الرئيس قايد السبسي: حيوية في الخارج .. وحيرة في الداخل
نبيل البدوي
تراجع حضور تونس الديبلوماسي منذ 2011 في المحافل الدولية بشكل ملحوظ وخسرت الكثير من المواقع بسبب الاصطفاف في السياسة الخارجية الذي اختاره الرئيس المؤقت منصف المرزوقي. كما فشلت الحكومات المتعاقبة في تحقيق مكاسب حقيقية للمواطن تقنع الجهات الداعمة التي صفقت طويلا ل” ثورة الياسمين ” كما احتفى بها الأعلام الغربي والأوروبي تحديدا .وقد كانت حصيلة الحكومات المتعاقبة كارثية على صورة تونس خاصة فيما يتعلٌق بالإرهاب وتبييض الأموال ممٌا وضعنا في القائمات السوداء للاتحاد الأوروبي.
ورغم أن الدستور لم يمنح صلاحيات كبيرة للرئيس سواء كان الباجي أو غيره باستثناء السياسة الخارجية فقد وفق الرئيس الباجي فايد السبسي أكثر من الذي قبله في إدارة ملف السياسة الخارجية وخاصة تمثيل الدولة في المحافل الدولية مثل اجتماعات الكبار الذين يتحكٌمون في السياسة الاقتصادية في العالم أو في الزيارات التي أداها الى دول عربية وأفريقية وأوروبية.
ففي العام الجاري وخلال الأيام الأخيرة كان للباجي حضورا في مالطا وفي أثيوبيا بمناسبة القمة الافريقية وفي شرم الشيخ في القمة العربية الأوروبية (الأحد المقبل) ثم سيتنقل من مصر الى سويسرا يوم الاثنين القادم والتي يتوقٌع أن يلتقي خلالها مجموعة من الشخصيات الأوروبية البارزة خاصة أن سويسرا تمثٌل عاصمة للمنظمات الدولية .
هذا النشاط الرئاسي في الخارج تزامن أيضا مع لقاءات متكررة يقوم بها الرئيس مع شخصيات تونسية فاعلة لتأكيد أن الأحداث لم تتجاوزه وأنه مازال يملك المبادرة ومازالت لديه أوراق قبل القمة العربية وقبل مؤتمر نداء تونس وهما موعدان على غاية كبيرة من الأهمية.
فالباجي قايد السبسي نجح في استغلال الصلاحيات التي يمنحها له الدستور في تمثيل تونس في الخارج واستعادت معه الديبلوماسية التونسية حضورها وسيتوج مدته الرئاسية بعقد القمة العربية التي تعود الى تونس بعد غياب طويل وقد تشهد اصدار قرار بعودة سوريا التي ستشارك في قمة البرلمانيين العرب في الاْردن وبالتالي تكون تونس قد أعادت سوريا الى الجامعة العربية بعد أن فتحت عليها أبواب الجحيم في 2011 وكانت أوٌل بلد عربي يقطع علاقاته معها.
ومهما حقٌق الرئيس الباجي قايد السبسي من حضور دولي يبقى يعاني معضلة في الداخل اسمها “نداء تونس” الذي تحوٌل الى وجع كبير وعائق سياسي أمام الاستقرار الذي يقتضي وجود أحزاب كبرى ويتحمل الرئيس الباجي جزءا كبيرا من مسؤولية أزمة النداء الذي أسٌسه، والذي رمى بأزمته على المجتمع والدولة، فكانت الحصيلة تسببه في ارباك المشهد السياسي، وينظر جل المراقبين كيف سيخرج الرئيس من “الحيرة” التي عليها ، في العاطي مع أزمة نداء تونس خصوصا وأن نجله (حافظ قايد السبسي) طرفا رئيسيا فيها.
Comments