئة وذهابا شبابا أحدهم  يقدم مطوية لامرأة وآخر ينحني أمام مكبر الصوت لتفقد الأسلاك وشابة تلتقط “الميكروفون” لالقاء كلمة.
ويذكر زياد “الخيمة الدعاية تتطلب صرف موارد مالية وهو ما يجعل بعض المرشحين لا يركزونها  أو تكون  الخيمة  أصغر من خيمة مرشح  آخر”.
شكل آخر للدعاية مسيرات بالسيارات يطلق سائقوها المنبه “الزمور” ويحمل الراكبون شعار حملة المرشح أو صور المرشح.

حيوية الحملة الافتراضية
وتعد مواقع التواصل الاجتماعي نقطة بارزة خلال الحملة الانتخابية مكنت الأنصار في الجهة من فتح صفحات على”الفايسبوك” خاصة بمرشحهم يحددون فيها موعد تجمعهم وموعد قدوم مرشحهم وينشرون بين الحين والآخر صور وفيديوهات عن تحركاتهم ونشاطاتهم وتدخلات مرشحهم ودحض الاشاعات التي قد تلحق بمرشحهم.
هدوء خيم على الحملة الانتخابية في توزر شبيه بسكون الليل حتى مراكز الاحتشاد لا تتصف بالحماسة، هدوء لا تقطعه مناوشات و اعتداءات لفظية أو جسدية يقول شكري الذويبي “لم تقع في أي منطقة من ولاية توزر منع اجتماعات أو حدوث مشاحنات من أي نوع وتمت زيارة المرشحين للجهة في كنف الاحترام المتبادل فقط تمزيق بعض الملصقات حتى أن  الحصة التلفزية الخاصة بالمناظرة بين المرشحين حظيت بنقاشات مستفيضة بين الشباب خاصة في المقاهي أكثر من الحضور الشخصي للمرشح للجهة ” .
الملصقات وحضور المرشحين للميدان وتوزيع الملصقات وتركيز الخيمات الدعاية جميعها طرق تقليدية للدعاية للمرشحين خلال الحملات الانتخابية وهي نفس الطرق المنتهجة في المحطات الانتخابية السابقة  دون ابتكار جديد في الطرق الاتصالية في الحملات.
 
 
 
 

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    ^ TOP