تبون في الصين: الجزائر تتجه شرقا .. و قلق أمريكي
بعد زيارة دولة لروسيا، اثارت الكثير من الجدل، حول توجهات الدبلوماسية الجزائرية في عهد تبون، وهل أن الجزائر بدأت تتجه شرقا في دبلوماسيتها، أم انه مجرد تنويع للشراكات، و رهان على لعب دور كبير في الاقليم وفي المنطقة، خاصة في ظل التوتر مع أوروبا وخاصة فرنسا، و العلاقة المتسمة بالصراع مع المغرب حول قضية الصحراء الغربية، تنقل الرئيس تبون الى الصين، وفي الطريق الى بيكين توقف في زيارة هام لقطر، البلد الخليجي الأقرب للجزائر.
اليوم، وبعد خلافاته المعلنة مع السعودية ومع الإمارات العربية المتحدة حيال موقفهما المؤيد لمغربية الصحراء، يسعى الرئيس الجزائري من خلال جولته إلى كل من قطر ثم الصين وقبلهمما روسيا إلى تأكيد أن بلاده لم تٌعزل خليجياً.
وذلك رغم إجماع دول التعاون الخليجي على موقفها المؤيد للمغرب في هذا النزاع، فهي تمضي في اتجاه بعث رسائل، تؤكد توجهات الجزائر الجديدة في بناء تحالفات قوية مع كل من روسيا والصين.
كما تجسد رغبتها في الانضمام إلى منظمة بريكس التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، وتسعى إلى التخلي عن الدفع بالدولار الأمريكي في المعاملات التجارية الدولية.
توجه جديد
وبرغم حرص الجزائر على طمأـنة الولايات المتحدة، مثلما برز من خلال تصريحات مسؤوليها بعد زيارة تبون لروسيا ، والتي أعتبرت بمثابة دعم لبوتين المحاصر من قبل الولايات المتحدة و أوروبا، فان هذا لا ينفي وجود توجه جديد في السياسة الخارجية الجزائرية.
وقد مهدت الجزائر لهذا التوجه الجديد من خلال عدم التنديد بالغزو الروسي لأوكرانيا وبالامتناع عن التصويت في كافة الاجتماعات التي خصصتها الأمم المتحدة لهذا الموضوع.
إلى جانب ذلك تًعرف العلاقات ُالأوروبيةُ الجزائرية برودة ًملحوظةً بسبب تلك الحرب .. كان من نتائجها تأجيلُ موعد زيارة متوقعة للرئيس تبون لفرنسا مرتين متتاليتين.
وبناء عليه فان واشنطن تراقب بقلق وهي غير مرتاحة للتقارب الجزائري الروسي ثم الصيني، وبكلمات أخرى فإن زيارة الرئيس تبون إلى بكين تحاط بعدة أسئلة حول انعكاسات التوجه الدبلوماسي الجزائري الجديد على العلاقة مع الغرب.
في المقابل يرلاد الرئيس تبون مطمئنا الجميع بأن بلاده اختارت الحياد في الحرب الروسية على أوكرانيا وبان التوجه الجديد إنما يخدُم ُطموحات ٍتُعزز وضعها في محيط إقليمي يتسمُ بتوتر علاقات بلاده بالمغرب.
وما يدعم تصرح الرئيس تبون من كون بلاده تقف على “الحياد” وأن الملف الاقتصادي يحظى بأولوية في تحركات دبلوماسية بلاده ، أنه ينتظر أن تعقد قريبا الدورة السادسة للحوار الاستراتيجي بين الجزائر والولايات المتحدة قريبا في العاصمة واشنطن، في وقت يحضر فيخ البلدان لمنتدى الأعمال الذي يجمع الشركات الكبرى ورجال الأعمال في ظل قانون الاستثمار الجديد الذي تريد من خلاله الجزائر استقطاب مزيد من الرساميل الأمريكية.
راجع : بين واشنطن والجزائر .. حوار استراتيجي ومنتدى أعمال في الأفق https://attounisiyoun.com/%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d9%88%d8%a7%d8%b4%d9%86%d8%b7%d9%86-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%b2%d8%a7%d8%a6%d8%b1-%d8%ad%d9%88%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%ac%d9%8a-%d9%88%d9%85/
Comments