الغنوشي: خاشقجي بوعزيزي جديد .. التلميح ل "ربيع خليجي"
كتب: منذر بالضيافي
في خطوة غير متوقعة، شبه رئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، في خطاب أمام أنصاره ومناضلي حزبه، أمس السبت 27 أكتوبر 2018، تداعيات حادثة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، بمقر قنصلية بلاده في إسطنبول بمناخات حادثة إقدام الشاب التونسي محمد البوعزيزي على إحراق نفسه في ديسمبر 2010، والتي كانت وراء شرارة اندلاع الثورة ضد نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، وبداية شرارة ما سمي لاحقا ب”الربيع العربي”، الذي ما زالت تداعياته مستمرة في المنطقة العربية، من المحيط الى الخليج.
وقال رئيس حركة النهضة، في خطاب بمناسبة الندوة السنوية الثانية لحزبه: “تنعقد ندوتنا في مناخات تشبه في أوجه كثيرة المناخات التي فجرها المشهد التراجيدي؛ مشهد احتراق البوعزيزي، وما فجره في العالم من تعاطف ونقمة على الظروف التي قذفت به إلى ذلك”.
وتابع الغنوشي قائلا: “هذه الحادثة (مقتل خاشقجي) أيقظت الضمير الإنساني من سباته، من خلال رفض منطق المصالح السائد بين الدول والإصرار على الوصول إلى الحقيقة كاملة”.
واعتبر أن جريمة قتل خاشقجي “كشفت مدى قوة الاعلام والقيم الإنسانية أمام ضعف الدول والمصالح، والضمير الإنساني تحرك معززا بقوة الإعلام الحديث، بما خلق حالة انفلات وزلزلة وضغط على الحكومات لتخرج الحقيقة إلى النور”..
وكانت حركة “النهضة”، قد أصدرت بيان حول الحادثة، بعد صمت تجاوز الثلاثة أسابيع، وبعد أن خطب الرئيس التركي أردوغان، الثلاثاء الفارط، وقد أدانت حركة النهضة في بيانها اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، ووصفت ما حدث بـ”الجريمة البشعة التي تتنافى مع قيم الاسلام في حماية الأنفس البشرية وصيانة الأعراض، وتتصادم مع القوانين والأعراف الدولية”.
وذكرت الحركة في بيان أصدرته اليوم الثلاثاء 23 أكتوبر 2018، بأنها تضمّ صوتها الى كل الداعين الى كشف ملابسات الجريمة ومحاسبة مقترفيها ومدبريها واحالتهم الى العدالة. واعتبرت الحركة ما حصل بكونه عملية ”اغتيال مدبرة بمقر القنصلية السعودية باسطنبول، وهي جريمة وحشيّة هزّت الرأي العام العربي والعالمي على امتداد الأسابيع الماضية”.
موقف الحركة الجديد، وعلى لسان رئيسها راشد الغنوشي، أعاد للأذهاب تصريح سابق له، أيام قليلة بعد هروب الرئيس بن علي، ونجاح الثورة التونسية، أشار فيه الى أن الربيع التونسي سوف يمتد لكل المنطقة، بما في ذلك مماليك وامارات الخليج العربي، قبل أن يعود عن تصريحه، الذي أغضب المملكة السعودية. ويتوقع أن يلاقي تصريحه الجديد “اصداء سلبية” في العواصم الخليجية، خاصة الرياض وأبو ظبي، التي تربطها علاقات متوترة بالتنظيمات الاسلامية خاصة ذات المرجعية الاخوانية، مثل حركة “النهضة”، التي تعبر بدورها أن كل من الرياض وأبو ظبي يتأمرون عليها، وفق تصريحات متطابقة ومعلومة لقادة “النهضة” التونسية”.
يعتبر موقف راشد الغنوشي، من أن قتل خاشقجي ستكون له تداعيات على استقرار الأوضاع في ممالك وامارات الخليج وخاصة السعودية، تصعيدا من حركته واصطفافا وراء الحركات الاسلامية والمحور التركي – القطري المتحالفة معه، وهو الذي توقع تداعيات مشابهة لتلك التي أحدثها اقدام البوعزيزي على حرق نفسه، احتجاجا على الأوضاع في تونس أنذاك، تلك العملية التي تحولت لثورة أنهت حكم الرئيس الأسبق، بن علي، الذي اختار الهروب للسعودية، اين يقيم الى حد الأن.
كما أن تصريح الغنوشي، قطعا سوف يحرج السلطات التونسية، خصوصا وأن الدبلوماسية التونسية تربطها علاقات “طيبة” بالنظام السعودي، التي وان أدانت حادثة الاغتيال فانها في المقابل نبهت لضرورة عدم استغلال ما حصل لضرب استقرار المملكة.
فقد أكد وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي، في تصريح اعلامي، على ادانة تونس لعملية قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده باسطمبول في تركيا.
و عبر الوزير عن ترحيبه « بقرار السلطات السعودية فتح تحيق معمق في الحادثة وبتعهدها بمحاسبة المتورطين فيها”. و شدد الجهيناوي على ”ضرورة عدم استغلال القضية لاستهداف استقرار المملكة”، وفق قوله.
Comments