القيادي بحركة "نداء تونس" عبد الرؤوف الخماسي ل"التونسيون ": " الشاهد انهى توافقنا مع حركة النهضة"
حاوره: هشام الحاجي
تعددت الادوار التي لعبها عبد الرؤوف الخماسي داخل حركة “نداء تونس ” و هو ما يجعل الحوار معه احد اهم المداخل لالتقاط اشارات حول ما تعيشه هذه الحركة و حول مستقبلها ..
الحدث اليوم، هو احتجاج عدد من المنتمين لحركة “نداء تونس” على الاندماج الحاصل مؤخرا مع الاتحاد الوطني الحر .. ما هو تعليقك ؟
** كل ممارسة للعنف هي ممارسة معادية للعمل السياسي، و تمثل استهدافا للتحول الديمقراطي، و للمرحلة الدقيقة التي تعيشها تونس . و هذه العملية لا علاقة لها بالعمل السياسي، و نعرف جيدا من يقف وراءها، و بالتالي لن ننخرط في الرد عليها سياسيا، و نعتبر ان الحكومة مدعوة لحماية الامن العام لان المساس بمقرات الاحزاب يشجع على العنف و الفوضى .
و استيعاب النداء للاتحاد الوطني الحر يعتبر مكسبا للحركة الديمقراطية و الوسطية و تقبلها ابناء الحركة بارتياح و هذا هو المهم بالنسبة لنا و لا نملك الا ان نقول لمن كان المحرض علي ما حصل اليوم أمام المقر المركزي للحزب انه لم ينجح في مسعاه.
لعبت دورا كبيرا في مسار التوافق بين حركة “نداء تونس” و حركة “النهضة” ….كيف تنظر الان لقرار حركتكم وضع حد لهذا التوافق ؟
** ليس التوافق مع حركة النهضة اختيار شخص او مجموعة بل هو وليد قراءة استراتيجية تبناها الرئيس-المؤسس من اجل تجنيب تونس دوامة العنف و الاقتتال التي عرفتها بقية بلدان الربيع العربي . و من هذا المنطلق تمسكنا بالتوافق و دفعنا في مستوى حركة “نداء تونس” ثمنا لذلك.
و قد تفاعلت معنا حركة النهضة ايجابيا الى ان تمسكت بشدة بيوسف الشاهد رئيسا للحكومة و هو ما يمثل استهدافا للأسس التي قام عليها التوافق لان حركة “نداء تونس” هي التي رشحت يوسف الشاهد لرئاسة الحكومة و ليس معقولا او مقبولا ان تسانده الحركة التي نتوافق معها حين طالبنا لأسباب موضوعية بتغييره .
ان حركة النهضة هي التي استهدفت التوافق و اصابته بأزمة و هي التي فرضت علينا هذا الموقف الذي لن نتراجع عنه الا متى راجعت حركة النهضة موقفها من يوسف الشاهد .
بعض المحللين يعتبر ان حركة “نداء تونس” تريد خوض الانتخابات الرئاسية و التشريعية القادمة بنفس المنطق الذي خاضت به انتخابات 2014 من خلال التعبئة ضد حركة النهضة و الدعوة للتصويت المفيد . فما هو رايك؟
** نحن نحترم الناخبين و ذكاءهم و هو ما يجعلنا ندرك ان الظرف يختلف و ان ما صلح في مستوى المقاربة الانتخابية في 2014 لن يكون صالحا و مجديا في 2019 . و نحن لا تحركنا حاليا رؤية انتخابية ولم يحن وقتها بعد بل تقودنا الرغبة في ان تتجاوز بلادنا الوضعية الحرجة التي تمر بها حاليا و ما هو مؤكد اننا سنخوض الانتخابات الرئاسية و التشريعية بخطاب جديد و بقدرة على ان ندافع على حصيلة ما قمنا به و شجاعة على الاعتراف بمواطن النقص و التقصير و ببرنامج يمكننا من تلافيها و من تجاوز مواطن العطالة و اضاعة الوقت.
بحكم متابعتك عن قرب للحياة السياسية في المانيا و مسؤولياتك صلب “نداء تونس” عن التونسيين بالخارج كيف تنظر لمستقبل المهاجرين التونسيين ؟
** لست مرتاحا لتنامي صعود النزعات اليمينية و المتطرفة باوروبا خاصة و ان هذه التيارات تتقدم حاليا انتخابيا و اذا كان الاعلام يركز على تنامي التطرف في المجتمعات العربية فان المجتمعات الاوروبية تعيش نفس الظاهرة و هذه التيارات تمثل تهديدا مباشرا للمهاجرين و هو ما يدعو الى مضاعفة الجهد في الاحاطة بالتونسيين بالخارج من اجل طمأنتهم من ناحية و الابقاء على صلتهم بتونس من ناحية اخرى خاصة و ان نوعية المهاجرين قد تغيرت و تجاوزنا اجيال الهجرة الاولى و هو ما قد يضعف الصلة بالوطن . و لا بد من عمل كبير في هذا الجانب.
كنت قريبا من اجواء القمة الالمانية -الافريقية التي احتضنتها مطلع هذا الاسبوع العاصمة الالمانية برلين . ما هو رايك حول ما افرزته هذه القمة ؟
** هذه القمة مهمة خاصة من حيث التزام المانيا بالاستثمار اكثر في افريقيا و ربط ذلك بالتصدي للفساد و هو ما سيفيد الدول الافريقية . و القمة كانت مفيدة بشكل واضخ لتونس اذ استطاع الرئيس الباجي قائد السبسي الحصول على هبة مالية مهمة لتونس في هذا الظرف علاوة على رسكلة قسط من قروضها علاوة على ان هذه القمة ابرزت المكانة المتميزة التي يحظى بها رئيس الدولة اذ وقعت استشارته في عدة مسائل تتصل بالعلاقات الاوروبية- الافريقية و هو يمثل دليل ثقة و يمنح بلادنا ورقة مهمة حتى تكون مكونا اساسيا من مكونات العلاقات الافريقية –الاوروبية.
Comments