المشيشي يتسلم مفاتيح القصبة و يؤكّد أن حكومته منفتحة على النّقد والنّصح
تونس- التونسيون
انتظم صباح اليوم الخميس بقصر الضيافة بقرطاج موكب تسلّم وتسليم المهام بين رئيس الحكومة المتخلّي الياس الفخفاخ ورئيس الحكومة الجديد هشام المشيشي .
وياتي هذا الموكب عقب اداء رئيس الحكومة والوزراء وكتاب الدولة الجدد أمس الاربعاء اليمين الدّستورية بقصر الرئاسة بقرطاج بعد حصول الحكومة على ثقة البرلمان بموافقة 134 نائبا، وقيام اعضائها بالتصريح بمكاسبهم ومصالحهم لدى الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد.
وأكد رئيس الحكومة هشام المشيشي في كلمته خلال هذا الموكب ان حكومته ستكون منفتحة على النّقد والنّصح وكلّ من يرى نفسه قادرا على النهوض بالبلاد ، كما أنها ستتعامل مع رئاسة الجمهوريّة ومجلس نوّاب الشعب وكلّ القوى الحيّة في البلاد من أحزاب ومجتمع مدني.
وشدّد على أن الظّرف الاستثنائي الذّي تكوّنت فيه هذه الحكومة والمخاطر التي يطرحها الوضع الوبائي العالمي (انتشار فيروس كورونا) “لن يثني الحكومة عن إيقاف النّزيف الاقتصادي”، مؤكّدا في السّياق ذاته عزم الحكومة مواصلة العمل على محاربة آفة الإرهاب والجريمة وكلّ المظاهر المخلّة بالأمن العام.
ولاحظ المشيشي في هذا الصّدد أن الحكومة ستواصل دعم المؤسّستين الأمنية والعسكريّة بالموارد المادّية والبشريّة، متوجها بالتّحية إلى قوّات الأمن والجيش لما تبذله من جهود مكّنت من تحقيق استقرار الوضع الأمني رغم ارتفاع وتيرة المخاطر والتهديدات الإرهابيّة على المستوى الدّاخلي وعلى الشّريط الحدودي.
كما توجّه بالتحيّة والشّكر ل”الجيش الأبيض” العامل في قطاع الصّحة، مكبرا جهودهم في مواجهة فيروس كورونا.
من جهته قال رئيس الحكومة المتخلي الياس الفخفاخ خلال هذا الموكب ان ” تونس تصارع من اجل سيادتها وتقاوم لتثبيت دعائم اقتصادها وإبعاده من حافة الهاوية ،مشيرا الى وجود نفوذ مستراب وتدخل أطراف خارجية قادرة على تحريك الوضع الداخلي من خلال عناصر تابعة لها ومن الواجب التنبيه لإيقاف هذا الانهيار قبل فوات الأوان” وأكّد الفخفاخ قناعته الرّاسخة بأنّه لا يمكن اليوم حلّ مشاكل الاقتصاد والنمو والفقر طالما لم تُرشّد الحياة السياسيّة والعمل على أخلقتها وحمايتها من المال الفاسد محملا الجميع المسؤولية في ذلك قائلا إن “المرعب في المشهد أن دوائر النفوذ المالية استثمرت في المؤسسات الديمقراطية الهشة على غرار البرلمان والإعلام والإدارة والهيئات المستقلّة والجمعيّات فشوّهوها ولوّثوها وحوّلوا الحلم الديمقراطي وأصبحوا يمثّلون خطر حقيقي على الدّولة” واضاف ان “تونس اليوم في قلب العاصفة وتعيش معركة مصيريّة وحيويّة ودولتنا مستهدفة والسلم الأهلي مستهدف وتطلّعاتها مستهدفة، مشيرا الى ان اقتصاد البلاد يتطلب تخليصه من الريع والمُتمكّنين، كما ان تونس اليوم تتعثر في تثبيت استقرارها وتخجل من ترقيمها السيادي وتتخبط في مساعيها للاستجابة لاحتياجات مواطنيها وخاصة منهم الشباب وضعاف الحال .
وبين ان البلاد تتهدّدها الفئوية والنّزعة نحو ترجيح المصالح الضّيقة، شخصية كانت اوجهوية وفئوية وينخر جسمها فساد استشرى وامتزج بالسياسة وأصبح يقال فيه “دولة الفساد باقية وتتمدّد” واعتبر الفخفاخ ان حكومته في الوقت الذي كانت منكبة فيه على وضع الخطة لإنقاذ البلاد “كانوا منكبين على إسقاطها وتشويهها وضرب العزائم ونجحوا في إسقاط الحكومة وفشل انطلاق الإنقاذ ” و تسلّم رئيس الحكومة هشام المشيشي بالمناسبة من رئيس الحكومة المتخلّية إلياس الفخفاخ “مخطّط الإنقاذ” الذّي وقع إعداده وحصيلة عمل الحكومة المتخلّية في إطار استمراريّة الدّولة .
وقد حضر الموكب بالخصوص الى جانب أعضاء الحكومتين ،رئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي ورئيس الجمهورية الأسبق فؤاد المبزع ورئيس المجلس الوطني التاسيسي مصطفي بن جعفر وعدد من رؤساء الحكومات السابقين بعد الثورة الى جانب حضور عدد من ممثلي الأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية واعضاء مجلس نواب الشعب وكان المشيشي قد أعلن عن فريقه الحكومي المكون من 25 وزيرا و3 كتاب دولة، يوم 24 أوت الماضي بعد مشاورات استمرت لنحو شهر، إثر تكليفه من رئيس الجمهورية قيس سعيد بتشكيل الحكومة يوم 25 جويلية الفارط بعد أن قدّم سلفه إلياس الفخفاخ استقالة حكومته يوم 15 جويلية المنقضي.
وكان المشيشي قد أكّد في تصريح إعلامي عقب منح حكومته الثقة من البرلمان، أن أولويات حكومته تتمثّل في “إيقاف نزيف المالية العمومية واختلال التوازنات الاقتصادية”،مشيرا إلى أنّها “ستكون حكومة إنجاز وعمل” عبر تفعيل الخطط والآليات لتنفيذ البرامج الخاصة بمختلف القطاعات.
Comments