المتحف الوطني بباردو: افتتاح معرض “صلامبو من فلوبار إلى قرطاج”
تونس- (وات)– استقبل المتحف الوطني بباردو مساء اليوم الاثنين، فعاليات افتتاح معرض “صلامبو من فلوبار إلى قرطاج” الذي ينظمه المعهد الوطني للتراث بالشراكة مع وكالة احياء التراث والتنمية الثقافية والمعهد الفرنسي بتونس. ويفتح المعرض أبوابه رسميا يوم غد الثلاثاء 24 سبتمبر ليتواصل إلى غاية يوم 12 جانفي 2022.
وسجل حفل افتتاح هذا المعرض حضور عدد من ممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدة في تونس الذين قاموا بجولة بين أروقته من بينهم سفيرة فرنسا بتونس “آن جيجين” و مديرة المعهد الفرنسي Eva Nguyen Binh قد تضمنت الجولة تقديما مفصلا لمختلف مكونات المعرض.
وفي تقديمه لهذه التظاهرة الثقافية لوكالة تونس إفريقيا للأنباء صرح طارق البكوش، مدير المعهد الوطني للتراث، أن تونس ستكون المحطة الختامية لهذا المعرض المتنقل الذي ينتظم بمناسبة مرور مائتي سنة على ميلاد فلوبار، وقُدم في المرة الأولى بمتحف الفنون الجميلة في روان سنة 2021، ثم في متحف حضارات أوروبا والبحر الأبيض المتوسط بمرسيليا سنة 2022 وقد شاركت تونس في المناسبتين من خلال قطع أثرية من قرطاج، مشيرا إلى أن المعرض تونسي التصميم حيث أشرفت على تصميمه مامية تقتق.
أما سفيرة فرنسا بتونس فقد أثنت في كلمتها على التعاون الثقافي التونسي الفرنسي مذكرة بعدد من المشاريع الثقافية التي تنجزها هياكل وزارة الشؤون الثقافية بالشراكة مع المعهد الفرنسي بتونس.
ويضم المعرض مجموعة من الأعمال الفنية والأثرية بين منحوتات ولوحات ومخطوطات وفرتها المؤسسات الوطنية الشريكة ومجموعة المتاحف الكبرى ب”روان نورماندي” ومتحف حضارات أوروبا والبحر الأبيض المتوسط، إضافة إلى أعمال فنية لأربعة فنانين معاصرين تونسيين وهم رجاء المهداوي وحاتم المكي و ياسمين بن خليل ونعيم السويسي.
ويرتبط المعرض فكرة وتصميما برواية “صالامبو” لغوستاف فلوبار التي صدرت في سنة 1862حيث يعيد تجسيدها من خلال فلسفة كاملة تقوم على تقسيم الأروقة حسب السياقات الزمنية المرتبطة بعمل فلوبار الأدبي فيجد الزائر نفسه أمام قصة ترويها عناوين الأروقة ومحتوياتها. ويبدأ المتابع للمعرض زيارته مع “قرطاج قبل فلوبار” وهو رواق يحتوي على أعمال أثرية فنية وتأريخية لسياق إعداد رواية صلامبو وما قبل زيارة فلوبار لتونس في سنة 1858 من بحث وتمحيص في التاريخ. وتتواصل رحلة اكتشاف المعرض أمام رواق يحمل عنوان “فلوبار وقرطاج” الذي ينقسم بدوره إلى مجموعة عناصر من ضمنها “صلامبو المجسدة” و”صلامبو على الركح”، وخصص الجزء الأخير من من المعرض للديانة البونية.
وحول الفلسفة العامة لهذا النشاط، أشارت أمينة المعرض Myriame Morel-Deledalle في تصريح ل”وات” أنه يقوم على ثلاث مراحل إذ ينطلق من السياق التاريخي والبحثي الذي سبق كتابة “صلامبو” إلى حدود زيارة فلوبار لتونس والجزائر. أما المرحلة الثانية فتشمل الانتاجات الفنية التي استُلهمت من رواية فلوبار، مذكرة بأن هذه الأعمال أُنجزت بعد وفاته لأنه كان يرفض اعتماد روايته في أي إنتاج فكري أو فني. أما المرحلة الأخيرة من المعرض فخصصت لقرطاج من خلال الآثار. كما نوهت في تصريحها إلى أن المعرض أعد في توقيت قياسي حيث بدأ العمل عليه في شهر مارس 2024 في حين أن إعداد مثل هذه المعارض عادة يتطلب ثلاث سنوات أو أكثر.
ومن الجانب التونسي أفاد أمين المعرض، عماد بن جربانية، في تصريح ل”وات”، أن فكرة التنظيم تقوم على إعادة إحياء قرطاج وتاريخها انطلاقا من رواية فلوبار. إذ يتضمن مجموعة من المنتجات الفنية التي جاءت بعد فلوبار وتجسد الشخصيات التي أثارها في روايته أو من خلال التحف الأثرية التي اكتشفت بعد وفاته.
وأشار في تصريحه إلى أن الرواية منطلقها “حرب المرتزقة” التي شهدتها قرطاج، مع مزجها بالعديد من الملامح الثقافية على غرار الأسطورة والمعتقدات والممارسات الدينية للقرطاجيين، ويجسد المعرض ذلك من خلال التحف الفنية والأثرية على غرار درع قصور الساف الذي يمكن أن يكون درع محارب في حرب المرتزقة و أيضا التمثال الذي يرمز للمحارب القرطاجي و حفرية الفيل الذي كان أداة حربية قرطاجية، إضافة إلى التحف المعروضة في القاعة البونية التي تجسد البعد الديني للرواية على غرار النصب النذرية ونصب الإله بعل حامون والآلهة تانيت والنقائش التي تتحدث عن الديانة القرطاجية والتي تهدف إلى دفع الزائر للغوص في عالم الرواية وتاريخ قرطاج.
وللإشارة فإن معرض “صلامبو من فلوبار إلى قرطاج” سيكون مشفوعا بالعديد من الأنشطة الثقافية التي تراوح بين الكتابة والموسيقى وغيرها من الفنون
Comments