الجديد

بين تونس وقطر .. ممكن علاقة “ندية” بعيدا عن “صراع المحاور”؟

علاء حافظي

حل منذ قليل الأمير تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر ضيفا على تونس في زيارة تمتد يومين. هذه الزيارة التي وصفت بالهامة تندرج ضمن ما شهدته العلاقات بين تونس و قطر منذ جانفي 2011 من تطور لافت أثار عدة ردود فعل متباينة لدى الطبقة السياسية التونسية و الرأي العام الوطني إذ أصبح الموقف من قطر مرتبطا بالتجاذبات السياسية التونسية.

تطور العلاقات انعكس في الزيارات الرسمية في أعلى مستوى التي تعددت منذ 2011 و أيضا في نمو قد يكون دون المأمول لكنه واضح في العلاقات الاقتصادية و البشرية بين البلدين.

لا شك أن لزيارة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الحالية دلالات أخرى لأنها تتنزل في سياق إقليمي و دولي متغير و له انعكاساته، خاصة و أن قطر قد أصبحت منذ فترة ترغب في اللعب في ميادين الكبار و أن لها مواقف تضعها في محور مع تركيا و تسعى للتسويق لها.

تأتي هذه الزيارة مع بداية عهدة الرئيس قيس سعيد الرئاسية و التي تميزت لحد الآن بتذبذب في مستوى العلاقات الخارجية  لعل أبرزها ما خلفته الزيارة “الفجئية” التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان،

و بالمناسبة فان زيارة الأمير القطري  قد تنمي الانطباع بأن تونس هي أقرب للمحور التركي –القطري، وهو ما يرفضه قطاع واسع من التونسيين، الذين عبروا عن رفضهم للاصطفاف وراء المحور القطري – التركي مثلما حصل زمن حكم الترويكا بقيادة حركة النهضة.

و بعيدا عن هذه القراءة الأولية فإن لزيارة الأمير القطري ابعادا أخرى نظرا لما يبديه الطرفان من رغبة في تطوير العلاقات بينهما فالدعم الاقتصادي و المالي القطري لتونس مطلوب و سيطرح في هذه الزيارة التي يستشف من خلال تركيبة الوفد القطري أنها ستنظر في دعم قطري للعملية الوطنية.

و أيضا في التعاون الأمني و الذي يرتبط على ما يبدو إلى جانب التبادل العادي للخبرات و المعلومات باستعداد قطر لاحتضان كأس العالم لكرة القدم و هو حدث مفصلي في تاريخ الإمارة التي تحتاج إلى خبرات من تونس و من دول أخرى في كل المجالات المتصلة بهذا الحدث الكوني.

قطر يمكن أن توفر سوقا لاستقطاب الكفاءات التونسية و أيضا للمنتوجات التونسية و هو ما يعني أن الجانب التونسي يمكن إذا ما احسن التفاوض أن يحصل على مكاسب من هذه الزيارة دون الوقوع في مطب الاصطفاف.

و قد يساعد تقارب المواقف بين تونس و الجزائر في عدة قضايا على تمكين الديبلوماسية التونسية من هامش أوسع للتفاوض و لاتخاذ المواقف بما في ذلك في الملف الليبي الذي تعتبر قطر لاعبا هاما فيه.

وكان رئيس الجمهورية قيس سعيّد استقبل بعد ظهر الاثنين 24 فيفري 2020 بالجناح الرئاسي بمطار تونس قرطاج الدولي صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الذي يؤدي زيارة رسمية إلى تونس يومي 24 و 25 فيفري 2020.

وقد تضمن الوفد الرسمي القطري كلا من نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، ووزير المالية ورئيس جهاز أمن الدولة ومساعد رئيس الديوان الأميري ومدير إدارة الدراسات والبحوث بالديوان ومدير إدارة المحافظ الإقليمية في جهاز قطر للاستثمار ورئيس هيئة التعاون الدولي العسكري بوزارة الدفاع إلى جانب مدير إدارة الشؤون العربية في وزارة الخارجية وسفير قطر بتونس.

 

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    ^ TOP