بعد مقتل شرطي لشاب من اصول عربية: انتفاضة ضواحي فرنسا .. نحو فرض حالة الطوارئ
التونسيون- وكالات
اعتقال المئات في ثالث ليلة من ليالي السخط الشعبي على قتل الفتى نائل على يد أحد عناصر الشرطة الفرنسية
لا تزال المدن الفرنسية تشتعل غضبا رغم دعوات التهدئة والأمر بإيداع الشرطي الذي أطلق الرصاص على الفتى نائل ذي ال17 سنة رهن الحبس. حيث عاشت عدة مدن فرنسية ليلة أخرى من اعمال الشغب تم فيها إحراق بعض وسائل النقل وبعض المحلات وسط حالة من الكرّ وفر بين الشبان الغاضبين ورجال الشرطة الذين بلغ عددهم نحو 40 ألفا أمرت بنشرهم وزارة الداخلية الفرنسية.
أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية إصابة 249 شرطيا ودركيا في أعمال الشغب في فرنسا ليل الخميس الجمعة على خلفية مقتل مراهق برصاص شرطي في باريس الثلاثاء.
وأوضح المصدر نفسه أن السلطات نشرت 40 ألف عنصر من قوات الأمن على كامل الأراضي الفرنسية من بينهم خمسة آلاف في باريس. ولم تكن أي إصابة في صفوف عناصر الشرطة والدرك خطرة.
ماكرون يترأس اجتماعا جديدا لخلية الأزمة حول أعمال الشغب
يترأس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الجمعة اجتماعا جديدا لخلية الأزمة الوزارية في باريس بعد أعمال شغب لليلة الثالثة على التوالي في فرنسا إثر مقتل مراهق برصاص شرطي، على ما أعلنت الرئاسة.
وقد اختصر ماكرون الموجود في بروكسل منذ الخميس لحضور قمة أوروبية، مشاركته وعاد قبل انتهاء الاجتماعات مع نظرائه.
والدة الفتى الفرنسي نائل تعتبر أن مقتله برصاص شرطي له دوافع عنصرية
أعربت والدة الفتى الفرنسي نائل الذي أثار قتله برصاص شرطي أعمال شغب، الخميس عن اعتقادها أن الحادثة لها دوافع عنصرية.
وقالت منية لقناة “فرانس 5” في أول مقابلة إعلامية معها منذ إطلاق النار صباح الثلاثاء “أنا لا ألوم الشرطة، أنا ألوم شخصا واحدا: الشخص الذي قتل ابني”.
وأضافت “لدي أصدقاء شرطيون. إنهم يدعمونني تماما.. وهم لا يؤيدون ما حدث”.
واعتبرت أن الشرطي البالغ 38 عاما والذي وُجهت له تهمة القتل العمد، كان يمكن أن يلجأ إلى طرق أخرى للسيطرة على ابنها الذي كان يقود سيارة بلا رخصة.
قالت الأم العزباء باكية “لم يكن مضطرا لقتل ابني. رصاصة؟ من هذه المسافة من صدره؟ لا، لا”.
واعتبرت أن الشرطي “رأى وجهاً عربياً، طفلاً صغيراً، وأراد أن يقتله”.
وتساءلت الأم التي قالت إنها تعمل في القطاع الطبي، “حتّام سيستمر هذا؟ كم عدد الأطفال الآخرين الذين سيُقتلون على هذا النحو؟ كم من الأمهات سيجدن أنفسهن في مكاني؟”.
وقادت منية الخميس مسيرة في ضاحية نانتير غربي باريس حيث عاشت مع ابنها وانتهت بوقوع صدامات بين المتظاهرين والشرطة.
توجيه تهمة القتل العمد إلى شرطي فرنسي قتل بالرصاص فتى من أصل عربي قرب باريس والسلطات تخشى فوضى “معمّمة”
وُجهت الخميس تهمة القتل العمد إلى شرطي ووُضع قيد التوقيف الاحتياطي بعد أن أردى بالرصاص الثلاثاء قرب باريس فتى في السابعة عشرة أثار مقتله أعمال عنف مستمرة عبّرت السلطات عن خشيتها من اتساع رقعتها.
وبحسب مذكرة استخبارية نقلها مصدر بالشرطة، فإن العنف يمكن أن يصبح “معممًا” خلال “الليالي المقبلة” ويتسم بـ”أعمال تستهدف الشرطة ورموز الدولة”.
وخرجت الخميس مسيرة تكريما لذكرى الفتى، أطلقت الشرطة الفرنسية الغاز المسيل للدموع على مشاركين فيها.
افتتحت والدة الشاب، مرتدية قميصًا كُتب عليه “العدالة لنائل”، التظاهرة من على حافلة صغيرة، وخلفها آلاف المشاركين حملوا لافتات تحمل الشعار نفسه ولافتات أخرى كُتب عليها “لن نقبل بتكرار ذلك أبدًا”، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس.
لكن اندلعت أعمال شغب في نهاية المسيرة أمام مقر محافظة أو-دو-سين، وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع.
صباح الخميس، أعلن المدعي العام في نانتير باسكال براش أن الشرطي الدرّاج البالغ 38 عامًا سيمثل أمام قاضيي تحقيق لتوجيه لائحة اتهام له.
ولفت إلى أن “النيابة تعتبر أن الشروط القانونية لاستخدام السلاح لم تتحقق”. وطلب احتجاز الشرطي، وهو خيار نادر في هذا النوع من القضايا.
وفي وقت لاحق، قالت النيابة في بيان إن “الشرطي المشار اليه اليوم في إطار تحقيق قضائي حول جريمة قتل متعمدة وجهت اليه هذه التهمة ووضع قيد التوقيف الاحتياطي”.
وقدّم الشرطي الخميس الاعتذار لعائلة الفتى نائل، وفق ما أفاد محاميه.
Comments