الجديد

بعد اعلان 3 نواب الخروج من كتلته في البرلمان .. لعنة “نداء تونس” تطارد “تحيا تونس”

تونس- التونسيون

عرف نداء تونس بعد انتخابات 2014 موجات متتالية من الاستقالات، رافقتها صراعات حادة علنية وسرية انتهت بتلاشي حزب مثل املا للكثير من التونسيين في خلق التوازن الضروري لحماية مكتسبات البلاد و التوافق الحيوي لحماية المسار الديمقراطي. و يبدو أن لعنة الانشقاقات طالت ولا تزال كل الأحزاب التي ولدت من رحم نداء الباجي قائد السبسي.

فقد انتهى حزب الأمين العام السابق للنداء محسن مرزوق ( مشروع تونس) بنتائج انتخابات هزيلة، بعد موجة استقالات واسعة طالت قيادات سياسية و برلمانية كبيرة. و مثل “تحيا تونس” املا كبيرا لمجموعة هامة من نواب النداء وقياداته، و انطلق محمولا بٱمال كبيرة في اكتساحه للانتخابات الرئاسية و التشريعية.

لكن حسابات الحقل غير حسابات البيدر، إذ تعرض الحزب إلى هزيمة انتخابية “مذلة” رغم الإمكانيات المادية الهائلة، و اعتماد مرشحيه على مقدرات الدولة والإدارة.. متاعب هذا الحزب يبدو أنها ستتواصل، إذ أن موجة استقالات علنية في النواب بدأت في الظهور علنيا، إذ أعلن كل من مبروك كورشيد الوزير السابق والنائب على مدنين و كمال العوادي نائب جندوبة و العياشي الزمال نائب سليانة استقالتهم من كتلة تحيا تونس، في انتظار استقالتهم المتوقعة من هياكل الحزب.

في هذا السياق علم موقع “التونسيون” من مصادر مطلعة أن موجة الاستقالات ستتواصل إذ ينتظر استقالة ثلاث نواب آخرين مبدئيا.

تهدد هذه الاستقالات تواجد كتلة تحيا تونس، إذ من الممكن أن يقع حلها بحسب النظام الداخلي للمجلس، في تكرار لما أصاب كتلة افاق تونس التي حلت لالتحاق نوابها بتحيا تونس، تلك هي السياسة كما تدين تدان.

استقالات النواب تأتي وسط اخبار متسارعة على تململ كبير داخل هياكل الحزب، إذ يبدو أن موجة من الانسحابات الصامتة ضربت الحزب الكبير، لعل أهمها انشقاق حزب المبادرة بزعامة كمال مرجان.

للاشارة فان تحيا تونس الذي لا يحتكم لهياكل منتخبة محليا وجهويا ووطنيا تم تأسيسه على عجل من أجل الفوز بالانتخابات، يعيش لحظة مفصلية في تاريخه القصير، يبدو أن يوسف الشاهد يجد فيها نفسه وحيدا وقد تخلى عنه “الاصدقاء” و “الانتهازيون” الذين ابعدوا كل مناضلي الحزب.

استقالة نواب تحيا تونس تعيد طرح سؤال مركزي في علاقة بالديمقراطية و الأحزاب في تونس، إذ يتم استبعاد الابعاد النضالية و القيم والمبادئ لبناء شبكات حزبية قائمة على الولاء لصاحب “الباتينده” و يتم اختيار مرشحين للبرلمان من بين “الوجاهات” الجهوية و “رؤوس الأموال”.

يدفع يوسف الشاهد نفس الثمن الذي دفعه الباجي في سوء الاختيار، و يجد نواب تحيا تونس أنفسهم مجبرون على الاستقالة من حزب لا يوجد فيه مؤسسات و لا فضاءات نقاش و لا تسلسل القيادة واتخاذ القرار.

و نعتقد أن موجة الاستقالات ستتواصل من تحيا تونس ومن غيره من الأحزاب طالما لم تنجح النخب في بناء أحزاب مؤسساتية وديمقراطية.

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    ^ TOP