المواطنة في زمن الكورونا
خالد شوكات
الحرب على الكورونا هي كأي حرب من اي نوع، ننتصر فيها بقدر ما نوفر ك”شعب” يكافحها شروط النصر، ومن أهمها كما يقول العارفون ثلاثة أسباب أساسية:
1/
رباطة الجأش والهدوء وعدم الهلع والفزع والخوف المبالغ فيه، فاغلب المنهزمين عادة ما ينهزمون قبل وصولهم الى ساحة المعركة، فالهزيمة المعنوية هي المدخل الاساسي لكل هزيمة عملية.
2/
التضامن فيما بيننا، فما معنى الهرع الى محلات الغذاء او الدواء او غيرها لتفريغها، غير الانانية التي تجعل المرء يدرأ الخطر عنه بدفع الآخرين اليه، وهل يعقل ان نضمن لأنفسننا طعاما ونحرم منه غيرنا، فالشعوب التي تنتصر في الحروب هي الشعوب التي تتقاسم المغارم قبل المغانم، وهي التي يفكر فيها المواطن في اخيه المواطن كما يفكر في نفسه، ولا مبرر اذاً للاستئثار التافه فهو لن ينجي صاحبه ان حلّت الفاجعة لا قدّر الله حتى لو طال عمره اياما جراء اكتسابه بعض الطعام الاضافي، وعلينا ان لا ننسى “اننا ان لم نمت بالكورونا متنا بغيرها، تعددت الاسباب والموت واحد”..
3/
دعم القيادة بصرف النظر عن تأييدنا لها او معارضتها، وتأجيل الخلافات الثانوية لأجل التعبئة للمعركة الاساسية، فالمجال ليس مجال شماتة في رئيس أو وزير أو مسؤول، كما ليس مجال تفصيل ونقد فرعي يمكن ان يؤجل لاحقا لما بعد عندما ينقضي زمن الكورونا، فالشعوب المتجاذبة المتنازعة لا تربح المعارك ولا تنتصر في الحروب.
ومع ذلك فان لطف الله بِنَا ورعايته لنا قائمة لم تنقطع، والبلاء والجوائح غالبا ما تكون خفيفة عندما تدرك شواطئنا وحدودنا باذنه عز وجل، فنسأله تعالى دوام اللطف بِنَا وبالإنسانية جمعاء، انه سميع مجيب الدعاء.
خالد شوكات
Comments