الدكتور نوفل كعبية: “لابد من تعميم الاستقصاء للسيطرة على انتشار وباء الكورونا”
حوار: منذر بالضيافي
في اطار متابعة انتشار وباء “كورونا فيروس”، وافضل الاليات للحد من تمدده، اجرى موقع “التونسيون” ، حوارا مع الدكتور نوفل كعبية، أستاذ مبرز في الامراض المعدية، استشاري و صاحب البورد board الأمريكي في مكافحة العدوى، بمدينة الامير سلطان الطبية العسكرية بالرياض.. في ما يلي نص الحوار.
كيف تقيمون خطة تونس الى حد الان في مقاومة الكورونا؟
تونس اتخذت اجراءات استباقية جريئة، برغم الظروف الصعبة، وهذا في الواقع كان ناتج عن ضغط المجتمع المدني، وكذلك استجابة من قبل السلطة، وهذه الاجراءات اتخذت في الوقت المناسب، مقارنة مع بعض الدول الاوروبية، ونرى النتيجة في عدد الحالات بالمقارنة مع فرنسا والمانيا مثلا.
أما النقاط السلبية، في هذه الاجراءات حسب راي هو العدد القليل في تقصي الحالات عن طريق التحليل الجيني، والنقطة الثانية هي نقص التوعية لدى الكوادر الطبية وشبه الطبية، في التعامل مع الحالات المشتبه فيها او المؤكدة مما ادى الى اغلاق بعض المؤسسات الطبية.
هل الحجر الصحي هو الحل؟
الحجر الصحي، هو طريقة قديمة وجديدة في التعامل مع الجائحة، وهذه الطريقة استعملت في الولايات المتحدة، في “الوباء الاسبانيولي” 1918 ، مثال في ولاية فيلادلفيا الحجر الصحي وقع تفعيله بعد اسبوعين من تقشي الفيروس، والنتيجة كان حصول عدد كبير من المرضى ومن الموتى .
في حين في ولاية “سان وي” الحجر الصحي بدأ فيها بعد يومين من ظهور الفيروس، والنتيجة ان الولاية سجلت اقل عدد ممكن من الاصابات ومن الوفيات . ان الهدف من الحجر الصحي، ليس القضاء على الفيروس، ولكن لتأجيل ظهور الحالات وتمديدها، على فترة من الزمن وهو ما سيمكن الاطارات الطبية، من التعامل مع الكم الهائل من المرضى.
ماذا عن فوائد تعميم الاستقصاء test؟
تعميم الاستقصاء الهدف منه هو تشخيص اكبر عدد ممكن من المصابين، وعزلهم وبالتالي عوض عزل كل افراد المجتمع، مثلما هو قائم الأن، وبالتالي سيقع عزل المصابين بالفيروس فقط، هذا الحل جزئي حتى تعود الحياة الاجتماعية الى مسارها الطبيعي، ولكن ونظرا لخصوصية هذا الفيروس، فان عددا من الحالات الايجابية، ستظل موجودة بيننا نظرا لمحدودية التحليل في تشخيص الفيروس.
يبقى من هم المستهدفون بعملية الاستقصاء؟ ماهي تكلفة هذه العملية ؟ هذه أسئلة يمكن تكون محور نقاش بين المختصين ورجال السياسة.
رايكم في الجدل حول دواء الكلوروكين والجدل الذي اثاره الطبيب الفرنسي روول ديدي؟
في علوم الامراض الجرثومية، السيطرة على الفيروسات في حالة الجائحة ، لا تتم عن طريق الادوية المضادة للفيروسات او غيرها من الادوية، ولكن تتم عن طريق التلاقيح والتطعيمات .
بالعودة لدواء الكلوروكين، أشير الى أنه أظهر فاعلية في ايقاف تكثر الفيروس، وتحسن عدد كبير من المرضى، الذين كانوا في اغلبهم في حالة غير حرجة، وبالتالي لا نعرف هل ان هذا التحسن هو نتيجة العلاج، ام هو نتيجة مقاومة جهاز مناعة المريض، علاوة على ذلك يجب اعطاء هذا الدواء في اول ظهور الاعراض. وقد بينت الابحاث العلمية انه اذا تعطلت حالة المريض يصبح اللجوء لهذا الدواء دون جدوى.
بالنسبة للطبيب روول، انا كنت طبيب في مختبره في مرسيليا من سنة 200 الى 2003 ، هو باحث وطبيب في المايكرولوجي، طبيب غير عادي كشخصية، هو دائما له افكار ثورية، لكن هو في الاصل مختص في البكتيريا، التي تتكاتف داخل الخلايا وليس اختصاصه الفيروسات، والجدل القائم اليوم حوله، انا حسب راي هو جدل ناتج عن شخصية الطبيب اكثر منه حول امور علمية .
Comments