بؤرة توتر جديدة في شبه الجزيرة الكورية
تواصل كوريا الشمالية رشق جارتها اللدودة كوريا الجنوبية بصواريخ بالستية. هذا السلوك الذي دأبت عليه بيونغ يانغ لا يمثل في حد ذاته أمرا جديدا لأن نظام كوريا الشمالية غالبا ما لجأ إلى استفزاز سيول كلما أراد فك عزلته الديبلوماسي أو الحصول على مساعدات إنسانية خاصة و أن كوريا الشمالية تعيش وضعا اقتصاديا شديد الصعوبة .
و لكن هناك عاملان مستجدان من المهم التوقف عندهما و هما الحرب الروسية- الأوكرانية و ايضا البرنامج النووي لكوريا الشمالية. ففي ما يتعلق بعلاقة التصرفات الكورية بمجريات الحرب التي تدور رحاها في أوكرانيا فان نظام كوريا الشمالية هو أقرب موضوعيا إلى روسيا والصين.
و تحرشه بكوريا الجنوبية يمثل ورقة ضغط إضافية على حلفاء واشنطن و أيضا نقلا للتوتر إلى منطقة مهمة في آسيا. و يبدو أن نظام بيونغ يانغ يريد ان يوجه من خلال الصواريخ التي يرشق بها كوريا الجنوبية رسالة مفادها أنه لا يخشى ردود الفعل الدولية خاصة و أنه قد تمكن من تصنيع القنبلة النووية .
بلوغ نظام بيونغ يانغ هذه المرحلة يمثل منعرجا استراتيجيا هاما يخرج الأزمة بين سيول و بيونغ يانغ من مستواها الثنائي و الاقليمي ليجعلها أمرا يهدد السلام العالمي خاصة و أن نظام كوريا الشمالية لا تعنيه إلا حساباته الداخلية و حرصه على الاستمرار فى السلطة مهما كان الثمن.
و ما يلفت الانتباه في هذا الصدد هو صمت المجموعة الدولية رغم أن كوريا الجنوبية تعتبر من الدول التي تتحرك دائما لخدمة السلام و التعاون و التضامن بين الشعوب و هذا أمر نعلمه خاصة في تونس إذ كانت سيول إلى جانب بلادنا في عديد المناسبات لعل اخرها عند مواجهة وباء الكوفيد 19 .
الصمت لا ينفع و قد تدفع المجموعة الدولية ثمنه باهظا في الأيام القادمة في حين أن المنطق يفرض تحركات مكثفة للتعبير عن التضامن مع كوريا الجنوبية و لإجبار كوريا الشمالية على أن تتخلى عن سياساتها في استهداف جارتها الجنوبية
شهاب حتيرة
Comments