منذر بالضيافي
وفق بيان صادر عن حركة النهضة، فان راشد الغنوشي، التقى رئيس الحكومة يوسف الشاهد، مساء أمس الأربعاء 1 ماي 2019 ، أي بعد خطاب هذا الأخير في اختتام مؤتمر حزب “تحيا تونس”، الذي ظهر فيه الشاهد كزعيم سياسي للحزب الجديد أكثر منه رئيس للحكومة، كما توجه فيه برسائل ‘غير ودية” لأكثر من عنوان، أهمها لشريكه وداعمته في الحكومة ، حركة “النهضة”، ولعل هذا ما سرع باللقاء بين الغنوشي والشاهد، وفق ما أكدته قيادات في الحركة لموقع “التونسيون”.
لقاء الغنوشي بالشاهد، اعتبره بيان النهضة” يندرج “في إطار المشاورات وتبادل وجهات النظر”،  وبحسب البيان فان اللقاء “قد تناول مختلف المشاغل الوطنية وما تقتضيه من ضرورة تظافر جهود مختلف الأطراف للتخفيف من حدتها وسعي الحكومة إلى توفير كل المناخات المناسبة من أجل استقرار الأوضاع الاجتماعية وحسن الاستعداد لكل الاستحقاقات الوطنية كما تناول اللقاء التطورات الإقليمية بالمنطقة”.
في خطاب الأمس، حاول الشاهد التمايز ووضع مسافة مع شريكه الرئيسي في الحكم، حركة “النهضة”، بما جعل البعض يفهم مما قال على أنه تمهيد لفك الارتباط بين الطرفين، عشية استحقاق انتخابي تشريعي ورئاسي هام، ربما يفرض على الشاهد والحزب الجديد الداعم له، اعادة مراجعة العلاقة بالإسلاميين، سواء لأغراض انتخابية اكسب ود الناخبين المعترضين على الشراكة مع النهضة،  أو حتى لدواعي استراتيجية في علاقة بالضغوطات التي يتعرض لها تيار الاسلام السياسي في المنطقة وفي العالم، خصوصا بعد تلويح الادارة الأمريكية، بإمكانية تصنيف “الاخوان المسلمين”، كجماعة ارهابية وما سيكون له من تداعيات سلبية، على كل جماعات الاسلام السياسي في المنطقة، ربما ستجعلهم في تونس تحت طائلة الضغط وأيضا “الابتزاز”.
في هذا السياق، لم يفت الشاهد في خطابه الحزبي والانتخابي، التلويح بأنه في تمايز بل وفي تباين مع الرؤية الفكرية والمجتمعية لحركة النهضة، اذ تحدّث وقدم نفسه وحزبه كما لو أنهما ورثة التركة البورقيبية، كما أنها رسالة أو محاولة لاستقطاب الدساترة والتجمعيين، الذين كانوا حاضرين ومن مختلف الأجيال والخلفيات أمس الأربعاء في ملعب رادس، في اختتام فعاليات المؤتمر الأول للحزب الجديد، خصوصا بعد تصاعد وتمدد تأثير الحزب الدستوري بقيادة التجمعية عبير موسي، هذا الحزب الذي أصبح يزعج الشاهد وخزبه، اذ أنه منافس جدي على خزان انتخابي مهم.