القيادي السابق في الحركة الاسلامية محمد الحبيب الأسود: "النهضة شريك سياسي غير مرغوب فيه"
في تدوينة له على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” كتب القيادي السابق في الحركة الاسلامي ( الاتجاه الاسلامي سابقا وحركة النهضة حاليا) محمد الحبيب الأسود تساءل : لماذا يستعجلون الحسم في “حركة النهضة”؟، مشيرا الى أن “
قادة “النهضة” وإلى حد الآن، لم ينفعهم التحوّل الذي أعلنوه في مؤتمرهم العاشر.“، متابعا بأن “حركة النهضة” شريك سياسي له ثقله، ولكنه شريك سياسي غير مرغوب فيه”.
في ما يلي نص التدوينة:
“حراك محموم تزداد وتيرته يوما بعد يوم من أجل إقصاء “حركة النهضة” من المشهد السياسي قبل الاستحقاقات الانتخابية القادمة، هذا الحراك الذي يتسم هذه المرة بالتصميم وحدة الخطاب الإقصائي، لا يمكن أن يكون اعتباطيا أو بريء المقاصد، فهو يتنزل في المشهد السياسي الذي تحيكه بعناية أطراف تعرف جيّدا ماذا تصنع، حين تعمل على تضخيم دور قيادة “النهضة”، وتحميلها مسؤولية أي انتكاس في الحوارات السياسية أو الإجتماعية، وتسليط الأضواء إعلاميا على نشاطاتها، واتهامها بامتلاك جهاز تنظيمي سري، وإعطائها حجما يوهم وكأن “النهضة” هي الحاكم في البلاد، وتتغلغل بسرعة في مفاصل الدولة.
و إن كانت حركة “النهضة” تتمتع بقاعدة أتباع وانتماء عاطفي لا يتغير بتغيّر بوصلة قيادة الحركة سياسيا أو عقائديا أو أخلاقيا، إلا أنها تفتقد للنخبة الفاعلة ولرجال الدولة الذين يصنعون المصداقية والثقل والقوة (على حد تعبير السيد راشد)… قادة “النهضة” وإلى حد الآن، لم ينفعهم التحوّل الذي أعلنوه في مؤتمرهم العاشر، حين أسقطوا إنتماءهم للإسلام السياسي، واستبدلوه بعنوان باهت ليس له مضمون “الإسلام الديمقراطي” والتصالح مع الدولة، وبقيت الصورة النمطية التي يراهم فيها خصومهم لم تتغير.
وإن كانوا قد سعوا بتحولاتهم، اتقاء الإقصاء، والظهور في مظهر أهلية الشريك السياسي، إلا أن وزر إنتمائهم للماضي (الإخواني) أثقل من الحداثة والتجديد، وهو المحدّد الأساسي وإلى اليوم لموقف الخصوم، وكذا موقف النافذين في العالم.
اليوم وبعد أن سقط مشروع تقسيم سوريا، وبسط الجيش السوري سيادته على أغلب الأرض السورية، وتدعّمت مكانة الرئيس بشار الأسد، ودخلت المسألة السورية إلى قاعة المفاوضات السورية – سورية من أجل إعداد دستور جديد يُتوّج بانتخابات قد أبدى المتدخلون الدوليون على الأرض السورية استعدادا لتأييدها، والقبول بنتائجها حتى قبل وقوعها، بل بدأ الحديث على الصعيد الدولي والإقليمي والعربي بقبول بشار الأسد كرئيس منتخب لسوريا، وتسارعت أطراف عربية وغير عربية لإعادة جسور التواصل مع نظام دمشق، إضافة إلى ما جرى في مصر، وما يجري اليوم في السودان، وتطورات المشهد العسكري والسياسي في ليبيا.
تسلسل هذه الأحداث وتسارعها بما يعطي انطباعا بأن الإخوان المسلمين قد خسروا كل معاركهم من أجل الحكم في مصر وليبيا، وكل معاركهم من أجل إسقاط نظام البعث في سوريا، جعل خصوم “حركة النهضة” في تونس وبدعم مخابراتي أجنبي يستعجلون الحسم في “إخوان تونس”، على خلفية الموقف الدولي الذي ما فتئ يتطور في غير مصلحة الحركات ذات الأصول الإخوانية، حتى وإن رأوا في “حركة النهضة” شريكا سياسيا له ثقله، ولكنه شريك سياسي غير مرغوب فيه”.
Comments