السعودية تحتضن اليوم قمتين صينية خليجية وصينية عربية
التونسيون- وكالات
وقعت الصين والسعودية اتفاقية شراكة استراتيجية شاملة خلال زيارة رسمية يقوم بها الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى المملكة.وأجرى الرئيس الصيني محادثات مع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في العاصمة السعودية الرياض. و بدأ اليوم الجمعة في عقد اجتماعات رسمية مع قادة خليجيين وعرب، كما ستنتظم بالمناسبة قمتين الأولى عربية صينية والثانية خليجية صينية.
وتهدف زيارة الرئيس الصيني إلى السعودية، التي بدأت أمس وتستمر على مدار ثلاثة أيام، إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين، بالإضافة إلى المنطقة ككل.وتنتقد الولايات المتحدة التحركات الصينية الرامية إلى زيادة نفوذها في المنطقة.
اتفاقيات سعودية صينية هامة
ووقع السعودية والصين مجموعة من الاتفاقيات، التي شملت مجالات من بينها الطاقة والبنية التحتية، بقيمة حوالي 30 مليار دولار، حيث تسعى الصين إلى النهوض باقتصادها الذي تضرر بفعل جائحة كوفيد، بينما تتطلع السعودية إلى تنويع تحالفاتها الاقتصادية والسياسية.
وبثت وسائل إعلام سعودية صورا للقاء بين الزعيم الصيني وولي العهد السعودي في قصر اليمامة بالرياض.
وقالت وكالة الأنباء السعودية إن الزعيمان أشرفا على توقيع اتفاقيات في مجال الطاقة تتعلق بالهيدروجين، بالإضافة إلى خطة لـ”التوفيق” بين أجندة الإصلاح الاقتصادي الطموحة في السعودية المعروفة باسم “رؤية 2030” ومبادرة الحزام والطريق الصينية التي تكلف تريليونات الدولارات، بحسب ما نقلته وكالة فرانس برس للأنباء.
وقالت وكالة الأنباء السعودية أيضاً إن الاتفاقات الموقعة تشمل مشروعا للبتروكيماويات وتطوير مشاريع إسكانية وتعليم اللغة الصينية، دون أن تقدم تفاصيل حول مضمونها أو القيمة المالية لها. والتقى الرئيس الصيني بعد ذلك بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.
تعزيز الشراكة الصينية السعودية
وكان شي جينبينغ قد قال لدى وصوله إلى السعودية أمس الأربعاء إن العلاقات الثنائية بين البلدين قد نمت “بسرعة كبيرة” منذ أن أرسى البلدان شراكة في 2016.
وبحسب وسائل إعلام صينية، فإن شي قال إن هذه الشراكة أدت “ليس فقط إلى إثراء حياة شعبي البلدين وإنما أدت أيضاً إلى تعزيز السلام والأمن والرخاء والتنمية الإقليمية”.
ويعتبر ولي العهد السعودي الصين شريكا مهما في أجندة رؤيته الشاملة “رؤية 2030″، حيث يسعى إلى مشاركة الشركات الصينية في مشاريع طموحة عملاقة تهدف إلى تنويع مصادر الدخل بعيداً عن أنواع الوقود الأحفوري.
وبحسب وكالة الأنباء السعودية، فإن وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح قال إن زيارة الرئيس الصيني “ستساهم في رفع وتيرة التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين”، بما تقدمه من “عائدات مجزية” للشركات والمستثمرين الصينيين.
قمة عربية- صينية
وبدأ قادة دول عربية الخميس بالتوافد على العاصمة السعودية الرياض، قبيل اجتماعات القمة المنتظرة مع شي جينبينغ، الذي سيعقد محادثات منفصلة مع مجلس التعاون الخليجي قبل أن يغادر الجمعة.
وتعمل الصين، التي تعتبر أكبر مستهلك للنفط السعودي، على تعزيز علاقاتها في المنطقة، التي اعتمدت منذ أمد بعيد على الولايات المتحدة في توفير الحماية العسكرية لها، لكنها أعربت عن مخاوف من تخفيض مستوى الوجود الأمريكي فيها.
وقد وصل إلى السعودية الخميس كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، بحسب وزارة الخارجية السعودية.
كما وصل أيضا كل من الرئيس التونسي قيس سعيد وريس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ورئيس الوزراء المغربي عزيز أخنوش والقائم بأعمال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، وفقا لما نقلته وكالة “فرانس برس”.
ونقلت الوكالة عن وزارة الخارجية الصينية قولها إن زيارة شي جينبينغ “النشاط الدبلوماسي الأوسع نطاقا بين الصين والعالم العربي” منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية.
ولكن النشاط لم يغب عن الإدارة الأمريكية التي حذرت من “النفوذ الذي تسعى الصين إلى زيادته حول العالم”.
وكانت واشنطن تعتبر منذ زمن بعيد شريكا وثيقا للرياض، لكن العلاقة بينهما تعكر صفوها بفعل الخلافات حول سياسة الطاقة والضمانات الأمنية الأمريكية وحقوق الإنسان في السعودية.
Comments