بعد مقتل الفتاة مهسا أميني .. ثورة النساء في ايران
التونسيون- وكالات
أفادت الأنباء الواردة من إيران باندلاع معارك بين الشرطة الإيرانية ومتظاهرين مناهضين للحكومة بالعاصمة طهران، وذلك في أسوأ اضطرابات في البلد منذ سنوات والتي انطلقت بسبب مقتل الفتاة مهسا أميني، ليتحول هذا الحادث الى كرة الثلج، وتنتشر المظاهرات والاحتجاجات في جل مدن البلاد، في ما يشبه حراك احتجاجي كبير عنوانه ثورة النساء والحريات.
و تستمر الاحتجاجات، التي دخلت يومها السابع الآن، في العديد من المدن الأخرى. ويقول نشطاء إن ثمانية متظاهرين قُتلوا بالرصاص خلال الليل، بينما قالت وسائل إعلام إن اثنين من أفراد القوات شبه العسكرية قتلا. واندلعت الاضطرابات بعد وفاة امرأة احتجزتها شرطة الآداب.
وأفادت وسائل الإعلام الحكومية بمقتل 11 شخصا، بمن فيهم أفراد من الأمن والمتظاهرين، لكن جماعات حقوقية كردية قالت إن 15 محتجا قتلوا في غرب إيران وحدها.
ايران .. ثورة النساء والحريات
واندلع الغضب بعد وفاة مهسا أميني، وهي امرأة كردية تبلغ من العمر 22 عاما من مدينة سقز شمال غربي البلاد، في مستشفى في طهران يوم الجمعة بعد ثلاثة أيام من دخولها في غيبوبة.
كانت أميني تزور العاصمة مع أسرتها في 13 سبتمبر/أيلول عندما ألقي القبض عليها من قبل ضباط شرطة الآداب، الذين اتهموها بانتهاك القانون الذي يطالب النساء بتغطية شعرهن بالحجاب وأذرعهن وأرجلهن بملابس فضفاضة. وانهارت بعد نقلها إلى أحد مراكز الاحتجاز.
وتفيد تقارير بأن الضباط ضربوا رأس أميني بهراوة وصدموا رأسها في إحدى سياراتهم. وتقول الشرطة إنه لا يوجد دليل على أي سوء معاملة، وتشير إلى أن أميني عانت من “قصور مفاجئ في القلب”.
وفي مقابلة مع بي بي سي يوم الأربعاء، قال والد أميني، أمجد، إن السلطات لم تسمح له برؤية جثتها بالكامل قبل دفنها. وقال إنه سمُح له فقط برؤية وجهها – وليس مؤخرة رأسها – وكذلك ساقيها، وكلاهما كان به كدمات.
كما أصر أمجد أميني على أن ابنته لم تكن تعاني من أي مشاكل صحية سابقة، بعكس ما زعم وزير الداخلية.
واستشاط الكثير من الإيرانيين غضبا بسبب وفاة أميني، واندلعت الاحتجاجات الأولى بعد جنازتها، عندما تم تصوير نساء يلوحن بحجابهن في الهواء ويصرخن قائلات “الموت للديكتاتور” – وهو شعار غالبا ما يوجه إلى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.
ونظم طلاب مظاهرات مماثلة في عدة جامعات في طهران، قبل أن تبدأ الاحتجاجات في الانتشار بسرعة في أنحاء البلاد.
وتقول رنا رحيمبور من القسم الفارسي في بي بي سي: “الآن، رأينا الكثير من الرجال ينضمون إلى الاحتجاجات، التي تجاوزت الآن مجرد الاحتجاج على فرض الحجاب، وأصبحت ضد وجود الجمهورية الإسلامية بالكامل”.
وأضافت: “هذا هو أخطر تحد للقيادة الإسلامية الإيرانية نشهده هنا في السنوات الأخيرة”.
في مواجهة الاسلامية الايرانية
وأفادت كسرة ناجي، مراسلة بي بي سي، بأن وسط طهران وبعض المناطق الشمالية من العاصمة اختنقت بالغاز المسيل للدموع مساء الأربعاء عندما هاجمت شرطة مكافحة الشغب، بمساعدة أفراد من قوات الأمن في ثياب مدنية، المتظاهرين في عدة أحياء.
وأشعل متظاهرون النار في حاويات نفايات كبيرة ومنعوا الوصول إلى بعض الشوارع، ورددوا هتافات ضد المرشد الأعلى.
وأشارت تقارير إلى اعتقال العشرات من المتظاهرين، بعدما اقتحمت قوات الأمن منازل ومتاجر لجأ إليها متظاهرون، بحسب مراسلتنا.
ووردت تقارير أيضا عن اجتياح مراكز للشرطة ومبان حكومية أخرى أو إحراقها، حيث اندلعت احتجاجات في عشرات المدن الأخرى.
وأظهرت مقاطع فيديو، نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، حشدا من المتظاهرين يهتفون أثناء إسقاط لوحة عليها صورة خامنئي، وكذلك نساء يحرقن أغطية رؤوسهن ويقصن شعرهن في أماكن عامة.
وكانت الاضطرابات الأشد دموية في منطقة شمال غربي إيران التي يقطنها كثير من الأكراد، حيث كانت تعيش مهسا أميني.
وأفادت منظمة “هينغاو” الحقوقية الكردية بأن ثمانية محتجين قتلوا على أيدي قوات الأمن يوم الأربعاء، ليرتفع العدد الإجمالي للقتلى هناك إلى 15.
وأضافت أن صبيين يبلغان من العمر 15 و16 عاما كانا من القتلى بالرصاص مساء الأربعاء في أشنوية وأرومية، وكلاهما في مقاطعة أذربيجان الغربية.
ونفى مسؤولون إيرانيون مقتل متظاهرين على يد قوات الأمن. وقالوا إن ما مجموعه 11 شخصا، بينهم أربعة من أفراد الأمن، قتلوا على أيدي “مثيري شغب”.
وذكرت وكالتا أنباء تسنيم وفارس يوم الخميس أن عضوا في ميليشيا الباسيج شبه العسكرية – التي غالبا ما تستخدم لقمع المعارضة المحلية – تعرض للطعن حتى الموت في مدينة مشهد شمال شرقي البلاد يوم الأربعاء. وقالت وكالة تسنيم إن عضوا آخر في ميليشا الباسيج قُتل برصاص “مثيري شغب” في وسط مدينة قزوين.
في غضون ذلك، أفادت مجموعة “نيتبلوكس” لمراقبة الإنترنت بأن إيران تخضع الآن لأشد القيود على الإنترنت منذ اندلاع احتجاجات مناهضة للحكومة في نوفمبر/تشرين الثاني 2019. فقد عُطلت شبكات الهاتف المحمول إلى حد كبير، وتعطلت خدمة الإنترنت أثناء الاحتجاجات، كما تم تقييد استخدام إنستغرام وواتسآب.
Comments