الجديد

المسرحية التونسية “حاجة… أخرى” تحصد ثلاث جوائز في اختتام الأيام المسرحية العربية بسطيف (الجزائر)

التونسيون- (وات) –

تحصلت المسرحية التونسية “حاجة… أخرى” للمخرج محمد كواص على ثلاث جوائز في اختتام النسخة الثانية من الأيام المسرحية العربية التي انتظمت بمدينة سطيف الجزائرية من 14 إلى 18 فيفري الجاري.

وحصدت “حاجة… أخرى” جوائز “أفضل إخراج” و”أفضل سينوغرافيا” وكذلك “أفضل ممثل” التي فاز بها يحيى الفايدي مناصفة مع الممثل العراقي جاسم محمد عن دوره في مسرحية “عزرائيل”.

وكانت مسرحية “حاجة… أخرى” تنافست على جوائز النسخة الثانية من هذا المهرجان مع المسرحيتين الجزائريتين “اللعبة” و”حلاق إشبيليا” و”الغريب النقيب” (سلطنة عمان) و”بأم عيني” (فلسطين) و”عزرائيل” (العراق).

وتكونت لجنة تحكيم المسابقة المؤلف المسرحي الجزائري أحمد رزاق (رئيس اللجنة) والأعضاء المخرج المسرحي عامر حامد من العراق والمخرج المسرحي حافظ خليفة من تونس والكاتبة المسرحية صفاء البيلي من مصر والممثلة المسرحية سميرة صحراوي من الجزائر.

وكانت مسرحية “حاجة… أخرى” فازت بجائزة العمل المتكامل في اختتام الدورة التأسيسية من المهرجان الوطني للمسرح التونسي (من 7 الى 14 نوفمبر 2023)، وهي مسرحية عن نص وإخراج لمحمد كواص وأداء يحيى الفايدي وأصالة كواص.

ويدوم العرض 60 دقيقة وتدور أحداثه حول “مان” و”كان” شخصيّتان تُنْسَيانِ خارج المحلّ “البوتيك” مِنْ قِبَلِ صاحب المحلّ . يَتَتَبَّعانِهِ في ليلته قبل السّفر. رحلةٌ يكتشف الجمهور معها المدينةَ ليلًا في فضاءاتٍ مختلفةٍ. وباختلافِ الفضاءِ تختلف معهم رؤية المتفرج للمدينةِ، للمواطنِ، ولوضع البلادِ و تناقضاتِها… لتنتهي الرحلة بعودتِهِما إلى المحلِّ دون التفكيرِ في الخروجِ مجدّدًا.

والطريف في هذا العمل أن الشخصيّتيْن في المسرحية هما تمثالان لعرض الملابس على واجهة محلّ، شخصيتان جامدتان يطغى عليهما السكون والعدم، لكن المخرج محمد كواص بعث في شخصيتيْ عمله روحا جديدة لتحيى، فبدأت أجسادهما تنبض حركة متخذة منحًى تصاعديّا فتبدآن في تعلّم اللغة وهي إحدى الخصائص المميّزة للإنسان وبها تتحقق إنسانيته، وبهذا المشهد استهلّت المسرحية لتبدأ معها المسيرة الإنسانية في الحياة.

والعمل المسرحي “حاجة… أخرى” هو فعلا “حاجة أخرى”، بالمصطلح التونسي، فهذه المسرحية تُميّزها كتابة ركحية جديدة متمرّدة على المألوف، ويمكن اعتبارها تجربة تبحث عن كتابات ركحية جديدة غير مستهلكة من حيث الاختيار الجمالي سواء في اللعب الدرامي للممثليْن يحيى الفايدي وأصالة كواص أو من حيث بساطة الديكور المتمثل في إطارات من الخشب طوّعها المخرج في الانتقال السلس من مكان إلى آخر وهي أماكن عديدة منها واجهة المحل والمصعد الكهربائي والمستشفى والمطار وغيرها، ثم ليخطّ المخرج من خلالها حكاية ذات أبعاد عميقة في المحتوى رغم بساطتها في الشكل ويثير عديد القضايا المركزية ذات الصلة بالمجتمع التونسي وحتى العربي.

وتميّز أسلوب العمل المسرحي، بالحضور اللافت للممثليْن على خشبة المسرح والسيطرة التامة عليه من خلال تركيز الوعي الجسدي والنفسي على المسرحية والمشاهدين. وقد كان للانضباط اللافت في حركة الممثليْن وأدائهما خلال العرض المسرحي كله بعد جمالي في الاستحواذ على تركيز المشاهد الذي ظل مشدودا لروح الثنائي يحيى الفايدي وأصالة كواص على خشبة المسرح وأدائهما الركحي المتفرّد حركةً وقولاً.

وارتكزت المسرحية على جملة من المتناقضات أهمها علاقة الرجل بالمرأة وكذلك من حيث “عروسة البازار” والإنسان، فهذا التمثال المخصص لعرض الأزياء على واجهات محلات بيع الملابس، وهو يتتبع صاحب المحل ويروي ما يجري في المدينة، يبدو أكثر حكمة ووعيا وعقلانية من الإنسان رغم أن الإنسان هو الكائن العاقل. وهنا ينبّه المخرج من اختلال التوازن في سلوك المجتمع نتيجة انقلاب القيم وانهيار الأخلاق و”الدوس” على القوانين المنظمة للحياة للعلاقات الاجتماعية.

وأثار المخرج محمد كواص جملة من القضايا منها ماهو متصل بالوضع الاجتماعي والاقتصادي والثقافي القائم على غرار الصحة والتعليم والتشغيل والاستغلال الاقتصادي والفوارق الطبقية والاجتماعية، إلى جانب قضايا إنسانية كونية تتعلق بالعدالة والحريات والاضطهاد واستعباد الإنسان للإنسان مما أفقده آدميته.

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    ^ TOP