الفخفاخ في “جلباب” رئيس حكومة
خديجة زروق
لم يخيب رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ، الليلة ظن التونسيين و التونسيات، الذين اختاروا متابعة الحوار التلفزي الذي أجراه ليلة الخميس 2 أفريل 2020.
قطع الفخفاخ في أول حوار تلفزي يجريه منذ دخوله القصبة ، مع أسلوب الحوارات التي لم تكن تخلو من إعداد مسبق و من شيء من إستعراض القوة ، التي تميز بها سلفه يوسف الشاهد ، و هو ما يعني أن إمكانية إعادة بناء جسور الثقة و التواصل بين رئاسة الحكومة و الرأي العام ، قد أصبحت ممكنة.
في مستوى الشكل أيضا ، كان إلياس الفخفاخ واثقا من نفسه و من معلوماته دون تعال، قد يبعده عن المتلقين و هو ما جعل رسائله تصل بوضوح للمتابعين.
ما يحسب للفخفاخ في اطلالته التلفزي الأخيرة أنه كان مطمئنا دون أن يصل إلى حد المغالطة و بيع الوهم، إذ أكد أن المعركة ضد الكورونا ليست نزهة رائقة ، بل هي حرب حقيقية تستدعي جهدا كبيرا، و عملية مراجعة متواصلة للاجراءات .
كان إلياس الفخفاخ مطمئنا أيضا حين أكد أن الحكومة ستوسع من الإجراءات الهادفة للاحاطة بالفئات الضعيفة و الهشة، و أن مواجهة الكورونا ليست مجال توظيف سياسي، بل تعود مسألة إتخاذ القرار فيها إلى ما تقرره لجنة علمية، و من الأهم الإعتماد على العلم.
كما أشار إلياس الفخفاخ دون أن يغرق في منطق السجال السياسي، إلى التفويض الذي سيمنحه مجلس نواب الشعب للحكومة، و هو تفويض جاء دون ما طلبته الحكومة، و لكنه سيساهم في منح فاعلية أكبر لأداء الحكومة.
و حاول إلياس الفخفاخ طمأنة رجال الأعمال من خلال التأكيد على أن القانون هو الفيصل، و أنه “لا وجود لمن فوق رأسه ريشة” ، و لكنه لم يذهب بالطمانة إلى مداها ، في ظل تسريبات عن مصادرات قادمة وان نفاها، فانه أبقى على المخاوف التي اثارتها كلمة رئيس الجمهورية قيس سعيد أمام مجلس الأمن القومي .
الحديث عن قيس سعيد يفرض بكل تأكيد مقارنة تفرض نفسها ، بين الأداء الاتصالي ل”الرئيسين” ما داما قد ظهرا تواليا في حيز زمني متقارب، و هنا يبدو أن إلياس الفخفاخ قد كان أكثر توفيقا، إذ استعمل اللهجة الدارجة التي يفهمها الجميع ، و قطع دون ضجيج الحبل السري الذي يريد الكثيرون إقامته و استمراره بينه وبين قيس سعيد ، إذ ظهر لأول مرة في هيئة رئيس حكومة، و ترك خلفه صورة الوزير الأول، في انتظار مزيد التأكيد.
نقطة تحتاج للمراجعة و هي طول الحوار لأن ذلك يفقد قدرة المتابعين على الإهتمام و قد يفقد الحوار جانبا من تأثيره
Comments