الرئيس السبسي يدعو الى بناء موقف عربي واسلامي لحل مشاكل المنطقة
مكة المكرمة – التونسيون
شارك الرئيس الباجي قايد السبسي يومي الخميس والجمعة 30 و 31 ماي في أشغال القمتين العربية والاسلامية اللذين احتضنتهما مكة المكرمة، بدعوة من ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز، الذي أكد بالمناسبة، على أن القمتين يأتيان في سياق اقليمي ودولي، يعرف تحولات وكذلك تحديات، وفي اطار الالتزام بثوابت الدبلوماسية التونسية، حرص الرئيس التونسي على أن يكون متفهما لدواعي الدعوة للقمتين من قبل المملكة السعودية، لكن لم يفته أيضا وضع هذه المخاوف الخليجية، ضمن حالة التشتت العربي وغياب التضامن والعمل العربي المشترك، الذي هو الخيار الناجع لاحتواء المخاطر التي تهدد “أمن واستقرار دول المنطقة”، وفق تعبيره.
ولدى افتتاح القمّة العربيّة الطارئة المنعقدة بمكة المكرمة، وبوصفه الرئيس الحالي للجامعة، أكّد الرئيس قايد السبسي على “أنّ الأوضاع الدقيقة التي تمرّ بها المنطقة، وما تشهده من تطورات خطيرة ومتلاحقة تتطلب تقييما عربيا مشتركا ومعمّقا للتحديات ولمصادر وأشكال التهديد التي تستهدف مقومات الأمن القومي العربي، بما يساعد على تحديد أنجع السبل لمواجهتها وتطويق آثارها واحتوائها، حفاظا على أمن واستقرار دول المنطقة”.
ودعا إلى “مواصلة الجهود لتخليص المنطقة من أسباب ومظاهر عدم الاستقرار، وتسوية قضاياها الرئيسية وفي مقدّمتها القضية الفلسطينية العادلة من خلال التوصّل إلى حلّ عادل وشامل لها وفق المرجعيات الأممية المتّفق عليها ومبادرة السلام العربية، وكذلك بالنسبة إلى بقية الأزمات والقضايا الأخرى في المنطقة.”
وأوضح ” أنّ اختلاف التوجّهات وتقاطعات المصالح لا يمكن أن يبرّر بأيّ شكل من الأشكال التدخل في الشؤون الداخلية للدول أو أيّ سلوكيات من شأنها تقويض استقرار المنطقة وزيادة منسوب الاحتقان والتوتر فيها وتعريض السلم والأمن الدوليين للخطر”.
كما جدّد رئيس الدولة في هذا الإطار إدانة تونس ورفضها استهداف المدن الآمنة في المملكة العربية السعودية بالصواريخ الباليستية ومحطات ضخ النفط، وكذلك عمليات استهداف السفن التجارية قبالة سواحل دولة الإمارات العربية المتحدة والتي تمثّل تصعيدا يعرّض الأمن الإقليمي للخطر وتهديدا صريحا لأمن وسلامة الملاحة الدولية وحركة التجارة العالمية.
و شدّد على “أنّ الأمن القومي الجماعي العربي كلٌّ لا يتجزأ، وأكّد حرص تونس على أمن المملكة العربية السعودية الشقيقة وكلّ بلدان الخليج العربي، الذي يمثل أحد أهمّ مقومات الأمن والاستقرار في عموم المنطقة العربية والعالم”.
و بمناسبة مشاركته في القمة الإسلامية العادية الرابعة عشرة بمكة المكرمة، ألقى رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي مساء اليوم الجمعة 31 ماي الجاري، كلمة باسم المجموعة العربية أكّد من خلالها على إنّ تسوية مختلف القضايا العربية، وفي مُقدّمتها القضية الفلسطينية العادلة إلى جانب الأزمات القائمة في ليبيا وسوريا واليمن، تُمثّل مدْخلاً رئيسيًّا لإعادة الأمن والاستقرار إلى عموم المنطقة وكذلك لتوطيد مُقوّمات السّلم والأمن الدوليين، فضلا عن إسهامها في خدمة بقية قضايا العالم الإسلامي.
وأبرز رئيس الدولة أن تسوية مختلف القضايا العربية والاسلامية تقتضي من جميع دول المنطقة وشعوبها مزيد تضافر الجهود وإحكام التنسيق بينها خصوصا عبر جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لِدَفْع مسارات تسوية هذه القضايا ودرء تداعياتها الخطيرة على دول المنطقة ولا سيما تأثيراتها المباشرة في تَغْذِيَةِ تيّارات الإرهاب والتطرف وتعطيل التنمية واستنزاف الطاقات.
وأبرز رئيس الجمهورية حرص تونس من خلال احتضانها للقمة العربية الثلاثين وما أفضت إليه من نتائج على تأكيد هذا التوجه وتهيئة الأرضية لمرحلة جديدة من العمل العربي المشترك، إيمانا منها بوحدة المصير وأهمية التعاون والتضامن في عالمٍ بَاتَتْ التكتلات القويّة والـمُتماسكة، سمته الأبرز.
كما أكد أن تونس الـمُعتـــزّةُ بانتمائها العربي والإسلامي، تَعْملُ جاهدةً على مواصلة الإسهام في توثيق علاقات التّعاون والتنسيق بين كافة بلدان المنطقة، بما يُساعد على إعطاء زخمٍ أكبر لمواقفها وتحرّكاتها على الصّعيد الدّولي، وبما يخدم القضايا المشتركة وَيَدْعَمَ الجُهودَ المبذولة في مكافحة الإرهاب ويُساهم في تعزيز علاقات التعاون والتكامل بين الدول العربية والاسلامية.
ودعا رئيس الدولة إلى مواصلة العمل في كنف التضامن وبنفس العَزْمِ، من أجل بناء موقف عربي إسلامي مَتينٍ ومُتماسك، قادر على مواجهة التحدّيات وتخليص المنطقة من أسباب ومظاهر التوتّر والانقسام والنزاعات الطائفية والمذهبية، وتعزيز أمنها واستقرارها.
Comments