القروي من السجن: المعركة بين محور "اسلامي – محافظ" واخر "حداثي – ليبرالي"
خديجة زروق
يثير تواصل وجود نبيل القروي في السجن، اهتمام الاعلام المحلي والدولي، وكذلك المتابعين للشأن التونسي اذ لاحضنا وجود انقسام كبير داخل المجتمع والنخب حول الموقف من الرجل، فضلا عن كون وجوده في السجن يطرح تساؤلات حول مالات الانتقال الديمقراطي، خصوصا بعد مرور القروي الى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية، وتواصل تصدر حزبه “قلب تونس”، نوايا التصويت في الانتخابات التشريعية، ليوم 6 أكتوبر القادم.
في هذا السياق، وبرغم رفض السلطات القضائية الافراج عن القروي، فقد تصاعدت الأصوات، والمطالب الداعية لتمكينه من القيام بحملته، بما يسمح بمنافسة عادلة مع المرشح الرئاسي للدور الثاني قيس سعيد، تتساوى فيها الفرص أمام المرشحين، والا فانه لا معنى لانتظار نتائج الدور الثاني، الذي لو حصل ومثلما عليه الأوضاع الان، فانه سيكون محل انتقاد وتشكيك، ومن شأنه أن يمس من شرعية العملية الانتخابية، وما له من تداعيات سلبية على الأوضاع العامة، وعلى مسار الانتقال السياسي برمته، من هنا نلاحظ أن وجود القروي في سجن وضع المشهد السياسي والانتخابي في “مأزق”، لا يعرف جل المتابعين كيف سيتم الخروج منه.
استمرار سجن القروي كان أيضا محل شركاء تونس و في هذا الاطار نقل موقع “ليدرز عربي” أن قد “عدد من البلدان الصديقة لتونس قاموا بإبلاغ رسالة للسلطات التونسية بطريقة غير رسمية مفادها أنّ ما يثير عميق تخوّفها بقاء المترشّح للانتخابات الرئاسية نبيل القروي رهن الإيقاف بعد أن حرم من مبدإ تساوي الحظوظ بين كلّ المترشّحين. كما تمّ التأكيد أنّ بقاء نبيل القروي موقوفا بعد صعوده إلى الدور الثاني للانتخابات من شأنه أن يتسبّب في احتجاجات قوية تسيء لصورة تونس ولنزاهة الاقتراع. وقد أُخذت في الاعتبار هذه الرسالة التي تعكس شعورا سائدا في تونس دون أن تفضي إلى نتيجة إلى حدّ الآن”.
للاشارة فان تواجد القروي في السجن وحرمانه من القيام بحملة انتخابية في الدور الأول من الرئاسيات قد أثر على نتائجه مثلما أشار الى ذلك القيادي في حزب نبيل القروي (قلب تونس) الصادق جبنون، الذي قال” أن ايقاف مرشحهم للانتخابات الرئاسية نبيل القروي تسبب في تراجعه في استطلاعات الرأي بحوالي 10 نقاط بمعدل نقطة كل يوم منذ ايقافه .
وأكد جبنون خلال حضوره مساء أمس الأربعاء 18 سبتمبر 2019 في قناة “الحوار التونسي” أن إيقاف القروي هو ضرب لمبدإ تكافئ الفرص بين المترشحيين للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية التي ترشح لها كل من قيس سعيّد ونبيل القروي.
في أول حوار للمترشح القروي – من وراء قضبان سجن المرناقية – مع مجلة “لوبوان” الفرنسية ( الاربعاء 18 سبتمبر 2019) أعلن القروي التحدّي، مشيرا الى أن المعركة “ستكون معركة الحسم”، متابعا “قيس سعيد إسلامي وأنا حداثي”، واتهم جهات بأنها تسعى ” لإبقائه خلف القضبان”، وفق تعبيره.
كما وصف المرشح الفائز في الدور الأول للانتخابات الرئاسية التونسية نبيل القروي منافسه المستقل قيس سعيد بالإسلامي المحافظ ، موجها سهامه نحو النهضة والمرشح عن حزب “تحيا تونس” يوسف الشاهد.
وقال نبيل القروي الموقوف في سجن المرناقية في حوار أجرته معه مجلة “lepoint” الفرنسية أمس الأربعاء: “ستكون المعركة حاسمة بين محور إسلامي محافظ يمثله قيس سعيد والنهضة من جهة، ومحور حداثي اجتماعي ليبرالي أمثله أنا وحزب قلب تونس، وعلى كل ناخب أن يختار معسكره”.
وأضاف: “كان مشروعنا دائما شاملا، رئاسي وتشريعي، حتى تكون لنا القدرة والمدى لإصلاح البلاد وتغييرها بشكل فعال” ، متابعا: “تصوروا قيس سعيد وقد فاز وأصبح رئيسا للجمهورية دون أغلبية داعمة له في البرلمان فأي برنامج يمكنه تطبيقه؟”.
واشار القروي إلى أن المترشح للانتخابات الرئاسية عن حزب “تحيا تونس” يوسف الشاهد سعى لوضعه خلف القضبان، ظنا منه أنه بإقصائه سينفتح أمامه الباب للدور الثاني.
وتابع: “سيبذل الإسلاميون في النهضة كل شيء لإبقائي خلف القضبان حتى السادس من أكتوبر، موعد الانتخابات التشريعية (الدور الثاني الحاسم). يعتقدون أنهم سينجحون من خلال إبعادي”.
واعتبر المرشح الرئاسي المسجون أنه بات، رغم عدم تمكنه من القيام بحملته الانتخابية، ورغم ما تعرض له أعضاء فريق حملته، بات يمثل وزنا انتخابيا وسياسيا وحقيقة قائمة في تونس، متسائلا عن معنى الدور الثاني من الانتخابات إذا لم يتم الإفراج عنه. كما أكد على ان استمرار سجنه سيجعل من الانتخابات “مسرحية تنكرية ديمقراطية”، وفق تعبيره.
وقال القروي إنه في حال فاز بالانتخابات: “سأكون رئيس القرارات الشجاعة، وليس رئيس الإجماع الرخو، كما سأحارب الإرهاب وأعزز الأمن، وأدفع بتونس نحو الاندماج في محيطها الجهوي والمغاربي والمتوسطي”.
Comments