المنذر الزنايدي .. الحل بالتوانسة الكل
خديجة زروق
اعاد رحيل رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي الى الاذهان اسماء بعض الشخصيات التي لم تعمل معه في السنوات الاخيرة و لم تحاول وضع اليد على ميراثه السياسي و لم تتطاول على رمزيته لانها تشبعت بمنطق الدولة و لانها تدرك تفرد تجربة الباجي قائد السبسي و تميزها .
و يبدو اسم المنذر الزنايدي من اكثر الاسماء التي استحضرها التونسيون و التونسيات في مجالسهم بوصفه من الشخصيات التي تستطيع انطلاقا من قصر قرطاج الحفاظ على ارث الباجي قائد السبسي و تطويره .
ذلك ان المنذر الزنايدي ينتمي لنفس المدرسة التي تقوم على التمسك بالسيادة الوطنية و المصالحة الوطنية و رفض الاقصاء و الانتصار لقيم المواطنة و المساواة القانونية و الاعتبارية بين كل التونسيين و التونسيات .
و هذه الثوابت الوطنية مهمة في سياق الارتبك الاقليمي الذي نعيشه و ما يوقع فيه البعض من اتكاء غير مفهوم على القوى الاقليمية و الدولية ز من فتح للباب على مصراعيه امام هذه القوى لتشكيل المشهد السياسي التونسي .
حين نستحضر اسماء بعض الشخصيات التي قد تترشح للانتخابات الرئاسية فان المسيرة السياسية لمنذر الزنايدي قد تمنحه بعض “الافضلية ” مقارنة بهم . ذلك انه يمثل الوجه الافضل و المشرق لفترة ما قبل 14 جانفي 2011 اذ لم ينخرط في ممارسات الفساد و لم يشارك باي شكل من الاشكال في الحد من الحريات و الضغط على المجتمع المدني .
و قد ادار بنجاح اهم الوزارات الاجتماعية و نعني بها التجارة و الصحة و النقل و كانت الطبقات الشعبية حاضرة بقوة في ذهنه عند توليه هذه المهام و هو ما يعني اننا امام رجل قد يلعب انطلاقا من رئاسة الجمهورية دورا في طمانة المواطنين و في الاضطلاع بدور “الاب الشاب” الذي يهتم بهم باسلوب هاديء و راق لان منذر الزنايدي شعبي في تفكيره لكنه يعادي الشعبوية لانها ضحك على الذقون و لانها غير منتجة .
المنذر الزنايدي متحرر ايضا من كل تجاذبات اللحظة الراهنة لانه لا ينتمي الى حزب سياسي و ليس معنيا بصراع الكواليس المحتدم داخل اروقة السلطة و هو الصراع الذي رفع حاليا في اسهم البعض من الوزراء الذين يفتقدون للخبرة السياسية .
و من اهم عناصر التحرر عدم انتماء منذر الزنايدي الى اي حزب سياسي و هو ما يجعله فعليا فوق الصراعات الحزبية و هو ما من شانه ان يمنح مؤسسة رئاسة الجمهورية قدرة على الترفع عن الصراعات الهامشية و عن الحسابات الضيقة و يعيد اليها دورها كرمز يلتف حوله كل التونسيين و التونسيات، وهو الذي شعاره: “الحل بالتوانسة الكل”.
Comments