تحليل: أسبوع القمم في آسيا – من جدة الى الصين مرورا بهيروشيما – و تجذر صراع العملاقين الأمريكي والصيني
شهد هذا الأسبوع المنقضي عدة قمم كلها احتضنتها القارة الآسياوية، وهي القارة الكبرى في الكرة الأرضية، من جهة عدد السكان وكذلك المقدرات و الثروات، ثلاثة قمم كبرى و مهمة، أبرزت الصراع بين العملاقين – الولايات المتحدة والصين – والانقسام العميق في العالم.
اختتمت القمة العربية اعمالها في جدة بالمملكة العربية السعودية غرب آسيا وسلطت عليها الاضواء الاعلامية ، وللمرة الاولى لم تحجب قمة السبع المنعقدة في هيروشيما الأضواء عن القمة العربية وغيرها من القمم .
اذ انه في نفس الوقت كانت الصين تؤسس لمجموعة الست مع دول من آسيا الوسطى خلال قمة في شيآن وسط الصين عاصمة الامبراطورية السابقة ومركز انطلاق قوافل طريق الحرير القديمة .
ودوما ضمن اطار صراع العملاقين احتضنت اليابان قمة كواد بين واشنطن واليابان والهند وكوريا الجنوبية في منظمة ” الحوار الرباعي للأمن في آسيا” المندرجة ضمن سلسلة تحالفات تقودها الولايات المتحدة لاحتواء الصين.
لقد ولت تلك الأيام التي كانت فيها اجتماعات مجموعة السبع بمثابة المرجعية ونادي القرار للاقتصاد الكوني .
من خلال التنافسية المحمومة البارزة في قمم الاسبوع المنتهي يتبين انه في حقبة الارتباك الاستراتيجي لا يزال من الصعب تحديد النظام العالمي الذي مزقته الحرب في أوكرانيا، وعلى الأرجح سيصبح هذا العالم قريبًا ثنائي القطب ، ومنقسمًا بين حلفاء واشنطن ودائرة أصدقاء بكين المتزايدة.
وفي ظل هذا الانقسام الجديد في المجتمع الدولي قررت الكتلة الغربية ، منذ قمة مجموعة السبع في ألمانيا ، العام الماضي، مواجهة الصين في الاستثمارات الصناعية ، في أشباه الموصلات كما في الطاقات النظيفة.
هكذا يشتد الصراع على النفوذ العالمي وذلك مع تكثيف كل طرف من جهودة لاستمالة حلفاء جدد خاصة من الذين يعدون من الدول الاستراتيجية او تلك المتمتعة بثقل اقتصادي .
على ابواب “ظهور عالم متعدد الأقطاب يتألف من أطراف متنافسة”، تخطط مجموعة السبع لاستقطاب دول وسيطة من مجموعتي البريكس وشنغهاي مثل البرازيل وجنوب افريقيا وكازاخستان وفيتنام عبر وعود بتقديم التزامات رفيعة المستوى، وتحسين التنسيق بين مشروعات البنية التحتية الحالية، ووضع خطط عمل خاصة لكل دولة تُحدد كشريك رئيسي.
يأتي هذا التصور بمثابة اعتراف بان جهود الصين في توفير الاستثمار في البنية التحتية، وبأن الامدادات الروسية من الأسلحة وتكنولوجيا الطاقة النووية والأسمدة تتفوق على الاساليب الغربية التقليدية .
تبرز حدة الاستقطاب مع تحذير مبطن من مجموعة السبع للصين ضد أي محاولات “تسليح” للتجارة ولسلاسل التوريد “. وترافق ذلك مع حث الصين للضغط على روسيا لوقف حرب اوكرانيا . في المقابل ادانت الصين محاولات مجموعة السبع تشويه سمعة الصين الدولية.
Comments